تابعنا مجريات الامور في مصر وكيف ان الشعب أحسن قراءة ما سوف يكون من خلال تصفحه لما كان خلال سنة ومعرفته بالحزب الحاكم الغير ناضج سياسيا واستنتج سريعا من انه " مفيش فايدة " واستصعب ضياع ثلاثة سنوات مستقبلية على امل لن يكون , وعلى الرغم من كون التغيير انجاز كبير غير ان القادم غير واضح المعالم من حيث ان مصر قبالة الكيان الصهيوني فمن المستحيل تركها تقرر دون قيود !!.
وبعيدا ً عن هذا التشائم فلنسلط الضوء على دقة القراءة للشارع المصري وعدم امتثاله لدعوات كدعوة القرضاوي الملعون من انكم صبرتم ثلاثون سنة ولن تصبروا على سنة وسطح الدعوة حق ولكن المراد به باطل فالعاقل يستطيع ان يقيس مجريات سنة ويحملها على ثلاث ويستخلص النتيجة بشكل سريع , ان مصر لم تتهيب التغيير بل ان كثير منهم اعترفوا بأن اختيارهم كان خاطئاً خاصة بعد رفع علم المعارضة السورية في مصر وقيام مرسي باخطء كارثية اهمها وصف الصهيوني بالصديق الحميم ! وغيرها .
الاعتراف والتراجع هي النقطة المحورية للاجابة عن تساؤلي في صدر المقال فكلنا يعرف غيرة العراقي وهمته ووعيه وان رسمت العقود السابقة الكثير من الكدمات في جسد تلك الشخصية المميزة وافقدتها ما افقدتها واخلت بتوازنها غير انها لا زالت ومع كل ذلك تمتلك ما يؤهلها للنهوض خاصة بوجود صمام الامان (ادام الله ظلهم الوارث) وهم المرجعيات الحقة التي لم تدع الشعب يهوي ارضاً رغم كل هذه الضربات الموجهة وبذلك استحقت لقب صمام الامان بكل جدارة , وبالرجوع الى النقطة المحورية تجد ان التراجع عن موقف هو امر يصعب على الفرد العراقي وهذا امر سلبي اذا ما كان الموقف هو خاطىء وعند البعض تجد ان هذا الامر مستحيلا ً حد انه يردف موقفه بالكثير من الاخطاء المتلاحقة ويخسر ما يخسر كي لا يعترف بانه اخطأ !!! .ويدخل في سجالات وجدال ودوائر مغلقة متحدة المركزمتقاطعة مع اخر وكل ذلك كي لا يعترف بان اختياره او رأيه او عمله كان خاطئاً .
ان الشخصية المصرية وان عانت من دكتاتور لا يمكن ان تقارن مع شخصية الفرد العراقي فدكتاتورنا هو تلميذ الشيطان المجتهد وما انزله بشعبه لم ينزله احد من جبابرة القادة لعرب في شعوبهم , شخصيتنا اختنقت بينما الشخصية المصرية معبرة ومتكلمة داخل سور اما سورنا فانه حد رقابنا لا يسمح لنا غير ان نتنفس .
سنة مع تضحيات في الدماء لم تتجاوز المئات باعلى التقادير واخطاء من حكومة لم تكلف الشعب خسائر بقدر ما دفعناه في عشرة سنوات في بحور من الدم والتهجير وانعدام الامن وقتلى تعدى الالاف المؤلفة وايتام وارامل واجرام وقتلة وارهاب ومدن مدمرة واخرى بدائية وكل ذلك ولا يعترف من وجب عليه ذلك .
الصبر يسحبنا الى التقاعس وكل امر هو عادي ومباح فعريس يقتل ومدرب يُعتدى عليه حد الموت وجثث اطفال مرمية واطباء مغدورين ومجرمين مهربين ووووو... وطوزخرماتو هنا والموصل هناك وبغداد صدرها كما المنخل من السيارات المفخخة والعبوات والباب مفتوح اسرق واهرب فالمطار امان !!.
كل هذا ونصبر لماذا ؟ !!
ليست دعوة للنهوض او تحريضا ً كما قد يعده البعض بل هي دعوة الى النظر الى المرآة والتحقق ماذا افتقدت شخصيتنا لتهون علينا ادميتنا ! اين رحل مفهوم الكرامة ؟ لماذا تعمل في حكومة لا توفر لك الامان وان مت فلاهلك قطعة ارض و10 مليون ! .فحكومتك تراك حين تموت !! .
لماذا لايعترف من انتخب الحكومة بانها فشلت لاربع سنوات ويصر ان المدة ليست كافية ليعطيها اربع فوقها ؟! ثمان سنوات كبر فيها الصغير واصطبغ شعر الشاب بالشيب والعناد مستمر حكومة ناجحة ولولاهم لضاع العراق!! اي قناعة هذه ! , لا نتحيز لفئة دون اخرى ولا نسقط احداً ولكن الامور واضحة كما الشمس فلماذا كل تلك الغيوم ؟.
بحاجة للاعتراف اولا ً باننا تعرضنا لضغوط خربت في نفوسنا اشياء ولابد من تقويمها وزرع الثقة والتوكل في نفوسنا وعمل المعروف في اهله وترك التشخيص للافهم وترك الجدل والاسفاف فعراقنا ان عقم فالمسبب افكارنا التي تعيش فكرة القائد الاوحد والحزب الاوحد.
الاحاد من الاحزاب مقبولة في كثير من الدول واولها الدول الديمقراطية غير انها اصيلة وناضجة وتاريخية والشخص لا يصل سدة الحكم او اي منصب الا بعد اشواط كبيرة من التطور السياسي والمنصبي , أما نحن فمحتلي المناصب معارضين سرعان ما صاروا لاجئين لبلدان يقتاتون منها رغيف الخبر ليعودا بعدها قادة !!! والقلة هي من حفظت كيانها وملامح شخصها من التلوث .
ليسوا بافضل حال منا هذا خلاصة القول فهم يعانون كدمات في نفوسهم بقدرنا فالاتكال عليهم على عمى شيء خاطىء لابد لنا من البحث عن النفوس الصافية والشجاعة لتولي القيادة ولا خوف من العدول عن رأي او الاعتراف بالخطأ او خشية التغيير فالمبلل لا يخشى المطر.
https://telegram.me/buratha