بقلم..ليلى الخفاجي
بعد ذهول ودهشة المجتمع الانساني لبشاعة الجريمة التي ارتكبت بحق الشيخ شحاته ومجموعة من رفاق دربه والتي لم تاتي بين ليلة وضحاها وانما نتيجة الخطاب الطائفي المقيت والفكر التكفيري الذي اخذ يتسرب الى مؤسسات الدول العربية وخصوصا مصر الازهر الشريف , التي عرفت بالتسامح ,مصر الحوار والانفتاح - واذا بها اليوم تشهد جريمة بشعة لاتمت الى الاعراف الانسانية بشئ فضلا عن الاعراف والاخلاق الاسلامية .
نعم ان خطورة ما حصل لاتعكسه بشاعة الجريمة فحسب وانما تتاتى خطورته من بصمات لاقرار ارتكاب مثل هكذا جرائم سواء من خلال عدم منع حدوث الفعل من قبل الشرطة المصرية او من خلال التحريض عليه من قبل مؤسسة الحزب الحاكم ممثلة برئيسه مرسي .ويبدو ان البصمات واضحة الدلالة بشكل جعل هيومن رايتس ووتش ( منظمة تعنى بحقوق الانسان ) تحمل الاخوان المسلمين مقتل شحاتة وتتهمهم بالتحريض على الكراهية.
حيث قال مدير ادارة الشرق الاوسط بمنظمة هيومن رايتس ووتش جو ستورك، إن "القتل الطائفي الوحشي خارج نطاق القانون لأربعة من الشيعة المصريين يأتي بعد عامين من خطاب كراهية معاد لأقلية دينية تغاضت عنه جماعة الاخوان المسلمين، بل وشاركت فيه أحيانا".
وأضاف أن "الحادث المروع في زاوية أبو مسلم يبين ان الشيعة لا يمكنهم حتى التجمع في جلسات خاصة في منازلهم للاحتفال ويكثف الخوف من الاضطهاد بين الاقليات الدينية في مصر"
ووسط الذهول من هول بشاعة الجريمة ومن المواقف التي ادت اليه, وبحثا عن اي ومضة وضاءة تزيل الظلمة عن روحي وجدتنيوبشكل لا ارادي استرجعمواقف مرجعية السيد الامام محسن الحكيم قدس سره والبرقية التي بعث بها الى جمال عبد الناصر يطلب منه إيقاف إعدام سيد قطب الذي صدر بحقه حكم الاعدام ، وهذا موقف من المواقف الخالدة التي يذكرها الاخوان المسلمين في الدفاع عنهم وحمايتهم من قبل الامام الحكيم .
كما ان هناك موقف اخر مشرف لمرجعيتنا الحكيمة - حيث يقول السيد محسن عبد الحميد بان الحزب الإسلامي العراقي قد تأسس بفتوى من السيد محسن الحكيم- كما يقول - حينما ذهبنا اليه واستأذناه وأذن لنا بتشكيل هذا الحزب.
هذه المواقف عابرة بين المذاهب عابرة للقارات, عابرة للدول, هذه هي مرجعيتنا وهذا هو الافق الذي تتحرك به, وهذه هي مواقفها الواضحة والصريحة.
الموقف من الشعب الكردي من المواقف المعروفة لهذه المرجعية . حينما تحركت الجيوش متجهة نحو شمال العراق لابادة الشعب الكردي على انهم بغاة . فتوى الامام الحكيم هي التي اوقفت هذه الحرب المسعورة وتخلى الجيش من السلاح لان اغلب الجيش كان يقلد الامام الحكيم وحفظ الشعب الكردي بهذه الفتوى الواضحة والشهيرة - فكان موقف عابرا للاعراق والطوائف ايضا .
وعندما نصحو على جريمة بشعة كالتي ارتكبت بحق الشيخ شحاته وسط بصمات تشير الى تورط وتحريض الحزب الاسلامي في مصر فهل يلومنا احد بعدها ان استحضرنا المواقف للمقارنة وتمثلنا بقول الشاعر: فَحسبُكُم هذاالتفاوتُ بَينَنا -- وكُلُّ إِناءٍ بالذي فِيهِ يَنضَحُ
https://telegram.me/buratha