المقالات

لماذا يطالب البعض بتمرير القوانين بسلة واحدة

614 21:36:00 2013-07-06

حيدر عباس النداوي

نسمع بين فترة وأخرى مصطلح السلة الواحدة ضمن أدبيات مجلس النواب والذي يعني تمرير أكثر من قانون من قبل أعضاء مجلس النواب دفعة واحدة والتصويت عليهما وهو عرف جرى العمل به في العراق حصرا مثله مثل الكثير من الاكتشافات التي ظهرت على يد حكومة الشراكة الوطنية وحكومة السيد المالكي في دورته السابقة ومن المتوقع ان يستمر هذا العرف الى نهاية الدورة الحالية وربما الى الدورات الأخرى لان هذا المصطلح محكوم بالتوافقات والحصص ونسبة الوجود.وتمرير القوانين بسلة واحدة عرف سيء بكل الاحوال ويخبأ تحته الكثير من العيوب والثغرات ويكشف عن حقيقة مؤلمة تتعلق بالولاء والانتماء والمصلحة الشخصية والحزبية والانتماءات الضيقة لان هذا المصطلح مرادف لكل العناوين السيئة والضيقة وهذا المصطلح ما كان له ان يظهر ويتطور ويتم العمل به لو ان مجلس النواب واعضائه يوحدهم الانتماء الى العراق وشعب العراق بل ان ما يحرك هذا الفكر هو المصالح الشخصية والحزبية اضيفة لها المصالح الطائفية والقومية وهذا التصنيف يمثل انتكاسة كبيرة في فكر المشرع العراقي لانه ينطلق من زوايا ونظرات ضيقة يفترض ان تتدحرج امام النظرة الشمولية لمصلحة الوطن والمواطن.ومن مصاديق سوء هذا الفكر وعدم التوافق عليه هو ان واجهات وقطاعات كبيرة من الشعب العراقي ترفض العمل بمثل هذا المبدا بقرينة رفض المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف وعدد من المكونات السياسية والأحزاب المهمة والمؤثرة والمؤسسات الاكاديمية للتعامل بهذه السلة التي تخبا داخلها الكثير من المصائب والمصالح الفئوية والضيقة.ان تفكيك الملفات وطرحها على مجلس النواب ودراستها واستيفاء شروطها ومطابقتها للمصالح الوطنية العليا يجب ان يكون هو المعيار الاوحد لرفض او قبول هذا القانون او ذاك لان أعضاء مجلس النواب يفترض بهم ان يمثلوا جميع ابناء الشعب العراقي ولا يمثلوا طيفا او فصيلا معينا وبالتالي فان المشاريع المراد التصويت عليها يجب ان تاخذ بنظر الاعتبار الشمولية والفائدة المرجوة لجميع العراقيين.ان مطالبة البعض بتمرير القوانين بسلة واحدة يمثل وقاحة واستهتار وانعدام الشعور بالمسؤولية بل ان من يدعوا الى هذا المنهج انما يدعوا الى دق اسفين الخلاف والتكالب على المصالح والاستعداء وتفضيل طرف على طرف اخر وهذه المسميات كلها مرفوضة ولا تتماشى مع منهج بناء الدولة المدنية المتحضرة بل تكرس لمنهج الإقصاء والتهميش والكراهية طالما ان المصلحة الشخصية والحزبية والطائفية هي المحرك والموجه.ان علينا ان لا نذهب دائما باتجاه المنزلقات الخطيرة بحجج واهية لا تصمد طويلا امام الواقع حتى لا نسير فيما بعد كليا الى الهاوية بل علينا ان نمنع التسربات والمنزلقات منذ البداية لان علاجها يكون اسهل بكثير مما لو تم السير فيها وتعميمها كتجربة فاشلة لهذا علينا ان نلغي كلمة سلة واحدة نهائيا من قاموس التشريع في ادبيات مجلس النواب.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك