المقالات

رسالة إلى الشهيد السعيد الشيخ حسن شحاته

869 19:48:00 2013-07-02

بقلم : عبود مزهر الكرخي

لقد قررت الكتابة منذ سماعي بالفاجعة الأليمة التي ألمت بهذا الشيخ الجليل حيث تم اغتياله وبصورة وحشية وبشعة يندى لها جبين الإنسانية من هذا الفعل المجرم له ولمن معه من الشيعة ولكن الكلمات والقلم يخونني لأكتب ما يدور في داخلي من خواطر وخلجات أليمة يعتصرها الكثير من الحزن والأسى لما حدث في هذه الجريمة النكراء والتي أثبتت للعالم كله من هم دعاة الطائفية ومن هم مروجي الفتن والقتل على الهوية والتي كانوا يتهمون مذهب أهل البيت والموالين بذلك والتي قدمت هذه الفاجعة بقتل هذه الثلة المؤمنة والصادقة مع ربها ونبيها وأئمتها وبلا رتوش ماهية هؤلاء الحفنة من أدعياء الدين والذين هم عبارة عن حثالات امتهنت القتل وممارسة كل الأفعال المجرمة والحرام بدعوى الدين وليرفعوا شعار التكبير بعد كل فعل مجرم يقومون به وبذلك يقوموا بتلويث اسم الذات الآلهية بأفعالهم النكراء والتي تدلل على وجود برنامج ممنهج ومدروس من أجل تشويه ديننا الحنيف واستئصال كل من يخالفهم وبالأخص الموالين من أهل البيت وليعيد التاريخ نفسه من الأفعال المجرمة للخوارج وبني أمية فهم أحفاد هؤلاء المجرمين وبامتياز بل ويفوقونهم من ناحية الغدر والكراهية والأجرام.

فإليك أيتها الروح الخالدة أوجه رسالتي والتي كانت عصية عليَّ كتابتها لأن الحروف والكلمات كانت تضيع من أمامي عندما أمسك قلمي لجلالة الموقف وعظمته لأكتب عنك والتي كنت أحار من أين أبدأ؟ وماذا أكتب؟ لأن روحك قد سمت وعلت وأصبحت في منزلة لا يسمو إليها أي أحد من عالمنا السفلي.

فكان استشهادك وسفك دمك الشريف والغالي على كل موالي هو الضريبة التي يجب أن يدفعها الثائر من أجل أقرار قضيته ولكي تكون بالتالي النبراس الذي يضيء لشيعتك في مصر للتقدم إلى الأمام في سبيل نشر مذهبهم وكذلك هو قنديل يضيء على الشيعة في العالم كله وللإنسانية كلها ولتصبح بالتالي وكما حدث في واقعة الطف قضيتك هي انتصار المظلوم على الظالم والذي تحول هذا الدم الشريف الطاهر إلى لهيب يحرق كل الظلمة والمجرمين ولا يبقى لهم باقية ولتلحق هذه الروح الطاهرة مع الأرواح الطاهرة للصحابة المنتجبين من أنصار سيدي مولاي أبي عبد الله الحسين(ع) ولتصبح روحه مع أرواح السعداء في عليين.

كيف لا ولا تصبح قضيتك كما ذكرت وأنت التلميذ النجيب لمدرسة الحسين(ع) فكنت تعلم مواليك ومحبيك كيف كانت هذه النهضة العظيمة للحسين وضرورة تعلم الدروس من مدرسة أبي الثوار وقد تعلمت منها كيف تكون مؤمناً وشيعياً صلباً لا تهادن ولا تساوم في مذهبك فكنت بالمرصاد شوكة تفقأ كل عيون النواصب وكل المبغضين لآل البيت(صلوات الله عليهم أجمعين) وهذا ما عرفناك من خلال تسجيلاتك والذي أبيت إلا إن تفضح التزوير الأموي بمحاضراتك وكل كلماتك وقد عريتهم بالعلم والمنطق بحيث اصطف الموالون خلفك ويمشون ويدعموك وأصبح حب أهل البيت يتسع لدى الموالين ويزداد المد الشيعي في أرض الكنانة وكل هذا كنت تثابر وتعمل بصمت وبلا كلل من أجل ذلك ولا تأخذك في الحق لومة لائم وقد عريت معاوية وفضحت زيف السلفيين في أدعائهم أن معاوية كان من كتاب الوحي وأزلت كل التزوير والبهتان لذي كان يفترى على أهل بيت النبوة فكان جهادك هذا كله عمل دؤوب لا تبغي إلا مرضاة الله ونبيك وأمامك علي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة التسعة المعصومين من ذرية الحسين(سلام الله وصلواته عليهم أجمعين)فكان إن جزآك الله خيراً وكافاك مكافئة عظيمة لم ينل أحد من عندنا تلك الشهادة العظيمة بان جعل لك هذه الشهادة الطاهرة والخالدة بعد أن أصبحت لكل أعدائك تمثل رقماً صعباً ولا يمكن النيل منك بالطرق الاعتيادية فكان أن سلكوا طريق الدم بقتلك لأن المجرم موجود في كل مكان وزمان ليتولى أسافل الناس قتلك بهذه الطريقة الوحشية وهم يعيدون تاريخ أجدادهم من بني أمية بقتلك بهذه الطريقة البشعة عندما قتلوا الصحابي الجليل محمد بن أبي بكر (رض) من أزلام معاوية فتلوه وأدخلوه في جوف حمار ثم أحرقوه ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه في تكرار ما فعله أجدادهم المجرمين.

فكان دأب الأجرام متأصل عندهم وهي نطفة يتوارثوها أبٍ عند جد وعندما رأيت جسدك الشريف يسحل في الشوارع وبكل هذه الهمجية بكيت وتذكرت أنهم هم أنفسهم أحفاد أبن مرجانة وبن سعد وشمرأً (عليهم اللعنة أبد الآبدين)عندما قتلوا سفير الحسين مسلم بن عقيل(ع) وهانئ بن عروة (رض) فسحلوا أجسادهم الطاهرة في أسواق الكوفة وهذه هي مأساة التاريخ في انه يعيد نفسه وبنفس الأجرام بل وأشد وطأة.

فيا أيها الشهيد الخالد تصوروا هؤلاء الحثالات أنهم عندما يقتلوك سوف يمحو ذكرك وذكر مذهبنا ولكنهم نسوا قول العقيلة زينب الحوراء(ع) ليزيد (لعنه الله) بقولها { كد كيدك واسع سعيك فو الله لن تمحو ذكرنا ، فالقتل لنا عادة والشهادة لنا كرامة} وبالفعل كانت شهادتك خالدة ليصبح أسمك وشخصك الكريم حاضر عند كل موالي شيعي بل وعند كل مسلم شريف وإنسان شريف يؤمن بقيم الحق والعدالة ولتصبح قضيتك هي التي تحرق كل من اغتالوك وكل من أراد بل الغدر والأجرام ولترفع شهادتك لتصبح أحدى الألوية والمنارات التي يستدل بها الثوار والأحرار وهاهي بلدك مصر الحبيبة قد انتفضت من شمالها إلى جنوبها لتسقط كل كراسي هؤلاء المجرمين أدعياء الدين وليصبح دمك الغالي والطاهر هي شرارة الثورة التي تسقط هؤلاء الأوغاد وهذا هو نصيب الثوار في أنهم دمائهم الزكية تقدم كقربان على مذبح الحرية.

وليصبح اسمك وصورتك توضع عند كل موالي يفتخر ويضعها كصورة شخصية له في الفيس بوك والنت ولتصبح قضيتك هي قضية كل إنسان شريف ولتنطلق المظاهرات في بلاد العالم تستنكر هذا الفعل المجرم وليقف كل هؤلاء أجلالأ واحتراماً لما قمت به من عمل عظيم حباك الله به ولتهنأ روحك الخالدة وأنت تقابل ربك ونبيك وأمامك علي وفاطمة والحسن والحسين(سلام الله عليهم أجمعين) وهم راضين عنك وهم من يدخلوك الجنة راضين عنك وعن عملك الخالد ولتستحق الشهادة بفخر ولتهنا روحك وليصدق كلام الله سبحانه وتعالى في ذكر الشهادة ومنزلة الشهداء العظيمة بقوله جل وعلا { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)} [سورة آل عمران].

فالسلام عليك أيها الشهيد السعيد الشيخ حسن شحاته يوم ولدت ويوم أستبصرت وتشيعت والسلام عليك يوم استشهدت وطالت يد الجرام والغدر جسد الطاهر والسلام عليك يوم تبعث حياً مع السعداء والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
لمياء المهندس
2013-07-04
ايها المصريون ايقتل ويسحل الشيخ شحاته امام اعينكم وبين ايديكم وانتم تنظرون اليه !؟ والقاتلين منكم 5الالاف واكثر يفترسونه واانصاره على قلتهم وتحتفلون بقتله وسحله ونساؤكم تزغرد وكانه ليس من ابنائكم ومن علمائكم وابن وطنكم ! اذا"والله بئس القوم انتم ولقد تسافلتم باخلاقكم ودنوتم دنو الحضيض وبعتم ذممكم ولقد حلت لعنة الله عليكم الا ان تتوبوا وتفهموا , ولقد غاب وعيكم وانطلت عليكم اللعبة فلقد استبدلتم العدو الحقيقي المخالف لكم والمتربص بكم بالعدو الوهمي المصطنع من تآمر عدوكم الحقيقي عليكم من ابنائكم واخوانكم .
لمياء المهندس
2013-07-04
شكرا"لك اخي صاحب هذه المقالة المؤثرة احسنت وبارك الله فيك, انا لله وانا اليه راجعون الى جنة الخلد والرضوان الاكبر يا شيخ شحاته..هنيئا"لك الشهاده والحشر مع محمد وال محمد صلوات الله عليهم اجمعين والخزي والعار لقاتليك ابطال المثلى والسحل من شيوخ السلفية فقهاء الذبح والقتل والسحل والفتنه واتباعهم فوالله برغم فجيعة قتلك فانه نصر من الله وفتح قريب فقد اذن للتشيع ان ينتشر في مصر والعالم بأسره والسلام على روحك ايها المجاهد الكبير وعلى ارواح اتباعك ممن قضوا بهذه الجريمة التي يندى لها جبين الانسانيه
جاسم المعموري
2013-07-03
شكرا لك اخي العزيز عبود الكرخي لمواساتك لنفسك ولنا فوالله نحن في مصاب كبير ومصيبتنا ليست في الموت بحد ذاته فلا مهرب منه كما تعلم ولكن مصيبتنا كبرت وتعاظمت لانها ذكرتنا مبصيبة سيد الشهداء عليه السلام واعلم وليعلم القراء الكرام ان صدام عليه لعنات الله قتل اثنين من اشقائي وجدنا احدهما في احدى المقابر الجماعية فتخيل مدى حزني وألمي ولكنني عند استشهاد الشيخ شحاته بكيت بدموع من دم ومازلت اشعر بسكين تمزق قلبي ولا امشي الا محدودب الظهر اتوكأ على الجدران وعلامات الحزن ظاهرة على وجهي لكل من يراني ..
ابو حيدر العراق
2013-07-02
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبارك الله فيك اخي الكريم (عبود الكرخي ) كنت أول ما أدخل الى وكالتنا العزيزة الغراء (براثا) حفظ الله كل القائمين عليها وجزاهم جزاء المحسنين أنه ولي الأحسان . كنت أشاهد صورة الشهيد السعيد الشيخ الجليل الدكتور(حسن شحاتة)جعله في مقعد صدق عند مليك مقتدر فلا أتمالك نفسي فتنسدل الجفون وتتساقط الدموع من العيون واليوم وانا اكتب تعليقي على مقالتك تنهمر الدموع من عيناي لا اراديا ولقدقال رسول الله ص ان اعمالكم تعرض علي فلقد أحسنت العزاء لرسول الله وأهل بيته ع ووصلت رسالتك .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك