سم الله الرحمن الرحيم
ورد في تعليق لاحد الاخوة على المقالة السابقة بتوقيع العراق – العراق ما نصه :
" السلام عليكمقسما بالله لو لاالمرجعية الدينية والمتمثلة بالسيد السيستاني. وإرادتها بتهدئة الأمور لثار الشعب العراقي لأننا نرى فسادا وتهميش وبدل من هدام واحد اصبح فينا ملايين هدام وشعبا يقتل ومن قيادات وسياسيين وفي السلطة موجودونهل نصدق أن امريكا دخلت العراق حبا بالشعب العراق انه المخطط. الحقير والتي تشارك به دول الخليج.
ان هذه السطور لا تعود لفرد بل ان فحواها تتداول بين السن نسبتها لا تعد قليلة واشعر برغبة كبيرة في تحليلها للوصول الى مبتغى المقال السابق الا وهو الوقوف مقابل الذات ومراجعة كل قناعاتها واعتقاداتها فإذا كانت البرامج الكمبيوترية بحاجة للتطور وهي من الجمادات فهل نستكثر وقفة مع الذات لعرض ثوابتها على مستجدات فإن صمدت ازددنا ايماناً والا فهي باطل وما بُني عليها فهو باطل .
فكيف قبل كاتب السطور بمرجعية ارادتها في تهدئة تقود الى الفساد والتهميش والقتل من قيادات وساسة لمن اوصلهم لمناصبهم !! وكيف ان التهدئة نتاجها الدم العبيط للشباب فأي تهدئة ثائرة تلك ؟! ماهي المرجعية وما دورها في حياتي ؟ سؤال بحاجة الى وقفة طويلة وليس لوراثة وتقليد عائلي .
وليس من باب الملامة لصاحب السطور بل اشكره على قدح التساؤلات في ذهني القاصر عسى ان نصل معا ً لحلول ناجحة نلملم بها بعض جراحات انفسنا ووطننا ولقد ارجعتني سطوركم لعام 2006 ففي ذلك العام بلغت القلوب الحناجر خاصة في العاصمة العراقية بغداد فالموت والقتل والترويع والتهجير كان سمة ذلك العام وكنت حينها تائهة في بحر الحيرة ماذا افعل هل نتهجر وعقيدتنا "الم تكن ارض الله واسعة؟" أم نبقى وعقيدتنا من مات دون ماله فهو شهيد !! وكانت عندي مشكلة وهي ان والدي لم يصدق يوما ً ان منطقتنا ستسقط بيد الارهاب فكان علي ان اتركه ورغم موافقته كنت اشعر بحبل العقوق يلتف حول عنقي , حسمت امري وكتبت الى المرجعية ؟! ظرفي كذا وكذا املي علي ما افعل ؟!! لم يجبني احد وقد سبقتها بعشرات الرسائل انتظر من المرجع ان يقرر عني أأترك وظيفتي ام لا؟!! لاني ارى فسادا كبيرا ً واتعرض للخطر ولكن الترك يوجب ترك الساحة لهم وعلى هذه المنوال وفي يوم من الايام سألني موظف وكان مؤتمناً لماذا لا تخرجون من منطقتكم ؟ فاخبرته باني انتظر رأي المرجعية ؟!! وشرحت وضعي فأخبرني بانه لم يجيبوا وانه ذاهب الى النجف وسيسألهم عني !! ومرت ايام ليست بالطويلة دخل بها الرجل على مكتبي في الصباح الباكر وانا اقرأ قراناً يثبت قلبي فكانت تلك الايام دامية وغادرة واخبرني بان السيد السيستاني يقول لي خذي العائلة واتركي اباك ,تركت القران على ظهر المكتب واطعت الرجل في دعوته اياي لترك مكان العمل لحظتها والتوجه الى منزلي وعمل اللازم بأسرع وقت وسرعان ما خرجنا على صوت البنادق ولازلت اتذكر لحظة وداعي لابي كانت مؤلمة وهو يقلدني دوره وهو مطمئن ان مخاوفي ليست في محلها وانها اشاعات !! خرجنا باعجوبة من بغداد وبعد ان استقرينا بايام وصلني اتصالين الاول من ابي يشكر الله باننا خرجنا يومها لان منطقتنا سقطت بالكامل وهو يتنقل من دار الى دار للخروج من دائرة الارهاب أما الاتصال الثاني كان من ابو محمد ( الموظف ) يستفسر فيها عن احوالنا فشكرته وقلت له اشكرلي مكتب السيد السيستاني فضحك واخبرني باني لم يذهب اصلا ً !!! "لقد كذبت عليك فهذا الجواب جواب العقل" انقطع الاتصال ولكني استطعت ان افسر الباقي .
ان المرجعية دورها كبير في حفظ الدين وقواعده وحفظ الامة اذا ما تعرضت للخطر وسجل السيد السيستاني حفظه الله مواقف رائعة في هذا المجال كما في يوم الاعتداء الاثم على مرقدي الاماميين العسكريين عليها السلام والتوجيهات القيمة لمن طلبها في امر كتابة الدستور وغيرها مما هو معلوم للقاص والدان والتهدئة أطلقت في مواقف حرجة حينما كان الاساس ضعيفا والتجربة طرية والمحتل موجود وفي زمن وحدث معينين وان من جعل التهدئة جوا ً عاماً هو نحن وجعلنها خيمة تمارس فيها كل المحرمات فالمرجعية براء من كل ذلك ولي على ذلك شواهد :
اولا: راجع البيانات الصادرة من مكتب السيد حفظه الله واليك مثال
http://sistani.org/index.php?p=824163&id=260
اقرأ السطرين الاولين بتمعن وانظر من قدرته المرجعية عاليا ً ؟! من خرج ومن لم يخرج فالمهم النية وما يجول في عقل كل منهما وجعلت لكل منهما اطارين فأن التزما به فهما على حق , ثم انتقل الى التحذير عن امتيازات المسؤولين والى تاريخ البيان وقارنه بما قاله السيد الصافي اليوم .
ثانيا ً: قرر شعبنا ان ينتفض عام 1991 والمرجعية ايدت والعكس ليس صحيح فلا تنتظر من مرجعية ان تفرض عليك امرا وان كان صائبا ً بل هي من تنتظر منك صوابا ً لتؤيده أو تعرض باطلا فتنهاك فتأمل ! .
قبل سبع سنوات كان منظوري بان المرجعية موجه لي في كل مفصل ولا اخجل من هذا المنظور الضيق كوني ضحية سجن صدامي كبير لم اكتسب فيه فن التعامل والتعاطي مع ثوابت مهمة في مذهبي كما امر المرجعية والان وبعد اشارة ابو محمد الادبية كونت معنى اخر فالعقل هو هبة الرحمن التي لابد من الاعتماد عليه مازال اتجاهه في طول ارادة المرجعية والمرجعية افديها بروحي والتزم نهجها مازالت في طول الرسالة المحمدية لا في عرضها ولن يقف الامر الى هنا فلابد من الاستمرار في التفكر والركون الى من سبقونا فكرا ً من المؤمنين .
المرجعية الرشيدة لم ولن تمنعنا من تغيير واقع تعس ما زال هذا الامر امرا ً بمعروف ونهي عن منكر وليس فيه مصلحة الا للجميع وخارطة طريقه لا تتضمن المحرمات والتهور وتشويه الدين .
ولسنا امام التحشيد لمظاهرات او قلب انظمة وان استحقت والسبب لان الانتخابات على الابواب والثمان سنوات أُهدرت ولكن لو تمسك المعاندون بذات النهج حينها فقط لن نقبل بشرعية صناديق الانتخاب كما فعلت مصر لو ان نزيف الدم لم يتوقف وهدر الكرامة مستمر .
اعتذر كثيرا ً على الاطالة واسأل الله عز وجل ان يمن علينا بالرضا والتوفيق ونور العقل وان يحفظ مراجعنا العظام وعلى رأسهم الامام المفدى السيد السيستاني ادام الله ظله الوارف واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد اله الغر الميامين وسلم تسليما ً كثيرا ً .
اختكم
https://telegram.me/buratha