المقالات

لماذا يتجاهل مرسي دماء المصريين؟

466 15:08:00 2013-06-29

بقلم: عبد الواحد ناصر البحراني

خطاب طويل للرئيس المصري محمد مرسي تطرق فيه لكل أزمات مصر الأمنية و الاجتماعية و الاقتصادية. و وجه مرسي خطابه لفلول النظام السابق و للأحزاب المصرية و للقضاة و الموالين و المعارضين. لم يستثن مرسي من خطابه أحداً فوحه تحية خاصة للمسيحيين و دعى لتعزيز أواصر المحلبة بينهم و بين المسلمين لأن الوطن يجمعهم. و حيا مرسي الجيش بل و غازله في مديح طويل و كذلك الشرطة التي انتقد من يلومها أو يحاسبها. كل هذا في محاولة منه لاستمالة جموع الشعب المصري الغاضبة من سياساته الفئوية و الحزبية التي أوقعت مصر في مطبات كبيرة و أزمات كثيرة ليس آخرها أزمة البنزين.

لكن مرسي تذكر حتى البنزين لم ينس سيادة الرئيس أي مصري إلا مجموعة من المسلمين الشيعة الذين لم ينبت لسانه بكلمة واحدة عنهم. لم يعزي عوائلهم أو طائفتهم و لم يتحدث عن أن الشيعة هم مسلمون يجمعهم مع المصرين الدين الإسلامي و الوطن. لكن يبدو أن استغرابي ليس في محله فقد كان جمهور الرئيس أثناء إلقاء كلمته في معظمهم ممن يؤيدون ما جرى للشيخ حسن شحاتة و رفاقه الشهداء.

لقد تغاضى مرسي عن طائفة ليست بقليلة من الشعب المصري و استهان بمشاعر ملايين المسلمين الشيعة. لم يفصل عن جريمة قتل الشيخ شحاتة و خطابه الغزلي بالجيش و الشرطة سوى 48 ساعة لكنه أبى إلا مضياً في تغاضيه عما جرى.

السؤال الذي يطرح نفسه إذاً هل أن هذا الرجل هو رئيس لكل المصريين أم لفئة دون أخرى؟ لقد أمهل شيعة مصر هذا الرجل مدة يومين فقط لتقديم المجرمين إلى القصاص هم و من حرض على تلك الجريمة النكراء. لكن ما يجري اليوم هو أن الرجل يستهين بدماء المسلمين بل إنه يستفز مشاعر ملايين المصريين بتجاهله لدمائهم.

و عقب كلمة مرسي الطويلة نزل آلاف المصريين إلى الشوارع تعبيراً عن امتعاضهم لخطابه و ما جاء فيه من كلمات تهديد مبطنة. و يبدو أن مرسي لا يعي حجم الغضب الشعبي الذي سيتفجر في الثلاثين من يونيو. فدماء المصريين و منهم الشيخ شحاتة و رفاقه الذين قضوا و هم صائمون عطاشى في ليلة النصف من شعبان لن تهون على الله . و لن تكون دماء الشيخ شحاتة بأهون عليه من فصيل ناقة صالح.

الشعب المصري يدرك اليوم أن من يحاصر الشيعة في مصر في منازلهم و يهدد النساء و الأطفال بالعطش و القتل هو ذاته من يقف وراء أزماتهم و حرمانهم من العيش بكرامة بعد ثورتهم البطلة. المصريون ملوا مسلسل الخداع و اللعب بورقة الدين فهم شعب محب لأهل البيت و لن يقبلوا بأن يحرقوا وطنهم لأجل كرسي أو حكم مرسي. مصر هي لكل المصريين شيعة و سنة و أقباط و ستبقى أم الدنيا التي أنجبت الشيخ الشعراوي و الشيخ حسن شحاتة و البابا شنودة أما عدوهم فأمه هاوية و ما أدراك ما هي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك