جلال التميمي
حسن فاضل الظالمي الشهيد الذي سقط أمام مبنى أمن السماوة تصرمتْ السِنُونُ ومازال القلبُ معلقاً برياح الحزن يقرعني هذا الحزن الجميل الذي نثره حسن الظالمي وأراد مني أن اطيلَ البكاء .وجهه الأسمر يراقبُ السماء أدلج في المسير الى أين تسير ساعات ويصدح أذان الفجر إنه فجر الانتفاضة الشعبانية شَعْبَانَ هو الشهر الثالث من عام 1991 لم يكن يوماً كسائر الأيام لما سادَ الترقبُ هاجس القلوب.ها أنا أتذكرُ ذلك الصباح الشعباني شمس شَعْبَانَ الدافئة لاتعرف المغيبْ (نصر نصر يعيش محمد باقر الصدر) هتافات تمزق صمت شوارع وأزقة مدينة السماوة التي أحتواها الحزن وأكتنفها الألم هذه الهتافات الغاضبة وصيحات التكبيرأفزعت فئران البعث التي فرت من جحورها مذعورة تجر آذيال الخيبة.في طفولة غابت عنها الإمومة والحنان لأمٍ أجهز عليها مرض السرطان سريعاً ولد حسن فاضل الظالمي في أوائل السبعينيات في حي يعرف بآل عمار عرف عن ساكنيه بالبساطة والطيبة ولعل الشبحَ هي التسمية الأنجع لهذا الجسد الذي نهض كنهوض البراعم وربض كربوض الأسود في يوم شعباني يحمل وجه الإنتفاضة لايخيفه أزيز الرصاص الذي يسمع من كل حدب وصوب عابراً مستنقع الموت باقدامه العارية التي لاتستريح منازلاًً البعث في كل مواطن القتال أحتدم القتال وأستعر الميدان وكلما زاد أزيز الرصاص أزداد العنفوان لم يعتد بصيحات المنتفضين التي تطالبه بالحذر والأحتماء هكذا أصبح مبنى أمن السماوة فريسة للمنتفضين أحيط به من كل جانب فتش الرصاص عن جسد غاب عنه الفرح منذ زمان بعيد أصابات بليغة تمزق أعلى صدره النحيف لتستثمر دماءه النخوة والحمية التي ورثها من تلك الظوالم المكانُ يناشدني بالتوقف والدموعُ تحاورني أينما مررتُ بقرب معتقل أمن السماوة وقيل ان المكان ذاكرة الزمان قطرات الودق تخدش الجرح وأغرب مافيه صمته الذي حبس به الألم ولكن الأروع تلك العصابة التي طرزها بعبارات لا اله الا الله تسلل الى قلبي شي من الخوف فبقعة الدم أتسعتْ على الثرى أوقدتُ قلبي بالدعاء له أقتضى الحال ان أسألََهُ ماذا أسألَهُ دعني أقبلُ ثغرك وبحركة بطيئة ورغم نزيف الجراح أدارَ ريقه حولي شفتاه تتحركان ببط يتمتم بكلمات لا أفهمها ومن حركة الشفاه يتبعثر الكلام أصغيتُ له ها هو ينطق أني فرحان فلستُ أجدُ تفسيراً لهيجان قلبي ومن بعيد تزغرد امرأة سماوية تشق شغف القلب لقد هوى مبنى الرعب ها هم الشَعبانيون يدخلون مبنى الرعب الذي جثم على صدر مدينة السماوة بصيحات الله اكبر فبدت على وجهه علائمُ البِشِر يمرُ الوقتُ سريعاً أحتوتني الأحزان فوجه يستغيثْ ونفسه تتوقد للعروج لحظات قُضَي الأمرُ لقد حطمَ الموتُ كل شى .
https://telegram.me/buratha