المقالات

بطولة كأس التفجيرات !

537 13:43:00 2013-07-01

علي جاسم

منذ منتصف شهر حزيران الحالي، وسكان القارات الستة في الكرة الارضية، بل حتى السابعة وهي القارة القطبية، حرصوا حرصا شديدا على متابعة المهارات الكروية واللقطات الفنية المعبرة في مباريات بطولة كأس القارات المقامة حاليا في البرازيل، وهذا الحرص وهذه المتابعة بالتأكيد لم يتأتى من صدور أوامر عرفية من قبل رئيسة البرازيل باعتبارها الحاكم المطلق في الأرض!، ولم ينفذه (السادة المشاهدون) تحقيقا لمصالح حزبية فئوية!، ولم تكن المحاصصة الطائفية في العراق حاضرة في لعبة افتتاح البطولة لتأخذ توجيهات حفل الافتتاح من مرجعية الحفل الختامي السياسية والدينية وأجنداتها الخارجية ومخابراتها الكهروفضائية!.سبعة مليارات مواطن في أرجاء المعمورة كانوا يضعون أيديهم على قلوبهم التي تدق بقلق وترقب، وتتسع عيونهم وتكبر، عند كل مساء خلال الأسبوعين الماضيين قبل أي مباراة وحتى موعد انتهائها، وهم يشجعون ويؤيدون هذا الفرق أو ذاك، بوسائل وطرائق جميلة ومعبرة على الاغلب، وربما غريبة وطريفة في أحيان اخرى، لكنها تتفق جميعها في هدفها الواحد و(مشهدها الرياضي) بعيدا عن لعبة الاخفاقات السياسية اليومية أو الانسحابات المتكررة من القبة البرلمانية أو المناوشات والصراعات الاعلامية، حتى ليبدو وكأن هؤلاء المشجعين هم اخوة يتمازحون فيما بينهم دون وجود أو تأثير أي خلافات أثنية أو اختلافات عرقية أو ألوان قزح البشرة الادمية، بل أن الملفت في هذه البطولة أن كل قارة يمثلها فريق واحد بمعنى ان دول القارة بأسرها تشكل صفا واحدا لمساندة فريق قارتها، وربما يكون هناك مناصرون لفريق قارة اخرى بعيدة عن اراضيهم ووطنهم، وهي مناصرة لا تتجاوز حدود الاعجاب والحب تجاه اللعب الجميل والممتع، أي لم يتم فيها دفع الرشى والهدايا لشراء ذممها!.هذا الحال نجده أينما رحلنا وحللنا، إلا عند الارض العربية الصحراوية ذات الالوان الرمادية القاحلة، التي جعلت قلوب بعض (الاعراب) قاحلة جدباء لا يرويها علم ولا نور، وبقيت عقولهم متحجرة صماء لا تفقه ولا تدرك، وربما كان هذا السبب الحقيقي في غيابهم المستمر والمتواصل ــ إلا من بعض الصدف وفلتات الزمان ــ عن هكذا بطولات كروية ذات ذائقة رياضية، فلم يجد بعض أعراب البادية بدا إلا أن يرسلوا غربانها السوداء لتفجير ملاعب كرة القدم الشعبية في العراق، وكأنهم ينتقمون من البرازيل لاحتضانها عشاق الكرة المستديرة على اعتبار ان الكرة ما دامت دائرية فهي محرمة، فجاء الانتقام بتفخيخ أتربة هذه الملاعب وتفجير كرات الشباب الصغار الذين يمارسون هوايتهم المحببة إلى نفوسهم، لدرجة ان هذه التفجيرات لم تحدث مرة واحدة بل تكررت عدة مرات وكأن منفذوها كانوا يصرون على إعلام جميع البشر بأنهم "ليسوا من البشر" !، فلم تكن الكرة "مالكية" !، ولم يكن الملعب الشعبي تابعا الى "وزارة الدفاع الأمريكية" !، ولا حتى كانت المباراة مقامة بين "شياطين اليهود" و"الملعونين في هذه الأرض"!، مما أربك الحسابات المخابراتية الدولية وأدهش جميع العقول الواعية عن السبب الحقيقي لاستهداف هذه الملاعب الشعبية.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك