خرجنا من البند السابع، لم نخرج كليا، خرجنا جزئيا، بقي بذمتنا 11 مليار دولار للكويت..
تلك آيات الخطاب المبين عناوين تزاحمت بها واجهات الصفحات الأولى للصحف، ووزير خارجيتنا يقول خرجنا نهائيا، وزير خارجية الكويت يقول لم تخرجوا نهائيا ، أنتم مدينين لنا بـ11 مليار وبعدها تخرجون..!!
..الذي لم ينتبه له الكثيرين أننا خرجنا من البند السابع، ورفعت الوصاية عن أموالنا وعنا أيضا، وبلغنا سن الرشد، لكننا دخلنا تحت طائلة البند السادس..وهو قيد جديد. القيد السابق، أي قيد الفصل السابع كان من حديد ونار، وانتهك وطننا وأستبيح بموجبه..لكننا كشعب فعلنا الكثير لنخرج منه، أنضجنا التفاحة الصدامية الى حد أنها "خاست", وفي نيسان 2003 سقطت باسرع مما كانت تظنه الحشود الأمريكية...وبعد 2003 أقمنا نظاما سياسيا جديدا ليس من عقيدته العدوان على الآخرين، صار عندنا دستور ومجلس نواب وتداول سلمي للسلطة ، لكن صار عندنا أيضا أرهاب وفساد وقلة كهرباء وقلة حياء أيضا..!
وأمامنا اليوم معركة جديدة بعدة محاور، الأول ان نخرج من كل الفصول ومنها الفصل السادس من شرعة الامم المتحدة الذي ينص على حل النزاعات سلميا..معنى هذا أن أمامنا جهد كبير مطلوب دبلوماسيا ، أن تعتق رقابنا من كل القيود، لا السابع ولا السادس ولا أي فصل إلا الفصل الذي نريده فصل العراق الحر الواحد الموحد..
الثاني ان يبرهن الساسة في العراق والشعب على أننا قادرين بما يشكل لنا أنطلاقة كبرى نحو بناء مستقبلنا من خلال تجاوز ازماته السياسية.وعلى أن نتعامل مع هذا الأنجاز الكبير المتمثل بإنتهاء الحقبة المأسوية التي عانى العراقيين خلالها من وطأة العقوبات الدولية القاسية والتي فقدت مبررها بزوال مسببيها من خارطة الوجود.. و"ان تفتح بابا للتغيير ولا يمكن ان يحصل التغيير من دون ان يكون هناك تغيير في سلوك المسؤولين والطبقة السياسية في العراق".
https://telegram.me/buratha