مديحة الربيعي
من البديهي ان يكون دور رجل الامن الحفاظ على ارواح الناس وسلامتهم والحرص على أستباب الامن ومعاقبة كل من يخرق القانون ويسعى لألحاق الاذى بالأخرين, فكيف سيكون الحال عندما يتحول رجل الامن الى قاتل ؟ وكيف سيحمي الناس ويحافظ على سلامتهم اذا كان هو نفسه لديه ميول اجرامية؟ فالنتيجة ستكون القتل بدم بارد تحت غطاء الحفاظ على القانون, ففي حادثة غريبة من نوعها على الاوساط الشعبية والرياضية العراقية جريمة كان فيها القتلة ينتمون لجهاز امني ووزراه مهمتها الدفاع عن الناس ,والضحية مواطن ومدرب لنادي رياضي آثر ان يترك رفاهية العيش في الخارج ويعود ليخدم بلده وبالتحديد محافظته , فقبل عدة ايام تعرض مدرب نادي كربلاء الكابتن محمد عباس الى اعتداء اودى في نهاية المطاف الى فقدان حياته من قبل مجموعة من قوات سوات يقدر عددهم اربعين شخصا" , انهالوا عليه بالضرب حتى القوه صريعا" في ارض الملعب , فقد اسرفوا في استخدام القوة وكأنهم في ساحة حرب ويتعاملون مع عدو مدجج بأقوى انواع الاسلحة , فعلى ما يبدو انهم نسوا ان من يتعاملون معهم هم اناس عزل ولا يملكون اي سلاح بل هم نادي رياضي يمثل محافظة كربلاء, ولم يتعرض المدرب لوحده للضرب بل ان اللاعبين والطاقم الاداري جميعا" قد نالوا نصيبهم من الضرب أيضا" ,الا ان المدرب كان الاكثر تضررا" فقد اودى الضرب الى 13 كسر في الجمجمة ,وتمزق في قسم من انسجة الدماغ وعطل في احدى الكليتين, وتكسير للأطراف , ولم يكتفوا بضربه فحسب بل انهم رفضوا نقله الى المستشفى وبعد ان بقي ينزف على الارض لمدة 11 دقيقة نقل الى المستشفى وكان الضرب مستمرا" حتى وهو في السيارة في طريقه الى المستشفى! قتل بدم بارد وازهاق نفس بريئة ,وتفنن في الحاق الاذى بإنسان اعزل اراد ان يخدم وطنه رغم انه كان يعيش في هولندا ويحمل الجنسية الهولندية , ورغم ذلك كله ترك هولندا وتوجه للعراق ليشرف على تدريب نادي كربلاء, نعم فهذا جزاء من يسعى لخدمة بلده في العراق , لو كان محمد عباس لصا" او احد المفسدين لما تعرض لكل ذلك , بل لكان احد الابطال القنوات الفضائية ممن يدعون الوطنية ليلا" ويسرقون نهارا" , وعلى ما يبدو ان القضية ككل القضايا في العراق تتعرض لمحاولة تسويف ومحاولة تبرئة الجناة فحسب المعلومات ان القوة اقدمت على ضرب المدرب الراحل كان قوامها 40 شخصا" الا أن المجموعة لم تعتقل بأكملها بل 3منهم فقط , وان الضابط المسؤول عن الاعتداء ليس من ضمنهم ايضا" لأنه من اقارب رئيس الوزراء حسب ما أفادت بعض الانباء , فكيف يصبح القاتل حارسا" على ارواح الناس ؟ وكيف ينتمي مثل هؤلاء الى اجهزة امنية ؟ ولماذا هذا السكوت والسعي للتسويف والمماطلة من اجل انصاف المجرم وتبرئته على حساب الضحية؟ سيبقى فقيد الرياضة الكابتن محمد عباس شاهدا" على دعاة القانون وهم يخرقون القانون في وضح النهار , وستبقى دمائه البريئة التي سالت على ارض الملعب وصمة عار على القتلة وعلى كل من يسعى للتستر عليهم ودليلا" على مدى الاستهانة بالدم العراقي .
https://telegram.me/buratha