حافظ آل بشارة
يقول السياسيون : يجب على الشعب توديع احزانه وكفكفة دموعه ، والنساء تغسل طين المأتم الذي على رؤوسهن وينثرن الحلوى ، ويستبدلن صراخ الفاجعة بزغاريد الفرح ، ما الذي جرى ؟ هل عاد الاموات ؟ هل ابادوا الارهابيين ؟ هل اعتقلوا جميع الفاسدين ؟ لا ... هناك مناسبة عظيمة وهي خروج العراق من البند السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي دخله بعد احتلال الكويت سنة 1990 وشملته المواد الاربع من البند وهي : 39 ، 40 ، 41 ، 42 ، التي جمدت اموال العراق في الخارج ، وقيدت بعض وارداته الضرورية ، وجعلت عوائده النفطية تسلم الى صندوق التنمية الذي تشرف عليه الامم المتحدة ، واعطت مجلس الأمن حق اتخاذ اي تدابير عسكرية او اقتصادية او سياسية ضد العراق ، بعد سقوط نظام صدام وجد العراق الجديد نفسه يواصل دفع الثمن ظلما ، اول من سعى الى اخراج العراق من البند السابع هو السيد عبد العزيز الحكيم (رحمه الله) فاجرى محادثات مع الولايات المتحدة والكويت ومجلس الأمن وقد نجح في جعل هذا الموضوع في صلب اهتمام القادة العراقيين ووزارة الخارجية ، وكان مسعى السيد الحكيم ضمن عملية التغيير الشاملة والتخلص من آثار سياسات النظام السابق ، كما سعى السيد رئيس الوزراء ، وسعت وزارة الخارجية ، وسعت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب ، الآن تحقق الحلم ولكن في اي ظروف وتحت اي محنة ، العملية السياسية مرت منذ رحيل عزيز العراق باطوار وتحولات وصدمات واحباطات ، المواطن الآن لا يستطيع ان يتفاءل بما تحقق ، الشارع غير مهتم لاخراج العراق من البند السابع فعلى الساسة ووسائل الاعلام ان تقلق وتتسائل لماذا لا يفرح العراقيون بهذا الانجاز ؟ اخراج العراق من البند السابع هل يحل المشاكل المعمرة ؟ وهي : الارهاب والقتل العشوائي ، الفساد المالي والاداري وضياع الاموال ، تصاعد ظاهرة الفقر حتى اصبح ربع العراقيين تحت خط الفقر ، تصاعد البطالة في صفوف القادرين على العمل والخريجين حتى بلغت اكثر من ربع العدد ، استمرار ازمة الكهرباء ، استمرار أزمة الخدمات الاساس ، توقف عملية الاعمار والتنمية ، هل كان البند السابع يمنع العراق من حل المشاكل اعلاه ، هل ان خروجه من البند السابع يساعده على حل هذه المشاكل ؟ هل يجعل اللصوص نزيهين ؟ هل يجعل الخونة مخلصين ؟ هل يجعل التكفيريين معتدلين ؟ هل يجعل العملاء وطنيين ؟ هل يقنع الشعب العراقي بالاقبال على انتخابات 2014 بحماس ؟ يعتقد الناس ان خروج العراق من البند السابع لا يقدم ولا يؤخر ، ويعتقدون ان الاحتفال به دعاية سياسية ، المطلوب اقناع المواطن بأنها مناسبة وطنية تأريخية تستحق الاحتفال والتفاؤل ، ولكن من الذي يقوم بذلك ؟ جميع الذين تحدثوا في الموضوع رسميين وغير رسميين لم ينجحوا في هذه المهمة لماذا ؟ العراق خرج من البند السابع يوم 27/6/2013 الناس يريدون تأريخا محددا سيظهر فيه تغيير ملحوظ على البلاد والعباد ببركة هذا الانجاز ... العظيم .
https://telegram.me/buratha