المقالات

وصمة عار

541 21:30:00 2013-07-05

مديحة الربيعي

من البديهي ان يكون دور رجل الامن الحفاظ على ارواح الناس وسلامتهم والحرص على أستباب الامن ومعاقبة كل من يخرق القانون ويسعى لألحاق الاذى بالأخرين, فكيف سيكون الحال عندما يتحول رجل الامن الى قاتل ؟ وكيف سيحمي الناس ويحافظ على سلامتهم اذا كان هو نفسه لديه ميول اجرامية؟ فالنتيجة ستكون القتل بدم بارد تحت غطاء الحفاظ على القانون, ففي حادثة غريبة من نوعها على الاوساط الشعبية والرياضية العراقية جريمة كان فيها القتلة ينتمون لجهاز امني ووزراه مهمتها الدفاع عن الناس ,والضحية مواطن ومدرب لنادي رياضي آثر ان يترك رفاهية العيش في الخارج ويعود ليخدم بلده وبالتحديد محافظته , فقبل عدة ايام تعرض مدرب نادي كربلاء الكابتن محمد عباس الى اعتداء اودى في نهاية المطاف الى فقدان حياته من قبل مجموعة من قوات سوات يقدر عددهم اربعين شخصا" , انهالوا عليه بالضرب حتى القوه صريعا" في ارض الملعب , فقد اسرفوا في استخدام القوة وكأنهم في ساحة حرب ويتعاملون مع عدو مدجج بأقوى انواع الاسلحة , فعلى ما يبدو انهم نسوا ان من يتعاملون معهم هم اناس عزل ولا يملكون اي سلاح بل هم نادي رياضي يمثل محافظة كربلاء, ولم يتعرض المدرب لوحده للضرب بل ان اللاعبين والطاقم الاداري جميعا" قد نالوا نصيبهم من الضرب أيضا" ,الا ان المدرب كان الاكثر تضررا" فقد اودى الضرب الى 13 كسر في الجمجمة ,وتمزق في قسم من انسجة الدماغ وعطل في احدى الكليتين, وتكسير للأطراف , ولم يكتفوا بضربه فحسب بل انهم رفضوا نقله الى المستشفى وبعد ان بقي ينزف على الارض لمدة 11 دقيقة نقل الى المستشفى وكان الضرب مستمرا" حتى وهو في السيارة في طريقه الى المستشفى! قتل بدم بارد وازهاق نفس بريئة ,وتفنن في الحاق الاذى بإنسان اعزل اراد ان يخدم وطنه رغم انه كان يعيش في هولندا ويحمل الجنسية الهولندية , ورغم ذلك كله ترك هولندا وتوجه للعراق ليشرف على تدريب نادي كربلاء, نعم فهذا جزاء من يسعى لخدمة بلده في العراق , لو كان محمد عباس لصا" او احد المفسدين لما تعرض لكل ذلك , بل لكان احد الابطال القنوات الفضائية ممن يدعون الوطنية ليلا" ويسرقون نهارا" , وعلى ما يبدو ان القضية ككل القضايا في العراق تتعرض لمحاولة تسويف ومحاولة تبرئة الجناة فحسب المعلومات ان القوة اقدمت على ضرب المدرب الراحل كان قوامها 40 شخصا" الا أن المجموعة لم تعتقل بأكملها بل 3منهم فقط , وان الضابط المسؤول عن الاعتداء ليس من ضمنهم ايضا" لأنه من اقارب رئيس الوزراء حسب ما أفادت بعض الانباء , فكيف يصبح القاتل حارسا" على ارواح الناس ؟ وكيف ينتمي مثل هؤلاء الى اجهزة امنية ؟ ولماذا هذا السكوت والسعي للتسويف والمماطلة من اجل انصاف المجرم وتبرئته على حساب الضحية؟ سيبقى فقيد الرياضة الكابتن محمد عباس شاهدا" على دعاة القانون وهم يخرقون القانون في وضح النهار , وستبقى دمائه البريئة التي سالت على ارض الملعب وصمة عار على القتلة وعلى كل من يسعى للتستر عليهم ودليلا" على مدى الاستهانة بالدم العراقي .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Samar Kassim
2013-07-06
انا لله وانا اليه راجعون ..من سيتحمل مسؤولية قتل مدرب نادي كربلاء...لا احد وستضيع جريمة قتله كما تضيع عشرات الجرائم يوميا...الله يصبر اهله وينتقم من قاتليه!!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك