المقالات

مسيرة التحرير والسيادة

470 09:18:00 2013-06-30

حسين الركابي

كثير ما حمل لنا التاريخ في طياته قصص، وحكايات، وأساطير، وخلد في صفحاته قامات تناطح السماء علوا وشموخا، وتشرف بهم التاريخ حينما خط أسمائهم على صفحاته، ووقف مطأطئ رأسه أمامهم إجلالا وإكبارا هؤلاء الرجال الذين عرفوا في ميادين الحق، وساحات المعرفة، وأناروا التاريخ بما خطت أناملهم وركزوا شاخصا في سنام هرم الأجيال السابقة واللاحقة.مسيرة امتد عمرها أكثر من ثلاثة عقود ونصف بدئت في بدايات سبعينيات القرن المنصرم، حينما استولى النظام ألبعثي على الحكم آنذاك في العراق على جميع مقدرات البلد، وفي نفس الوقت شخصت المرجعية الدينية في النجف الاشرف خطورة ذلك النظام وقامت بالتصدي منذ اليوم الأول ورفضته جملتا وتفصيلا، وبينت موقفها الواضح والصريح على لسان اية الله السيد محمد باقر الصدر (قدس) عندما قال (لو اصبعي بعثي لقطعته ) وهذا تأكيد واضح على رفض النظام البعثي ووضع ركيزة مهمة بالاستمرار على مواجهة ذلك النظام الشمولي وصناعة (امريكا وإسرائيل ).وبعد ذلك استمر على أدامت المشروع الوطني، والإنساني، والأخلاقي، والجهادي، السيد محمد باقر الحكيم (قدس) حينما عمد على بناء قوات مسلحه لمواجهته عسكريا وتعريته دوليا بالطرق المتاحة دبلوماسيا، وكان هناك عدة مؤتمرات دوليه وابرزها مؤتمر لندن، حيث وضحوا للمجتمع الدولي والأمم المتحدة جرائم صدام وحزبه الحاكم، وعلى اثر ذلك اتخذت قرارات من قبل المجتمع الدولي بوجوب تنحي هذا الحزب من السلطة للحد من جرائمه على أبناء شعبة.اما بعد سقوط البعث في عام 2003 انفتح البلد على مصراعيه امام الطامعين والحاقدين والمنتفعين من نظام البعث وبدء (كلمن يغني على ليلا ) فأدرك الخطر المحدق بالوطن والمواطن السيد محمد باقر الحكيم (قدس) فسارع بتوضيح ركائز البلد المهمة التي يبنا عليها العراق الجديد، وبعد استشهاده في جوار جدة أمير المؤمنين (عليه السلام ) حمل تلك المهمة الكبيرة والشاقة السيد عبد العزيز الحكيم (قدس) حيث اصر وبتوجيه من المرجعية الدينية المتمثلة بالأمام السيد السيستاني( دام ظلة) بوجوب سن دستور دائم للبلاد، ويكتب بأيادي عراقية ويصوت عليه ابناء الشعب العراقي، رغم كل محاولات المعارضة الشديدة من قبل البعض، وحتى من البيت الشيعي مثل (التيار الصدري ) منوهين بحجج الاحتلال وغير ذلك حتى خرجت مظاهرات كبيرة في اغلب محافظات العراق من أنصار (الحكيم والمرجعية الدينية فقط )وثم وصولا الى مجلس الحكم حيث كان من أهم الأمور هو خروج العراق من طائلة البند السابع وتحرره من وصاية الأمم المتحدة .لقد قام السيد عبد العزيز الحكيم (قدس) برحله مكوكيه سميت برحلة إعادة السيادة الى العراق بعد ان كبله النظام البعثي بقيود الحروب الهمجية، وجعله يئن تحت هذا الفصل ابتدأت تلك الرحلة من إيران الى الكويت كونهم المتضررين الأكبر من نظام البعث، واستمر الى عدة دول عربية وإقليمية حتى أناخ رحلة في الولايات المتحدة الأمريكية وفي البيت الأبيض بالتحديد، وصرح من البيت الأبيض بأهم ما اتفق عليه من جدولة الانسحاب الأمريكي وخروج العراق من طائلة الفصل السابع، وها نحن اليوم نجني ثمار تلك المسيرة الطويلة التي تعبد طريقها بدماء الشهداء...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك