عبد الكاظم حسن الجابري
ضرب اهلنا في العراق المثل بالملح الموجود بالطعام عند اكرامهم لشخص ما مثلا في الفضل والاحسان وكيف ان من يرد هذا الاحسان يقال عنه "غزر بيه الملح " اي اثر فيه الفضل واعاد بالإحسان احسانا .وصار هذا الشعار مثالا تشبيهيا لكل صنائع المعروف سواء معروف كلامي او فعلي او موقف , وصار رد الجميل وشكر هذا الفضل واجبا على من يُحْسَنْ إليه . وعلى جميع الاصعدة الحياتية سواء في الامور الاجتماعية او الاقتصادية او العلمية وحتى السياسية .كذلك فان شكر الاحسان والإِفْضال له مدلولات شرعية وقد نصت عليه الكثير من الايات القرآنية والاحاديث الشريفة فذكر القران الكريم رد الاحسان وقال " وهل جزاء الاحسان الا الاحسان " وفي الخبر المروي في الأثر بالمعنى لا بالنص " ثلاث ذنوب يعاقب الله عليهن في الدنيا قبل الاخرة : عقوق الوالدين والبغي على الناس وكفر الاحسان" . وقد عد العلماء ان كفر الاحسان هو من الذنوب الكبيرة .ومما لاشك فيه وفي حياتنا السياسية ما للمجلس الاعلى وشخص السيد عمار الحكيم من دور الاحسان في حفظ العملية السياسية والجميل الذي اسدوه لائتلاف دولة القانون عموما ولدولة رئيس الوزراء نوري المالكي خصوصا , فبعد ان كان ائتلاف القوى (التحالف الكردستاني , التيار الصدري , القائمة العراقية ) في اربيل يعد العدة لسحب الثقة من رئيس الوزراء وهذا التحالف ارسل بخاطبات ودية ووردية يغازل فيها قيادات المجلس الاعلى لكي ينضم اعضاءه البرلمانيون لائتلاف اربيل على ان تسلم رئاسة الوزراء لشخصية من المجلس الاسلامي .ولكن رفض السيد عمار الحكيم وتياره هذا التودد واصر على البقاء على الحكومة الحالية واجراء الاصلاحات بتعاون الجميع وكان طرح ورؤية المجلس الاعلى في هذا الاتجاه هو ان البديل مجهول , فكم يحتاج لتغيير الحكومة واجراء التعديلات الادارية وما الى ذلك من مستلزمات لإنجاح مشروع سحب الثقة .وعودا على بدء يبدو ان هذا الصنيع من الجميل والمعروف لم يدخل صداه الى نفوس قيادات ائتلاف دولة القانون الذين راق لهم الحكم والسلطان ولذته , فها هم وبعد انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة وقبل تشكيل مجالس المحافظات نراهم عاهدوا تيار شهيد المحراب بالكف اليمنى لكنهم نكثوا في اليسرى واحرجوا المجلس الاعلى جدا في هذه المرحلة فصار بين فكين بين اعلان الحرب الاعلامية ضد دولة القانون وهذا ليس من اخلاق تيار شهيد المحراب لكي لا يعطي ثغرة للمتربصين والمتصيدين في الماء العكر وبين المضي قدما في تشكيل مجالس المحافظات لتقديم الخدمات للمواطنين .لقد اختار تيار شهيد المحراب الصمت والمضي قدما في عملية البناء رغم المرارة والالم الذي سببه نكث الاخوة لوعودهم , ولو بقي الامر على هذا الحال لكفى لكن يبدو ان بعض قيادات دولة القانون استخدمت اساليب لا اخلاقية بعيدة عن كل مهنية او انسانيه وبعيدة عن الحكمة والمنطق وبدأوا بالإساءة لتيار شهيد المحراب والى شخص السيد عمار الحكيم وصَوَروا الحال وكان السيد عمار الحكيم هو من نقض الميثاق واستخدموا لذلك التسقيط ماكنة من الاقلام المأجورة وفضائيات السلطة التي صارت كوعاظ السلاطين الذين يأتمرون بفتاوى القائد الضرورة .للأسف لم يدر في خلد قيادات دولة القانون ان يردوا الجميل لآل الحكيم ومواقفهم الوطنية النبيلة بل اصبح همهم الاكبر والشغل الشاغل لهم هو كيفية تسقيط تيار شهيد المحراب كونه يعد المنافس الاقوى والتيار الاقدر على جمع القاعدة الجماهيرية وذلك لارتباطه الوثيق بالمجتمع وما نتائج انتخابات مجالس المحافظات وتصدر كتلة المواطن الممثل الشرعي لتيار شهيد المحراب للانتخابات لهو خير دليل على ذلك .
https://telegram.me/buratha