المقالات

أبناء الناصرية ... يبكون دماً

525 13:01:00 2013-07-07

الحاج هادي العكيلي

قد يتسأل القارىء الكريم ، لماذا أبناء الناصرية يبكون دماً ؟!! هل على الشهداء والجرحى الذين سقطوا في التفجيرات الاخيرة ؟!! أم على حظهم العاثر بتشكيل حكومة ميتة ضعيفة بنيت على المنافع الشخصية وتقسيم كعكة الحكومة وفق الاغراءات بالمناصب والرشاوي . بالتأكيد يبكون على الحالتين ، حالة سقوط الشهداء الابرياء من أبناء مدينتهم ، فقد ذهبوا الى مثواهم الاخير بالقرب من حاكم عادل رحيم ، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون . أما البكاء الاشد هو يوم تشكيل الحكومة المحلية الجديدة في المحافظة واعلانها عن طريق الفضائيات والاذاعات ، فكان الاستغراب والتعجب يصاحبه أحياناً البكاء على طبيعة الحكومة المشكلة وعلى الشخصيات التي تقود المحافظة لاربع سنوات القادمة . أنه زلزال أصاب المحافظة فخرجوا ابناء المحافظة يتصارخون كلاً على شاكلته ويقولون ما هذا الذي حدث في المحافظة ؟ لقد أصابهم الخوف والذعر من تلك الكارثة التي حلت على المحافظة ، ويتسائلون من الذي يحدث ؟!! هل هذه الحكومة التي كنا نطمح من تشكليها ؟ بعد أن عشنا حكومة ضعيفة لمدة أربع سنوات لم تقدم للمواطن الذيقاري أي خدمة عدا الوعود الكاذبة وصرف مليارات الدنانير على مشاريع رديئة أعطيت لشركات غير رصينة لكون أصحابها محسوبين على بعض التيارات السياسية الحاكمة في المحافظة . وها هم أبناء الناصرية على مختلف ثقافاتهم يعلنون ويرفضون ويستاءون من تسمية يحيى الناصري نجل رجل الدين محمد باقر الناصري محافظاً لذي قار . فقد تم أختياره لانه أبن محمد باقر الناصري ولم يكن أنه تسلم أية مسؤولية طوال حياته ولا يملك خبرة تؤهله لقيادة المحافظة لكونه قضى سنين طويلة من حياته خارج البلاد . لقد مرت الناصرية بنفس السيناريو عندما تم تنصيب المحافظ السابق طالب الحسن ، فبين ليلة وضحاها جيء به من أستراليا ليكون محافظاً لذي قار دون أن يدخل في المعترك الانتخابي وقد عانت المحافظة في زمانه من قلة الخدمات وتفشي الفساد وغياب التخطيط السليم ودفع المواطن الثمن نتيجة مثل هكذا قرارات .و قد اعتبر عدد من المثقفين أن تسلم منصب المحافظ لرجل دين متشدد يعد تغييراً لصبغة المحافظة التي عرفت على أنها مدينة الادب والفن والحضارة فضلاً عن كونه سلب لارادة الناخب الذي وضع ثقته بأناس أبعدوا عن هذا المنصب رغم حصولهم على أصوات تؤهلهم لذلك .حيث طالب بعضهم بجمع تواقيع أبناء الناصرية لمنع الناصري من الوصول الى السلطة ،وطالبوه بعدم القبول بهذا المنصب الذي خضع لمزايدات سياسية حتى تمخض عن تعينيه علماً أنه لا يعرف أنه أداري ناجح وميداني ، وان الحكومة الحالية سياسية وليست خدمية ، وتمنوا ان تكون الحكومة خدمية من أجل الارتقاء بواقع المحافظة المخجل ، سيما أن وزارة التخطيط قد وضعت المحافظة في مرتبة ثاني أفقر محافظة في العراق . واليوم أبناء الناصرية على مختلف مستوياتهم من رجال ونساء ، وشيوخ وشباب واطفال ينضمون تظاهراتهم المستمرة تنديداً بتشكيل الحكومة الحالية التي بنيت على المصالح النفعية الشخصية بعيداً كل البعد عن ما يصرح به المنتفعون من أنهم جاءوا لخدمة المدينة وابناءها . فالتظاهرات سوف تستمر وقد تتحول الى اعتصامات الى أن تتحقق اهدافهم بتشكيل حكومة تنظر بعين الاعتبار تقديم الخدمات للمواطنين وليس النظر الى منافعهم الشخصية كما في الحكومة الحالية ليعيدوا الفرحة الى أبناء مدينة الناصرية بعد أن بكوا دماً من تشكيل هذه الحكومة النفعية .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
هدى
2013-07-08
دولة عصابات بكل ماتحمله الكلمه من معاني ودلالات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك