المقالات

انتهى الفكر السلفي

726 22:26:00 2013-07-03

الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي

اكتب هذا المقال التحليلي قبل أن يعلن الجيش المصري أي إجراء بخصوص حكومة الأخوان المسلمين بزعامة التيار السلفي في مصر ورئيس الجمهورية محمد مرسي .. يقول الإمام علي{ع} " انك تستطيع إزالة جبل من مكانه، ولكنك لا تستطيع دفع دولة مقبلة "...هذا ليس تحليل سياسي قد يخطأ أو يصيب .. ولا تحليل تاريخي لمنطق الأحداث ، بل هو منطق القران الكريم الذي يحذر الحكومات من أسباب انهيارها وتلاشيها .. يقول تعالى : ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا} والكلمة الأخيرة " فدمرناها تدميرا" جاء في مفردات ألفاظ القران بهذا النص في معنى تدمير" إدخال الهلاك على كل شيء" وفي الآية جاءت بصيغة المبالغة "دمرناها تدميرا" .. يقول الراغب الأصفهاني هذا المعنى { بطلان الشيء من العالم وعدمه رأسا } ... هنا ظهرت كلمة " عدم " ماذا تعني ..؟ المنجد في اللغة لويس معلوف يقول كلمة "عدم" هو فقد الشيء .. مثل كلمة عديم المال أي لا يملك مالا....لا أريد الإطالة في تحليل الآراء القرآنية في معنى النص الشريف .. أعود إلى تاريخ الأمم والدول التي زالت وجرى عليها القول والفعل القرآني ودمرت تدميرا .. مثل الدولة الرومانية العظمى والدولة الفارسية التي كانت تحكم ثلثي أسيا ، أو من كان قبلهم كالبابليين والأشوريين .. كلها حكومات تتمتع بمواصفات الدول العظمى لما نزل بها { حق القول} لم يبق لهم باقية .. والآن هذه الدول مجرد أسماء يذكرها التاريخ وكأنها لم تحكم ولم تؤثر في احد. وفي تاريخنا الحديث الدولة الألمانية بقيادة هتلر ، أو الاتحاد السوفيتي ، كلها دمرت تدميرا .. وهناك سلسلة الدول التي شربت من كاس الآية المباركة حين حق عليها القول ، كالدولة الأموية التي حكمت لمرتين ، في الشام وفي الأندلس لمدة 399 سنة ، رغم ذلك لم يأخذ بنو أمية عبرة من القران ومن حركة التاريخ ، ثم بنو العباس والفاطميون والمماليك والعثمانيون والصفويون ... كلهم حق عليهم القول ...قبل أيام وقف رئيس جمهورية اكبر بلد عربي أمام كاميرات الفضائيات ويعلن الحرب على المختلفين عن فكر السلف والإخوان ... الرجل قاطع سوريا وطرد سفيرها في الوقت الذي يؤمن الحماية لسفارة إسرائيل وسط القاهرة.. ثم حدثت بعدها جريمة العار التي ألصقت بوجه الأخوان والتيار السلفي في العالم كله ، حين هرع مئات السلفين بشكل همجي كما يحدث في أفلام الزنوج في غابات أفريقيا .. للانتقام من شيعة مسالمين يحتفلون بولادة إمام من أبناء رسول الله {ص} يؤمنون بالله ورسوله ويصومون ويحجون ... لقد أعطى الله للإخوان فرصة جاءت في قوله { أّمرنا مترفيها} ولكن خلال سنة واحدة فسق الأخوان ضد الشعب المصري كله ... وضد سوريا والعراق وإيران والعلمانيين والفنانين وغيرهم .. أصبح السلفيون شعب الله المختار وهم فوق البشر جميعا..وبدون مقدمات تعلن الجماهير المصرية وأكثر من 22 مليون مواطن سحب الثقة عن حكومة الأخوان ... سقطت السلفية ... وظهر نبت في مصر ..نبات جديد سقاه الشيخ حسن شحاته والشهداء الأربعة الذين سقوا ارض الكنانة بدماء طاهرة لتقتلع والى الأبد التيار السلفي ، إن شاء الله ... والى مزبلة التاريخ ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك