عدنان السباهي
سبق وان تعرض العراق لعقوبات اقتصادية ظالمة اظرت بالحرث والنسل وبسبب الطيش للنظام السابق الذي خاض حروبا خاسرة خلفت الملايين من الأرامل والأيتام والفقراء وارتفاع نسبة النساء والتفكك الأسري والأخلاقي والاجتماعي ، جرته لها بعض الدول العربية لعرقلة الثورة الإيرانية الفتية بتمويل عربي وتخطيط غربي وأمريكي بالذات ، وبعد أن انتهت تلك الحرب بإنهاك الدولتين وتعطيل دورهما الإقليمي والدولي ، أصبح صديق الأمس يشكل خطرا على أسيادة وبإيحاء من الولايات المتحدة الأمريكية قامت السعودية والكويت بابتزاز النظام بتصدير كميات كبيرة من النفط مما أدى إلى هبوط أسعار النفط مما اثر على نظام صدام الذي خرج منهكا من الحرب وأراد أن يعيد الصناعة وتقوية اقتصاده وقوته العسكرية إضافة إلى أن هناك وعد من الكويت والسعودية بتعويض الخسائر التي وقعت في الحرب العراقية الإيرانية التي نكثوا بها أثارت حفيظة نظام صدام ، وكالعادة أقدم على قرار غير مدروس بغزو الكويت وما ترتب عليه من إدانة ووضع العراق تحت طائلة البند السابع لأنه يهدد الأمن والسلم الدولي والأهلي ، وما تلاها من عقوبات اقتصادية دولية استمرت حتى بعد سقوط من كان السبب.وبعد عشر سنوات من تلبية متطلبات الخروج من هذا البند الذي جعل العراق دولة من دون سيادة دفعت الكثير من الأموال للدول والإفراد من التجار والخدم وحتى لمنظمات البيئة لان خطر حرق الآبار النفطية طال البيئة والإحياء البحرية والبرية، ولم يعر أي احد لمعاناة العراقيين من الحروب والحصار وإنهم أيضا كانوا ضحية لنظام فاشي هم نفخوه وبعد أن انتهت صلاحيته فجروه ، لكن المحير في الأمر لم نجد احد من الشعب العراقي يبدي أي اهتمام للخروج من هذا الفصل لتوالي الكوارث والماسي،وكان العراق يراد له أن يكون ساكنا غير متحرك متخلفا ضعيفا فكلما لاح في الأفق انفراج أوضوء في نهاية النفق يتم غلقه ، وهذا مارايناه منذ أن شعرنا نحن عراقيون لم تفارقنا الآهات والإحزان حتى إن اغلب نسائنا لم يفارقن لبس الأسود ونقف مذهولين آسفين حين نرى الغدر والقتل يأتينا من إخواننا العرب ، ففي الوقت الذي أرسل العرب جيوشهم الرسمية في دعم التحالف الدولي بالحرب ضد العراق ونظامه ، أرسلوا وعبر الحدود وبصورة علنية الآلاف من المجرمين والعتاة والمتطرفين المتطوعين الذين أصبحوا فيما بعد جنودا في القاعدة يقتلون الشعب العراقي، فاغلب الانتحاريين في العراق هم من الدول العربية وخاصة مصر والسعودية، واليوم العراق يعاني من عقوبات عربية بالرغم من إرساله للنفط للأردن وبأسعار رمزية وهو يرسل الإرهابيين وأراد أن ينفتح على مصر لاستقطاب العمالة المصرية لكنها دعت وعبر رئيسها للجهاد وبدوافع طائفية متجاوزا قوانين الدول، وسوريا التي دربت وفتحت حدودها لدخول الارهابين وسلاحهم للعراق واليوم ها نحن نراها وهي تكتوي بالنار التي أشعلتها ، فالدول العربية أرادت أن تبقي العراق مفككا بإرسالها الأموال والمقاتلين من اجل تعطيل عجلة التطور وإحداث الفوضى من خلال الفتنة بواسطة أدواتها في الداخل العراقي من الذين يسمون أنفسهم وطنين، فالذي يسرق بيت أهله ويقتل أخيه ويمرغ رأس أبيه بالتراب ، قطعا العائلة بعد هذا التصرف تطرده إن لم يتب ويعود إلى رشده، وآفة الفساد التي توازي الإرهاب في خطرها والتي أصبحت قاعدة يسير عليها اغلب من في الحكم فبدلا من خدمة الناس من خلال المنصب ، نراهم وقد أسسوا الشركات والمصارف التي تسرق المال العراقي وتذهب به لبنوك الدول العربية والعالمية، والخدمات المفقودة والوعود الكاذبة، لكن بقي لدينا بصيص آمل ببعض الساسة وأبناء الشعب الخيرين بالتوحد وترك الخلافات وقطع الطريق على حملة الأجندات الخارجية الذين يفجرون أنابيب النفط ويقتلون على الهوية ويقتلون رجال الأمن من الشرطة والجيش ويفجرون الأسواق والمقاهي والأماكن العامة ، وإذا لم نتوحد سنعيش تحت العقوبات العربية وهي أقسى وأمر من العقوبات الدولية .
https://telegram.me/buratha