هادي ندا المالكي
انتهت قبل ايام واحدة من اكبر المشاكل التي كانت تهدد حرية ومستقبل ووجود العراق وهي خروجه من طائلة البند السابع والذي كان يعتبر العراق بلدا خطرا لا يتردد عن إثارة المشاكل ومهاجمة الدول المجاورة بمناسبة وبدون مناسبة،وهذا الخروج من البند السابع جعله بمصاف الدول المسالمة الساعية الى إحلال الأمن والاستقرار في المعمورة وليس في العراق حصرا ومنحه مناعة مكتسبة وقوة مضافة لتسيير أموره دون قيود ودون تدخل من أطراف اخرى كما ان فك ارتباطه من البند السابع منحه الوصاية على صرف أمواله بالطريقة التي يراها مناسبة علما ان الحكومة العراقية ليست لديها اية رؤيا سوى الفساد المالي والإداري وهذه واحدة من مساوئ الخروج من هذا الفصل المشؤوم.ولست هنا بوارد الحديث عن أهمية وقيمة خروج العراق من البند السابع او تقديم الشكر والامتنان للجهات التي ساهمت في هذا المنجز الوطني الكبير ابتدءا من المرجعية الدينية العليا مرورا بالراحل عزيز العراق انتهاءا بالحكومة الحالية وخارجيتها المحترمة وان كان البعض يرفض مثل هذا الشكر لانه يعتقد ان حكومة السيد المالكي هي صاحبة الفضل الأول والأخير حتى لو ان المالكي هدد الكويت بالاحتلال من جديد وحتى لو افتعل الأزمات معها وحتى لو ان هذا الملف لم يأخذ اي اهتمام من حكومة السيد المالكي حتى قبل أشهر قليلة،ومع ذلك فان هذا الانجاز سوف يسجل لكل القوى الخيرة التي عملت بإخلاص على تجاوز هذه العقبة من اجل التقدم نحو مديات أفضل وان كان الكثير يشكك بوجود هذه المديات بدليل ان قضية الفصل السابع لو كانت قضية داخلية لما تجاوزها العراق ولو بعد الف عام وبدليل ان الكثير من الملفات الساخنة التي ولدت قبل وبعد ولادة البند السابع لا زالت مستمرة ولا يوجد وقت محددة للانتهاء منها والاسوء هو استفحالها وتضخمها واستحالة حلها وواحدة من هذه الملفات الساخنة هو ملف الكهرباء الذي أصبح أزمة مستعصية من المستحيل حلها في ظل السياسات العرجاء للحكومة الحالية وسابقاتها وهدر الأموال واستنزافها بطريقة مخجلة وعدم وجود خطط إستراتيجية حقيقية لحل مشكلة الكهرباء.والعلاقة بين الكهرباء والبند السابع علاقة معدومة ولا يوجد بينهما اي توصيف وارتباط خاصة على مستوى التوظيف الشعبي بل ان العلاقة عكسية بين المعنيين لان الكثير من ابناء الشعب العراقي لا يعرف ماذا يعني البند السابع وهل له علاقة بالحصة التموينية او الكهرباء او الحصول على وظائف بينما تمثل الكهرباء خاصة في الايام التي خرج فيها العراق من البند السابع كل اهتمامات المواطن العراقي المتعب من همومه ومشاكله وقلقه وخوفه لانها لا زالت تمثل تحدي كبير ولان الحر الظالم والشديد لا زال يلسع بسياط قسوته وجوه المتعبين من العراقيين في وسط وجنوب وغرب العراق ولان وعود الشهرستاني والمالكي بتصدير الكهرباء لا تعدوا عن كونها نكتة مكررة لم يعد يسمعها احد بقرينة ان من لم يتمكن من توفير الكهرباء لشعبه كيف يصدرها للدول الاخرى.يبقى ان نقول ان خروج العراق من البند السابع له اثار ايجابية على كثير من مفاصل وقطاعات الدولة العراقية اذا ما استثمر هذا الخروج بصورة جيدة بعيدا عن الغش والكذب والسرقات والاختلاس والجهل حتى يكون قطاع الكهرباء واحدا من هذه القطاعات التي يتم انتشالها واعادة الروح اليها ليس من اجل تصدير الكهرباء الى دول الجوار بل من اجل توفير هذه النعمة لابناء الشعب العراقي لانه الوحيد الذي يستحق ان يتنعم بخيراته التي تنعم بها الاجانب قبله.
https://telegram.me/buratha