الحاج هادي العكيلي
قد تتصور قوميات الشعب العراقي الاخرى أن الشعب الكردي يعيش في قمة الديمقراطية وقد سبقوهم بحوالي 13 عام , ولكن حقيقة الامر أن الشعب الكردي يعيش تحت خيمة الدكتاتورية المغطاة بالديمقراطية وفق تعدد الاحزاب العاملة في الساحة السياسية الكردية والمغيب دورها عدا الحزبين الحاكمين " الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني "لترتكب مخالفة صريحة للقانون وتكريس للدكتاتورية . فقد صادق برلمان كردستان على تمديد فترة عمله الى تشرين الثاني المقبل وتمديد ولاية رئيس الاقليم مسعود البرزاني لمدة عامين . أن هذا الفعل مخالفة واضحة وصريحة للقانون وتكريس الدكتاتورية في الاقليم ، طالما نجد مسعود البرزاني يتهم الاخرين ببناء الدكتاتورية في العراق وانفراد بالسلطة ، فماذا يسمي هذه الاجراءات ؟!!! أضن أن مسعود خائف من خسارته لمنصب الرئيس مقابل مرشح المعارضة ، وهذا ترسيخ مبدأ حكم العائلة الواحدة والقائد الاوحد في الاقليم والسيطرة على موارد وثروات اقليم كردستان العراق ولا اعتقد ان الشعب الكردي يقبل بذلك ، فقد تحشد المعارضة الجمهور في كل شوارع الاقليم ضد السياسة الدكتاتورية . أن هذا العمل تشويه لصورة أقليم كردستان الذي يتمتع بالفدرالية والديمقراطية أمام المجتمع الدولي والاقليمي والمحلي وارسلوا رسالة مفادها أن الاقليم لا يحترم القوانين والديمقراطية ، وأن الاقليم ملك للعائلة الواحدة كما كان يفعل صدام في عهد النظام البعثي الصدامي المقبور الذي جثم على صدور العراقيين 35 سنة حول العراق الى ضعية ملك الى عائلة ال ( مجيد ) ، واليوم أين هو ؟!!!! لقد قدم الشعب الكردي التضحيات من أجل بناء أقليم ديمقراطي دستوري متطور ، فلا تستخفوا بدماء الكرد الذين ضحوا بأرواحهم واوصلوكم الى المناصب التي انتم جالسون عليها . ان الحراك السياسي في الجلسات البرلمانية مطلوب وهو روح العمل الديمقراطي ، ولكن أن تصل الامور الى مشادات كلامية وعراك بالايدي بين نواب كتل الاحزاب الكردية لتمرير قرار تمديد ولاية البرزاني لسنتين والبرلمان لغاية الاول من تشرين الثاني المقبل دون مسوغ قانوني ، بالتأكيد سوف يمرر القرار لكون الاغلبية مضمونة في برلمان الاقليم لصالح الحزبين الكرديين الحاكمين كما كانت تمرر قرارات مجلس قيادة الثورة المنحل في المجلس الوطني العراقي بعيداً عن رأي الشعب .لقد ولت الانظمة الشمولية الدكتاتورية في العراق ولا مجال لرجعتها لان الشعب العراقي بكافة قومياته يتطلع الى غداً مشرقاً وحياة كريمة بعيداً عن الانظمة الدكتاتورية . فالذين يسعون اليوم الى أعادة العجلة الى الوراء والبقاء في السلطة بطرق غير دستورية وغير ديمقراطية فأنما يسعون الى تكريس النظام الشمولي الدكتاتوري الذي يرفضه الشعب رفضاً قاطعاً . فبأي وجه يا مسعود ستلاقي الاخرين وتطالبهم بتطبيق الديمقراطية وانت متشبث بالكرسي بطريقة غير ديمقراطية . لقد فقدت مصادقيتك امام الشعب الكردي اولاً وامام الشعب العراقي ثانياً ، أليس بك أن تكون الساعي الاول لبناء الديمقراطية في الاقليم والابتعاد عن نزعة الدكتاتورية والقائد الاوحد أم كما يقولون ( البيك ما خليك ) وانك تدعي من حماة الديمقراطية وحاميها ومرسخها بل أنك أظهرت للشعب الكردي بفعلتك هذه أنك حرامي الديمقراطية .
https://telegram.me/buratha