عدنان السباهي
مرت عصور السلاطين والخلفاء المستخدمين للدين كمطية ووسيلة للاستيلاء على على السلطة، حين كانت قصورهم تزدحم بالغلمان والجواري وما ينافي الدين من المحرمات ، وينادي وعاظ السلاطين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويقيمون الحد على من يسرق بقطع يده وهم يسرقون ولا احد يحاسبهم ، ويرجمون الزاني وهم يمارسونه بحرية هذا التناقض بين تطبيق الشريعة الإسلامية على الضعفاء من الناس وترك أصحاب النفوذ والسلطة ، هذه الأمور أضعفت الإسلام وخاصة ما يطلقون على نفسهم الخلفاء عندما احتل المغول اغلب البلدان الإسلامية وهم أقوام بربرية ليس لها عقيدة مقابل عقيدة راسخة حين كان الرسول(ص) قائدا انتشر الإسلام في بلاد فارس وبلاد الروم حيث حرر الإسلام سوريا ومصر من السيطرة اليونانية ، في الشرق والغرب لكن بعد أن فقدت العقيدة عمقها الإيماني سيطر على الحكام وأتباعهم حب الدنيا وأصبح الدين لعق على الألسنة ومصدر لكسب الرزق والسلطة.في العالم الإسلامي اليوم، مسلمون يقتل بعضهم البعض باسم الإسلام، وهناك أحزاب تحكم باسم الإسلام و بعد أن حصدت الأصوات عن طريق الديمقراطية التي لاتعترف بها لكن هي ضرورة لابد منها في الوصول إلى الهدف، وانخدعت الناس بلباسهم وادعاء الورع وإعادة الهيبة للدين وللشريعة قدسيتها لكن عند صعودهم على كراسي الحكم كشروا عن أنيابهم وظهرت طباع الذئاب الحقيقية فآخذو ينهشون بالفريسة من دون تردد ، واكتشفت الشعوب أن هذا ليس الإسلام الذي تنشد فهؤلاء مجموعة لصوص ، وتركتهم الدول الغربية يمارسون الحكم حتى ترى الشعوب بأم أعينها ماذا يفعل الإسلام!!، فخلق القاعدة وطالبان والتخلف والذبح وقطع الرؤوس والتمثيل بالجثث كل هذا لتشويه صورة الإسلام أمام الآخرين وانه يقف عائقا أمام الشعوب بالتطلع إلى الحرية والانعتاق والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.ولتصحيح الصورة الناصعة للإسلام الانتباه لدور العلماء فهو مهم في هذه المرحلة فإما أن يكون مدمرا أو بناءا، عندما يصدر العالم فتاويه وفقا للمصلحة الشخصية ، وخير مثال على ذلك الشيخ القرضاوي ومن سار على نهجه فمرة يصف مرتكبي الجرائم باسم الدين بأنهم ليسوا مسلمين أو اجتهدوا فاخطئوا ، والإسلام بريء منهم فهو دين رحمة ومحبة، وفي موقع أخر من العالم الاسلامي بأنهم أبطال ومجاهدين ويجب إسنادهم وتقديم لهم الدعم ، وبالأمس كان يدعم المتظاهرين في مصر واليوم يقف بالضد منهم لأنهم رفضوا الأخوان!، وعندما تصدر فتوى منه بان الشيعة ليسوا بمسلمين وإنهم كفار، لذلك فان مثل هذه الفتوى يمكن اعتبارها سببا رئيسيا في قتل الشيعة في مصر وسوريا ومما لاشك فيه فان الأفراد الذين يقتل بعضهم البعض يتقربون إلى الله وإنهم سوف يدخلون الجنة ولا ندري من يدخل جهنم!!، فينبغي لأهل العقل والدين والمنطق وخصوصا الأزهر في مصر والحوزة العلمية في قم والنجف الاشرف والمملكة السعودية التنبه إلى أن الإسلام في خطر وانه يتم تدميره من الذين يدعون الإسلام من اجل المناصب والنفوذ السياسي والشهرة، والدعوة للوحدة وإصدار الفتوى التي تحرم تكفير الآخر ، ومنع سب الصحابة لأنها تثير العداء وخصوصا وان العالم الإسلامي اليوم يشهد احتقان طائفي.
https://telegram.me/buratha