المقالات

الطريق إلى الله والطريق إلى منجاب

616 22:45:00 2013-06-29

حسن الهاشمي

قال تعالى: إنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ - فاطر - الآية - 29، ما أحوجنا ونحن نعيش محطات الرحمة والرأفة الإلهية رجب الأصب وشعبان الخير ورمضان المبارك، أن نتزود بالتقوى ومخافة الله تعالى في التزام أوامره وترك نواهيه، وأن نتحلى بقدر واف من الأخلاق الإسلامية التي تضمن الحقوق والواجبات للجميع دونما إفراط أو تفريط، وإنما تقوم على أساس التقوى والمحبة والخير بعيدا عن تداعيات العصيان التي لو عصفت تأتي رياحها الهوجاء على الأخضر واليابس على حد سواء.العلاقة الوطيدة بين الإنسان وربه هي التي تأخذ بأيدينا إلى سبل النجاح والتوفيق، حيث إن الدنيا فانية ولا يبقى منها سوى الخير والصلاح والفضائل، أما الإثم والعدوان والمفاسد فإن مصيرها الهلاك والعدم لا محالة وإن بقيت دهرا من الأيام بين ظهرانينا فهو بما كسبت أيدينا، وسرعانما يؤول الأمر إلى نصابه الصحيح إنما يرث الأرض ومن عليها عباد الله الصالحين والمخلصين.والإنسان يحشر يوم القيامة مع من يحب، فإن أحب الله ورسوله وأولياءه يحشر معهم وإن أحب أعداءهم يحشر معهم ومن أحب حجرا يحشر معه والإمام عليّ عليه السّلام يقول: مَن أحَبَّ شَيئاً لَهِجَ بِذِكرِهِ، وهذا ما يذكرني بقصة معبرة وهي إن امرأة جميلة قررت يوما الذهاب إلى الحمام ولكنها ضيعت الطريق، وبعد جهد جهيد رأت رجلا واقفا أمام داره، سألته هل تدلني على حمام منجاب؟! أشار الرجل إلى بيته والمرأة صدقت قوله وعندما دخلت الدار دخل الرجل وراءها وأغلق الباب، هنا المرأة تيقنت بأنها أصبحت أسيرة بيد هذا الصياد الفاجر، وإنها وبدون أن تظهر حالة الإنزجار، قالت له أشم رائحة الكباب من السوق التي بقرب داركم إذهب واحضر لنا الطعام اللذيد لتكتمل سهرتنا، والرجل صدق كلامها وانطلق خارج البيت ليحضر الطعام، فاستغلت الحالة وخرجت من البيت فورا، وعندما عاد إلى البيت لم يجد لها أثرا، حينئذ عرف إنها حيلة للتخلص من مصيدته، يقال إن ذلك الرجل بقي طيلة حياته يتذكر تلك المرأة وبقي نادما بأنه لم يحصل على وطره منها، حتى إذا دنت منه المنية، وكلما ألقنوه بالشهادتين، كان لسانه يلهج بهذا البيت من الشعر:يا رب قائلة يوما وقد تعبت*** أين الطريق إلى حمام منجابوهو بقي طيلة حياته يتأسف على ذلك اليوم الذي لم يفعل معها الفعل الحرام!! نعم إن الإنسان يعيش مع همه ومع تفكيره ومع ما يحب ويهوى، ربما يكون مصيره مصير ذلك المسكين الذي بقي أسير شهوته الفارغة، ويا لها من عاقبة وخيمة، قد يقع بها بعض المغفلين.وللتخلص من هذه الأمراض وغيرها إن أشهر الخير تدعونا للاستزادة بتلاوة الكتاب والعمل به لأنه كتاب هداية وعبرة ونجاة، من عمل به نجى وساقه إلى الجنة والرضوان ومن تركه هوى بحضيض الدنيا وخزي وعذاب الآخرة، وكذلك إقامة الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر وتهذب سلوك الفرد مع ربه ومع العباد بأحسن صورة، فيكون المصلي الطائع لربه منساق لاحترام حقوق الآخرين مثلما هو منساق لتبني أحكام الإسلام، التي تصيّر من الإنسان كتلة ملتهبة من المناقبيات المنجية من مرديات الهوى والنفس الآبقة والشياطين الماردة. وتتجلى عظمة الإنسان المؤمن بالإنفاق بشقيه الواجب والمندوب، لما يحمل في مضمونه من موجبات التكافل والتراحم والتوادد بين الغني والفقير، حيث إن الإنسان بطبعه المادي ميال نحو الماديات، والذي يقتحم ذلك الميدان بالإنفاق والتبديد بحاجة إلى قوة إيمانية غيبية تساعده على التخلي عن طبعه وإزاء ما يميل ويحب، تراه ينفق المال تارة بالسر لحفظ كرامة السائل وأخرى بالعلن لحث الآخرين على الإنفاق والبذل في سبيل الله، هذه بالحقيقة هي التجارة الخالدة التي لن ولم تزول وهي باقية يقطف االمؤمن ثمارها ليس في الحياة الدنيا بالخير والبركة فحسب بل بجنة عرضها السماوات والأرض أعدها الله تعالى للمتقين وحسن أولئك رفيقا، وهذا هو الفرق بين الطريق إلى الله تعالى حيث الفوز والخلود والطريق إلى منجاب حيث الحسرة والندامة!!!.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك