المقالات

أصحاب القرار من وراء الستار /

514 12:09:00 2013-06-27

حافظ آل بشارة

فقدت الديمقراطية سمعتها في العراق ، يقولون : اذا كانت الديمقراطية تجلب كل هذه الفوضى والفساد والارهاب والطبقية تكون الدكتاتورية احسن ، اصبح العراق بلدا طبقيا ، ثروته بأيدي قلة من الاثرياء والمستثمرين والسياسيين المتحالفين معهم ، الطبقة الوسطى تآكلت وتراجعت ثم انظمت الى الطبقة الفقيرة ، وربع سكان البلد تحت خط الفقر ، الحكومة لا تستطيع تنفيذ خطة تنمية لان التنفيذ ليس بيدها بل بيد اثرياء البلد الذين يديرون السياسة الاقتصادية من وراء ستار ، فالتنمية هدفها ايجاد البنية التحتية للبلد ، وهذا يعني عقودا ضخمة وانفاقات هائلة فتصبح الجهة المعنية بالموضوع الطبقة الرأسمالية ، لا بأس فالطبقة الرأسمالية موجودة في بلاد كثيرة ولها حصتها لكنها تقوم ببناء البلد وتطويره ، أما الطبقة الرأسمالية العراقية فاغلب اعضاءها يسعون الى تدمير بلدهم وسرقة ثرواته ، واغلبهم مرتبط بالخارج ويسكن في الخارج ويختار بيتا فاخرا في عواصم غربية او خليجية ، واغلبهم كانوا من اعوان النظام السابق وهم الآن اعوان النظام الحالي !! انتصر المال مرة أخرى على الديمقراطية ، مجالس المحافظات الجديدة فيها الكثير من الغموض ، صعود مفاجئ لأناس مغمورين وتواري غير متوقع لاناس معروفين ، مرة اخرى نجح رجال المال والاعمال في التلاعب بالخارطة السياسية ، القرار بيد الأثرياء وليس الساسة والسيادة للمال وليس للفكر ، واستمرار التناقض الحاد بين مصلحة الحاكم ومصلحة المحكوم ، الأثرياء يحتاجون الى بيئة فاسدة ليحققوا اهدافهم ، والسياسيون يحتاجون الى بيئة متأزمة ومتوترة طائفيا ليحققوا اهدافهم ، بيئة يريد فيها المواطن ان يبقى حيا فقط ولا يفكر بأي حقوق أخرى ، لذا فمن يرفع شعار مكافحة الفساد او مكافحة الارهاب يشكل تحديا لكل من الساسة والاثرياء . هناك اغلبية شعبية غير متحمسة للمشاركة في انتخابات 2014 التشريعية التي لا يفصلنا عنها سوى أشهر ، في المدة المتبقية سيجري امتحان الكفاءة ، وهو نفسه امتحان الشرعية ، وساحة الامتحان هي مجالس المحافظات ، صحيح ان المدة المتبقية لا تكفي لمعرفة الغث من السمين ، لكنه قدر من اقدار الرأي العام ، المطلوب من كل طرف سياسي اثبات كفاءته ، وثانيا اقناع الرأي العام بها ، وثالثا اسكات المناوئين ممن يروجون للفشل ، ولكن النجاح ليس لعبة سهلة ، لذا يتضائل الأمل بالعثور على ناجين من الزلزال المرتقب ، اذا جاءت الانتخابات التشريعية ولم ينجح احد في زحزحة احدى تلك الصخور الجاثمة على صدور الناس لم ينفعه مادون ذلك ، لكل محافظة صخورها من الفساد والارهاب والفقر والفوضى وغياب الخدمات ، ويمكن لمجالس المحافظات ان تفعل ماعجز عنه المركز ... في واد آخر هناك الكثير من الكتاب والمفكرين والساسة المهمشين والمصلحين المقصيين يتحدثون عن العدالة وتحقيق الرفاه وهم عزل لا سلاح ولا مال ، وهؤلاء يشوشون على التحالف البرجوازي السياسي اجواءه ، ويعكرون مزاجه ، آخر ما قالوه : (لايمكن القضاء على الطبقة الرأسمالية التي استعبدت الساسة وسرقت الثروة وافشلت التنمية وانعشت الفساد لكن يمكن مساعدة الاثرياء الشرفاء على النهوض وتكوين طبقة رأسمالية شريفة تحب بلدها وترحم الفقراء) مجرد رأي للنقاش .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-06-28
مع شديد الاسف اصبح بعض سياسيناعرابا وسمسارا ياخذ على عاتقة عقدالصفقات التجاريةوالمقاولات ونسى المهمة التي انتخبة من اجلهاالشعب من واقع الى واقع افضل وهذا ماشاهدتة وتلمستة من خلال تردد بعض السياسين واعضاء مجلس المحافظة لاحدالمقاولين صاحب شركة في منطقتي والمحزن ان بعض هؤلاء كان ممن قاتل نظام صدام في الجنوب والوسط والشمال انها سوء العاقبة وشتان مبين الامس واليوم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك