المقالات

عسكر وديمقراطية..!

433 20:23:00 2013-07-06

 

مع أننا كلنا لا يمكننا إخفاء رضانا عما حدث في مصر قبل عدة أيام، من إندحار تمناه الجميع لنظام حكم الأخوان المسلمين فيها، إلا أن هذا الإندحار يحمل وجها آخر يتعين الوقوف عنده والتحسب لتداعياته..

فالمصريين الذين يوصفون دوما بأنهم متدينون بالعادة، دفعهم تدينهم الطبيعي الى إعطاء الأخوان المسلمين نسبة من أصواتهم  أهلتهم الى أن يعتلون سدة الحكم، وكانت النسبة لا تزيد عن 50% من الناخبين  وليس كل المصريين، وهذه نقطة مهمة أيضا في التفكير، ولكن الأخوان وخلال أقل من سنة خذلوا الشعب المتدين تدينا طبيعيا، وكفّروا من لم ينتخبهم، وأصبح ثلاثة أرباع الشعب المصري البالغ تعداده أكثر من 75 مليون مواطن كفار بنظر الأخوان المسلمين، أي أن أكثر من 50 مليون مصري يجب إرسالهم الى النار وجهنم وبئس المصير كما قال أحد مشايخ الأخوان ...

وكان على  هؤلاء الـ 50 مليون مصري ـ على الأقل ـ الدفاع عن وجودهم، ولذلك خرجوا لتصحيح المسار الديمقراطي، فالديمقراطية ليست عسلا دائما، وهي ولّادة للمشكلات كما هو حاصل عندنا، وهي مليئة بالحفر والمطبات، والحيل والخدع والألاعيب، وأبسط مثال قريب على ألاعيب الديمقراطية هو مثال السانت ليغو، فرية توزيع المقاعد في إنتخابات مجالس المحافظات العراقية..هذه الفرية التي سرقت أصوات الكبار وأعطتها للصغار الذين تلاعبوا بمقدرات تحالفات ما بعد الأنتخابات..

لقد إستطردنا كثيرا وجرنا الحديث الى خارج صلب موضوعنا، لكن هذه هي السياسة توهان دائم يتعين الخروج من تيهه بالانتباه لمطباته وتسويتها..وخروج المصريين بمعونة العسكر لتصحيح المسار من هذا النمط من عمليات تصحيح المسار..

العسكر ...العسكر...آه من العسكر..، العسكر المصري مضى عليهم أكثر من ستين عاما وهم يديرون الحياة السياسية في مصر..وهم في هذا الموضوع حالهم حال بقية العسكر في البلاد العربية، أداة حكم وأداة حماية الحكم الذي يديرونه، وهو حال تشترك فيه معظم دول العالم الثالث، والتاريخ القريب يذكرنا بأن العسكر التركي المدعوم من الغرب الديمقراطي أنقلب 4 مرّات على خيارات الشعب الديمقراطية..!، ومثله فعلها الجيش الجزائري بانقلابه على الإسلاميّين، بعد أن فازوا في الانتخابات وتسبّب حينها بإشعال فتيل الحرب الأهليّة، ولن يكون من الميسور تجاوز هذه الحالة لسبب بسيط هو أن مفهوم القوة في العالم الثالث يستمد من قوة الذراع والسلاح، لا من من قوة العقل والحجة والإقناع، ولا من قوة إشاعة حرية الرأي وإحترام المعتقد والحفاظ على الحقوق وصيانة الكرامة الأنسانية وتثبيت قيم العدالة...

كلام قبل السلام: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} (يوسف: 21).

 

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم العجرش
2013-07-07
ايها العزيز الأستاذ الزيدي : أجدني عاجزا عن الشكر على إطرائك لي وأنا لست كاتبا بعد بل كويتب إن صح الوصف
SAAD AL-ZAIDY
2013-07-07
دائما قلمك في كبد الحقيقة لأنك تعيشعا مع جماهيرك وهذا هو الفرق بين الكاتب المقيد بسياسة حزب والكاتب الجماهيري فأنت تكتب وأنت جالس بين جماهيرك وحتى ليس في مكتب الصحيفة أو القناة . وهنا أنقل لك قول احدهم ليس بالنص ولكن بالمعنى (أن الاخوان معارضين جيدين وحكام فاشلين )وسبب ذلك هو أن تكوينهم ناقص فهم تنظيم للتنمية والعدالة وليست للحكم والسياسة لذلك لا يجدون في ادبياتهم ما يفسر كثير من متطلبات السياسة ولا اجابة مقنعة لكثير من المستحدثات خصوصاُ وأنهم قدإتلفوا مع السلفية المكفرة فأصبوا جميعا وجه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك