ابو هاني الشمري
مستثمر عراقي قضى شطرا طويلا من عمره في هذه الدولة العربانية وبنى فيها مجموعة من المصانع دعمت هذا البلد بكل ما تريده من منتجات تدخل في مختلف مجالات الحياة وشغّلت العشرات من العمال ورفدت خزينة البلد بمبالغ طائلة من الاموال اصبح اليوم مهدداً بضرورة مغادرة الدولة وترك كل ما خلّفه وراءه من منشآت ومصانع وأملاك.
قانون الامارات لا يبيح لاحد أن يستثمر في أي مجال بدون وجود شريك اماراتي له اليد العليا في كل شئ بل أن اغلب المستثمرين يسجلون مشاريعهم بأسم مواطن إماراتي للتخلص من مشاكل القانون ويتركون لانفسهم ادارة مشاريعهم. والاقامة في الامارات لا تتم الا عن طريق دعوة من مواطن او شركة لكي يسمح للوافد بالاقامة , أي أن مصير الوافدين بيد المواطنين والشركات, إن شائوا أبقوهم وإن شائوا الغوا اقاماتهم وليست من واجب الدولة, بينما بعض المواطنين والشركات تمنح الوافد الذي ينتهي عمله معها فترة زمنية لكي يستطيع أن يجد عمل في مكان آخر كي يستطيع نقل اقامته الى رب عمله الجديد ولا علاقة للدولة في هذه المسائل سوى تدقيق ما يتعلق بالقضايا الامنية للدولة ونقل الاقامة فقط.منذ ما يقارب الاربع سنوات كتبنا عن موضوع قيام دولة الامارات بإلغاء اقامة العراقيين من اتباع مذهب اهل البيت حصراً وبدون سابق إنذار حتى للشركات والمؤسسات والمعامل التي يعملون بها ووجهنا رسالتنا الى وزارة الخارجية العراقية مباشرة ولكن (اسمعت لو ناديت حيّاً) فيبدو أن العراقي لا رجال دولة له يتابعون مشاكله وإنما هنالك مجموعة من اللصوص يسرقونه ويسرقون مناصب الدولة التي عينهم فيها ليس أكثر:http://burathanews.com/news/74663.htmlيأتي اتصال هاتفي الى الشخص من قبل الاجهزة الامنية الاماراتية ويقول له "تعال الينا في بعض الامور لكي نتكلم معك فيها" فيأخذون منه جواز سفره ومن بعدها يطلبون منه أن يذهب ليقطع تذكرة سفر خلال اسبوع ومن ثم يرسلون مندوبا عنهم يسلمه جواز سفره عند باب الطائرة.سبب هذا الاجراء غير معروف رغم أن الكثير من الاشخاص الذين الغيت اقاماتهم مستثمرين وأطباء ومهندسين ويعملون بجد واجتهاد في العديد من المواقع التي أفادت الامارات بشكل كبير ورغم عدم علم اصحاب الشركات او المكاتب التي يعملون بها بقرارات الغاء الاقامة التي تفعلها الدوائر الامنية ضد منتسبي تلك الشركات من العراقيين.تصوروا أن شخص قضى اكثر من عشر سنوات في الامارات بل بعضهم قضى اكثر من عشرين عاما فيها يتم ترحيله خلال اسبوع واحد وهناك أموال ومتعلقات لا يمكن ان نلمَّ بها ونحصرها كلها لان كل شخص له خصوصيته ومتعلقاته. فمن بين تلك الامور ابناء الشخص الذين يدرسون في مدارس وجامعات الدولة, ومن بينها الاموال والممتلكات التي لديه وارتباطاته المصرفية وكيف سيتم تصفيتها في اقل من سبعة ايام ومنهم وكما اشرنا اصحاب مصانع وشركات وتجارة!!!.اتصلت دائرة الامن بأحدهم ولما ذهب اليهم أمروه بمغادرة البلد خلال اسبوع وهو شاب في مقتبل العمر تخرج للتو من احد جامعات الامارات وقضى عمره في هذه الدولة ومعه والده ووالدته وجميع عائلته, اتصل به والده بعد أن عرف أن الامن قد طلبه فكان جواب الابن ((طلبوا مني مغادرة البلد خلال سبعة ايام)) لماذا ((لانني شيعي !!!)).رجع هذا الشاب الى العراق وبقيت عائلته واهله في الامارات لانهم عاشوا جل حياتهم هناك وهم يعملون بمهنة تقدم الفائدة للكثير من اهل ذلك البلد أي انهم قاموا بتفريق العائلة الواحدة عن بعضها البعض!!.التقيت والد هذا الشاب وقال لي بالحرف الواحد ((أنه يتوقع أن أي اتصال هاتفي على تلفونه النقال يعني تبليغ من دائرة الامن بمغادرة البلد خلال اسبوع)).رجل عراقي آخر يعمل في أحد المصانع استدعته دائرة الامن وطلبت منه أن يجلب جميع جوازات السفر الخاصة بعائلته معه , ولما وصل الدائرة أخذوا جميع الجوازات منه ... معاناة هذا الرجل تكمن في أن عائلته تسكن في منطقة البريمي التابعة لسلطنة عمان بسبب رخص بدلات ايجار الدور في هذه المنطقة وهو يعمل في مدينة العين التابعة للامارات, وطريقة عبور الناس بين هاتين المدينتين المتجاورتين من المنطقة الحدودية بين الدولتين تتم بواسطة جوازات السفر وبذلك اصبح هذا الرجل لا يستطيع أن يصل الى عائلته, ولا عائلته تستطيع أن تعبر اليه لأن الجوازات لدى الدوائر الامنية لمدينة العين !!!. هو اليوم يعيش في مكتب لشركة احد الاخوة العراقيين حتى يحل الله مشكلته والظلم الذي وقع عليه من هذه الدولة التي يبدو انها استعجلت زوالها (لأن دولة الظلم لا تدوم).هنالك العشرات بل المئات من القصص المؤلمة التي تعرض لها ويتعرض لها اتباع مذهب اهل البيت حتى كتابة هذه السطور فبعضها حصل فيه تفرق في العائلة الواحدة ففرقوا الزوج عن زوجته بعد أن الغوا اقامة الزوج وأبقوا على اقامة الزوجة والكثير الكثير ممن لا يمكنني حصره.جميع العراقيون من معتنقي مذهب أهل البيت يعانون اليوم ويعيشون حالة من الرعب بسبب هذه الاجراءات التعسفية التي تستخدمها الجهات الامنية في الامارت بل وأكثر من ذلك لأن كل شخص يتم الغاء تأشيرة إقامته من الدولة يتم حرمانه من دخول جميع دول مجلس التعاون الخليجي بعد أن يدرج في الشبكة الموحدة للدول الست وكأنه مريض بمرض معدي سوف ينتقل الى الدول الاخرى!!.هذا الظلم الذي طال العراقيون في دولة الامارات ويطالهم منذ سنوات عديدة وبشكل ممنهج يقابل بفتور ولا مبالاة من قبل وزارة خارجيتنا ووزيرها فلتة زمانه الذي وكما يبدو أنه (لا يهش ولا يبش) وكأن الامر لايعنيه بل والأعجب من ذلك هو الصمت المريب لسفير العراق المبجل الذي كما يبدو انه مضطجع في كهف ونائم نومته التي ستطول ثلاثمئة سنيناً وستزداد تسعا (حسب التقويم الهجري) بل وأقسى من ذلك هو المعاناة التي يواجهها العراقيون خلال مراجعتهم لهذه السفارة الموجودة في (ابو ظبي) او للقنصلية في دبي من اجل تصديق ورقة او انجاز معاملة مستعجلة ليجدوا طوابير الناس الذين ينتظرون رحمة احد الموظفين في هذا المبنى الدبلوماسي الذي افتتح لخدمة العراقيين لا اذلالهم وزيادة معاناتهم..مئات العراقيين خسروا كل ما جمعوه في سنينهم تلك وصرفوا عليه حياتهم وفي جميع الامارات السبع لهذه الدولة الاعرابية الظالمة من اموال حاولوا جمعها بجد وشرف ليجدوا انفسهم يعطونها (بلاش) أو يتركونها ورائهم بعد قرار الجهات الامنية في دائرة الهجرة التي تقضي بمغادرة البلد خلال اسبوع بحق اتباع مذهب أهل البيت ليعودوا صفر اليدين الى بلدهم العراق بعد أن خسروا سني شبابهم وهم يجاهدون من أجل لقمة عيش شريفة تغنيهم الحاجة الى الناس. دولة الظلم لا تدوم ياقادة الامارات العربية المتحدة الجدد ... رحم الله الشيخ زايد فقد كان بعيد الرؤيا سمح كريم صنع لكم بلد كان عليكم أن تسيروا بنهجه لكي تحفظوه من الشرور... أما وأنكم بدأتم بالظلم والبغي على اخوتكم من المسلمين والعرب من الذين بذلوا جهودهم في صناعة هذا البلد ممن وفدوا عليكم من البلدان الاخرى بسبب تعصب طائفي جلبه لكم مرضى عقليون من دول مجاورة فستعلمون أن دعوة المظلوم هي دعوة ليس بينها وبين الله حجاب.في أي بلد أوروبي تمنح الجنسية للشخص الذي يمكث فيه عدد معين من السنين ويصبح مواطنا حاله كحال اي شخص في ذلك البلد , بينما يطرد الشخص الذي يصرف عمره في بناء اي بلد خليجي (لانه شيعي) كمكافأة عن الخدمة التي بذلها لهذه الدولة العربانية أو تلك ... الدول الاوروبية دول مسيحية المعتقد بينما دول العربان العربية اسلامية المعتقد كما تدعي ونبي الاسلام صلوات الله عليه يقول (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ, لَا يَظْلِمُهُ, وَلَا يُسْلِمُهُ, وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ, كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ, وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً, فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ, وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا, سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) وشتان ما بين من لبس زي الاسلام وأطال لحيته نفاقاً وكذباً وهو بعد المشرقين عنه, وبين من طبق قانون الاسلام وليس هو بمسلم.
https://telegram.me/buratha