الشيخ حسن الراشد
كثر الحديث اخيرا حول المعارضة "المعتدلة" واخرى "متطرفة" في صفوف المعارضات العربية وبالذات العراقية والسورية والسلفية وقد سعى عدد من الاطراف العربية والاجنية وتحديدا الخليجية ايجاد هذا الفرز والاصطفاف واطلاق صفة الاعتدال على من توافق تواجهاته السياسية والفكرية اجنداتها المختلفة .. الغربيون - وليسوا كلهم - ومعهم الامريكيون - وقد تبين ان كيري وهاغل ليسوا من المعتدلين بعد ان رفعوا شعار التسليح والعنف - ومن اجل ان يبرروا موقفهم في تسليح بعض الدول والمعارضات استغلوا هذا الشعار اي صفة الاعتدال للمضي في تحقيق اجندتهم فيما الدول الخليجية وعلى رأسهم المملكة الوهابية المتطرفة قامت بحملة اعلامية شرسة من اجل الترويج لهذا الشعار وايجاد الفرز في توجهات المعارضات في سورية والعراق وحتى في مصر لاهداف هي طائفية وارهابية اكثر مما هي سياسية ْ الحملة بدأت بعد احداث 11 سبتمبر 2001 وتدمير البرجين العالميين نفذتها مجموعات وهابية سلفية تنتمي للقاعدة اغلبها سعودية حيث شرعت المملكة الوهابية بدفع المئات الملايين من الاموال للترويج لهذه المقولة ولخلق قناعة لدي الرآي العام العالمي ان هناك في صفوف الوهابيين والسلفيين وبعض المعارضات العربية التي افرزتها ظاهرة (( ثورات الربيع العربي))- الوهابي - معتدلين وهناك "بعض " المتطرفين ! ولنكن صريحين في القول وفي ظل غياب دور مؤثر للاعلام المسؤول وعدم التفات قادة الدول التي عصفها الارهاب وقدم الناس فيها الضحايا الى هذا الامر واهمال دورهم في التآثير على اصحاب القرار في الغرب تمكن الاعلام الداعم للارهاب والتطرف من ادخال هذه الكذبة الكبرى في عقول وقناعات بعض الزعماء في الغرب .
تلت احداث 11 سبتمبر عذة تحولات سياسية وعسكرية مهمة في المنطقة حيث شنت الولايات المتحدة حربا على حركة طالبان الوهابية والقاعدة في افغانستان ادت الى سقوط دولتهم المتطرفة اعقبها بعد اشهر غزو امريكي للعراق حيث تم لهم اسقاط النظام البعثي الذي كان يدعم الارهاب ويدفع مبلغ 10000 دولار لكل عائلة فرد من حركة حماس يقوم بعملية انتحارية في فلسطين وما خفي كان اعظم وقد اثبتت الاحداث ان حماس حركة لا يؤتمن بها حيث تكون متطرفة حيث يطلب منها وتكون معتدلة وايضا حيث يطلب منها! اليس حركة حماس اخوانية وخرجت من رحمها وبالامس قال الاخوان لمعارضيهم " من يرش الرئيس مرسي بالماء نرشه بالدم"! وبعد سقوط صدام المقبور اطلق اعلام البترودلار العربي حملة شعواء ضد النظام الجديد في العراق وقدم صورة مشوهة عن الكيانات السياسية الداخلة في العملية السياسية وابرازها وكانها "مجموعات ميليشياوية" متطرفة وحتى ارهابية ! فيما كانت سيول السيارات المفخخة والاجسام الانتحارية النجسة تضرب بيوت الامنين واسواقهم ومقدساتهم وتقتل الالاف من لون واحد دون ان يصف تلك الاعمال الاجرامية بالارهاب بل اطلق عليها صفة المقاومة!
اليوم وبعد ان تصاعدت اعمال القتل والذبح وقطع الرؤوس واكل لحوم البشر على ايدي المعارضات العربية في سورية والعراق وبعد ان اطلع الرآي العام على الفظائع التي ترتكب بحق الابرياء والامنين والعزل توجه الاعلام العربي وتحديدا الخليجي والوهابي بلعب دور خبيث وهو اقرب لما مارسوه في العراق بعد سقوط صنمهم الصدامي حيث هناك حملة تشويه وتحوير للحقائق ولما يجري في العراق وسورية والمنطقة هذه الحملة تحاول التعتيم على جرائم من ينتمون الى الاطراف التي يسميها الاعلام الوهابي والخليجي المعتدلة وربطها باالقاعدة والنصرة فقط واغفال دور المعارضات الاخرى في قطع الرؤوس واكل لحوم البشر .
ففي العراق عندما يتم قتل الابرياء وذبحهم وتفجير السيارات المفخخة يسعى الاعلام للايحاء بان المنفذين هم من القاعدة فيما الحقائق والارقام تشير الى ان المنفذين هم من البعثيين وممن يطلق عليهم الاعلام بالمعتدلين ويستغل عنوان القاعدة للتغطية على المجرمين الحقيقيين .. فمن لا يعلم ان اغلب الذين نفذوا اعمال القتل والانتحار ضد المدنيين والمقدسات قد اخذوا اوامرهم من السياسيين والكتل التي دخلت نفاقا في العملية السياسية بدآ من الدوري والجنابي والداري وليس انتهاءا بالهاشمي والعيساوي وغيرهم حيث كلهم منغمسون في الدم والقتل والارهاب والتطرف .
وفي سورية حيث ينشط الارهاب وبقوة وحيث ظواهر قطع الرؤوس والذبح والنحر واكل لحوم البشر والاستمتاع بمشاهد الدماء والنحر كما افاد احدهم وامام الكاميرات تنتشر في كل مناطقها فان من السخرية ان يقوم الاعلام الخليجي والوهابي وعلى لسان من يدعون انهم معتدلون وليبراليون الا انهم يمارسون ابشع انواع التدليس وتشويه للحقائق وتحوير الامور بما يناسب نزعاتهم الطائفية واجندات الدول التي تقف خلفهم باضفاء على القتلة والارهابيين صفة الاعتدال..وعندما يكتب صحفي واعلامي في صحيفة الشرق الاوسط مقالا يساوي فيه بين الجلاد والضحية بين الارهاب وعدوا الارهاب بين حملة الفكر التكفيري والاقصائي وبين حملة الفكر المسالم والداعي الى المحبة والاخاء ونبذ سنة التكفير وقطع الرؤوس ْفان العالم يكون امام كارثة .. لنقرأ ما كتبه الراشد في صحيفة الشرق الاوسط التابعة للمملكة الوهابية المتطرفة التكفيرية حيث يقول :(( لقد تسبب ترك المأساة السورية الإنسانية تدمى عامين ونصف العام تقريبا، في توسيع دائرة العنف والتطرف، وأحيا من جديد تنظيمات ضعفت، وبدأت تذبل مثل «القاعدة»، ونشطت جماعات محاصرة مثل «حزب الله» و«فيلق القدس». ولأن المال والرجال أرخص شيء في منطقة الشرق الأوسط، فإن الأزمة ستتعاظم حتى تصبح أكبر خطر إرهابي على العالم، وستصبح سوريا بؤرة أعظم مما شهدناه في أفغانستان ولبنان والصومال واليمن مجتمعة.
وحتى لا يزيد عدد الذباب ويتوالد، على العالم أن يساند الفريق المعتدل، مثل الجيش الحر والائتلاف، ليكون نواة دولة سورية مستقبلية مسؤولة، حديثة ومعتدلة، تنقذ الشعب السوري من مأساته المروعة، وتحرس العالم من تبعات حروب المتطرفين مستقبلا.))!!
هذا التحريف للحقائق هدفها واضح وهو دعم قاطعي الرؤوس والآكلين للحوم البشر وتبرأتهم من جرائمهم البشعة وفي المقابل تشويه صورة الشرفاء واصحاب القيم والاخلاق الرفيعة التي منعتهم ابان عز الانتصار حتى من الانتقام من اعداءهم وقد كانوا في قبضتهم الا انهم مارسوا ارفع ايات التسامح والعفو لنقرأ ايضا ما كتبه احد الكتاب وهو من اهل السنة ومنصف واسمه عبد المحسن حليت مسلم وتحت عنوان " نحن اهل السنة لا انتم" في رد على كاتب وهابي يحمل صفة "دكتود" اسمه سالم سحاب وهو يصف تلك الاوصاف البذيئة لاتباع اهل البيت عليهم السلام ويصفهم بالصفوية وان خطرهم يساوي خطر المشركين واليهود وغيره فكان رد الكاتب عبد المحسن على بعض اراجيفه ما يلي :
(( اليك قصة قصيرة ودرسا بسيطا، عن "الوحدة الوطنية" ، وهو درس مجاني من "حزب الشيطان"..حين انسحب أعداء الله من جنوب لبنان ، بدأ الكل يتساءل عن مصير (عوائل) جيش العميل "انطوان لحد" خصوصا حينما تركهم الإسرائيليون وحدهم وانسحبوا.أتعرف ماذا كان قرار "حزب الشيطان" ؟ ببساطة شديدة أصدر الحزب أوامره لمقاتليه بعدم المساس ، ولا "بضربة كف" لأي فرد من عائلات جيش "لحد" ، رغم أنهم - وطوال فترة الاحتلال - أذاقوا أهل الجنوب الويلات.صحيفة "الجيورزلم بوست" أجرت حديثا مع "لحد" نفسه في أوائل عام 2001م ، وقال بالحرف" أنا في غاية الذهول .. كنا نعتقد أن حزب الله سوف يرتكب مجازر في حق أهلنا، ولكن لن تجد شكوى واحدة ضد حزب الله في هذا الشأن".وكانت رؤية الحزب فيما يخص موقفه من عوائل جيش "لحد" أن هذا يمس بوحدة البلد الداخلية ونحن لا نريد انتصارا تعقبه دماء لبنانية".!!!للمعلومية فقط .. غالبية جيش لحد كانوا مسيحين ، أما أصدقاؤكم المكفرين القتلة فلم يردعهم لا دين ولا حق ولا منطق ولا وطنية.فأين أنتم - معشر المكفرين- من وعي كهذا ؟ ووطنية كهذه ؟ وحرص على مستقبل بلدكم كهذا؟)).
هنا يجب ان نعلم ومن خلال الارقام والحقائق والاحصائيات ان اغلب الذين قاموا بقطع الرؤوس واعمال الذبح والنحر هم من جيش الحر ومن الذين يعتبرهم عبد الرحمن الراشد معتدلين حتى ابو الصقار الذي شق صدر الجندي السوري واستخرج منه قلبه وبدأ بقضمه كان من المنتمين لجيش الحر وكذلك الاطفال الذين تم تدريبهم بالساطور على قطع الرؤوس كانوا قد تدربوا على يدي جيش الحر وهناك الكثير من الاعمال الانتقامية البشعة التي تحدث في مناطق مختلطة وضد لون معين من الناس وخاصة ضد المسيحيين والعلويين الشيعة كان يقوم بها افراد جيش الحر الذي يعتبرهم هؤلاء الكتاب من المعتدلين وهي اكذوبة كبيرة يراد منها الضحك على الذقون وخداع الرأي العالم لتمرير مشاريع الطأفنة والتخندق الطائفي واجندات الارهابيين الوهابيين في المنطقة .
https://telegram.me/buratha