المقالات

غرائب البرلمان العراقي

703 23:18:00 2013-06-29

مديحة الربيعي

لقد تعودنا في العراق على كل ما هو غريب وجديد في مجال خدمة الساسة والسعي لتوفير الأفضل لهم , اما خدمة المواطن فهي في اخر القائمة , وغالبا" ما تكون طروحات الساسة في العراق حصرية ولم يسبقهم اليها اي دولة عربية او اجنبية, وليس ببعيد عن ذلك موضوع الرواتب التقاعدية لنواب البرلمان العراقي , الذي أثار جدلا" كبيرا" في الشارع العراقي وحتى في الاوساط السياسية, اذ لاقى القرار اعتراضا" واسعا" من بعض الكتل السياسية ,وحتى من بعض نواب البرلمان انفسهم, وهنالك تحرك لبعض القوى السياسية والشعبية لإيقاف هذا القرار, فمن المتعارف عليه ان جميع دول العالم بلا استثناء العربية منها والاوروبية لا تعمل بنظام التقاعد لنواب البرلمان , أذ ان نظام العمل في البرلمان لا يتسم بالثبات والاستمرارية في العطاء لسنوات طويلة كما يحصل مع الموظف في دوائر الدولة الذي يخدم لعدة سنوات في مجال عمله ,وطبقا" لهذا الاساس يمنح التقاعد حسب سنوات التي يقضيها في الخدمة , اما النائب في البرلمان فأن عمله ينتهي بمجرد انتهاء المدة المقررة وبدء الانتخابات الجديدة التي قد لا تؤهل نفس النائب للفوز بمقعد في البرلمان مرة اخرى , ويحل محله شخص اخر ووفقا" لهذا الاساس فأن مدة التي يقيضها في البرلمان لا تساوي خدمة الموظف الذي يستحق التقاعد, بالإضافة لذلك اذا ما تم العمل بهذا القانون فأن الموازنة بأكملها قد تمنح كمخصصات تقاعدية للنواب , أذ ان هذه الرواتب ستكلف الدولة ما يقارب 100 مليار سنويا" , فماذا ستخصص الدولة من مبالغ للمشاريع والخدمات اذا تم العمل بهذا القانون ؟ ولماذا ينفرد العراق بهذا القرار دون الدول الأخرى؟ وهل أن الوضع المعيشي والنمو الاقتصادي في العراق قد بلغ مرحلة تسمح بتحمل تكاليف مخصصات التقاعد لنواب البرلمان؟ وعلى ماذا استندت الحكومة العراقية لتساوي بين سنوات خدمة الطويلة التي يقضيها الموظف وبين سنوات معدودة يقيضها النائب في البرلمان؟ وهل ان اقرار قانون التقاعد يصب في مصلحة البلد وفي هذا الوقت بالذات مع تفاقم الازمات ألاقتصادية وتفشي البطالة؟ اسئلة تحتاج الى أجابة من قبل من يعمل لتنفيذ هذا القانون ومن يسعى لإقراره, وفي حال تم اقرار هذا القانون سيكون فصلا" جديدا" من فصول اهدار المال العام , واحدى غرائب القرارات السياسية التي لا تنتهي في البرلمان بشكل خاص وفي العراق بشكل عام

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك