المقالات

ما الذي يدفع الحرب الأهلية الوشيكة؟!

665 18:02:00 2013-07-06

بقلم/ ضياء المحسن

تختلف الحرب الأهلية عن الحرب الطائفية، من حيث الأهداف والأساليب المستخدمة فيهما الحرب الأهلية، هي قتال داخلي منظم ومخطط له، وله أهداف سياسية يسعى لتحقيقها من خلال سيطرته على السلطة أو التحكم بجزء من الدولة والهيمنة على موارده، من قبيل الحرب الأهلية الأمريكية 1861 ـ 1865، والحرب الأهلية اللبنانية 1975 ـ 1989، والحرب الأهلية في يوغسلافيا 1992 ـ 1994

الحرب الطائفية، تأخذ طابعا دينيا صرفا، وهي حرب داخلية منظمة ومخطط لها للسيطرة على الحكم أو فصل جزء من الدولة، وتأخذ طابع التصفية الجسدية والتطهير الديني والمذهبي، ومن أمثلة الحروب الطائفية الحروب الصليبية العشرة 1091 ـ 1571 و الحروب المذهبية بين السنة والشيعة و الحرب بين البروتستانت والكاثوليك في أيرلندا الشمالية

خلال فترة حكمه، لعب صدام حسين بالورقة الطائفية بصورة غير مباشرة من خلال تقريبه لبعض العشائر على حساب البعض؛ حتى أنه إستخدم بعض العشائر السُنية تحديدا لضرب عشائر سنية أخرى عارضت أو لم يوافق وجهائها على سياساته

المتتبع لمسار العملية السياسية بعد التغيير في نيسان 2003، يشخص طبيعة التوليفة التي يتكون منها النسيج العراقي؛ والتي أنتجت لنا شكل النظام الجديد، فغالبية سكان البلد من العرب، والأكراد الذين يمثلون القومية الثانية؛ بالإضافة الى التركمان والأشور والأرمن والشركس، يمثل الشيعة 65%من السكان، 32% سُنة، بينما يمثل المسيحيون والصابئة المندائيون والأيزيديون حوالي 3%، وهو نسيج إجتماعي متعايش مع بعضه البعض منذ مئات السنين، وترتبط العوائل العراقية فيما بينها بأواصر قوية عن طريق الزواج فيما بين البيوتات العراقية المعروفة

يؤخذ على العملية السياسية في العراق، أنها بُنْيَتْ على أساس طائفي وقومي، على عكس ما كانت تسير عليه الدولة العراقية منذ تأسيسها سنة 1921 حيث أخذ الطابع القومي منحىً كبيرا في سياستها العامة ( دفاعهم عن فلسطين 1948 وخروج تظاهرات أثناء العدوان الثلاثي سنة 1956 ومساندتهم للشعب الجزائري في مقاومتهم للإحتلال الفرنسي)

هذه المحاصصة أخلّت بالأيديولوجية القومية التي كانت تسير عليها الدولة العراقية منذ تأسيسها. وعلى الرغم من أن أطراف هذه المحاصصة متمسكون بها ومستفيدون منها، إلا أن شرائح معينة في المجتمع العراقي، ليست بالضرورة طائفية أو قومية أو مناطقية بل سياسية، لم تنسجم مع النظام الجديد بسبب الأخطاء التي ارتكبها الأمريكيون وعدم تمكن من جاء بعدهم من إصلاح تلك الأخطاء ومحاولة لم الشمل والتعامل مع الجميع على أساس عادل.

الإحتجاجات القائمة بدأت على أثر التعرض لبعض السجينات وإساة معاملتهن، بعدها تطور الأمر بإعتقال مجموعة من حمايات القيادي في القائمة العراقية الوزير رافع العيساوي، ومطالبة المتظاهرين بالعمل على تحسين الأوضاع المعيشية للعراقيين؛ وهي مطالب لاتستثني مكون معين. إذن لا يمكن القول بأن هناك صراع شيعي سُني لأن جميع الأطراف إكتوت بشرار هذا الصراع ما بين العامين 2005 و2007 ولن يسمحوا لأحد بجرهم إليه، ويردد العراقيون دائما شعار " إخوان سُنة وشيعة.. هذا البلد ما نبيعه"

بلحاظ الأجواء الطيبة التي أشاعها الإجتماع الرمزي الذي دعا إليه السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، والمصالحة التي جرت بين رئيسي السلطتين التنفيذية والتشريعية؛ والتي نأمل من السياسيين إستثمار هذه الأجواء للإلتفات الى المطالب المشروعة للمتظاهرين وتلبيتها لسحب البساط من تحت أقدام البعض الذين يراهنون على تلك التظاهرات لتنفيذ أجندات خارجية بعدما تبين أن كثير من الأوراق إحترقت لجر البلد لحرب طائفية تذهب لتقسيمه الى كانتونات صغيرة

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك