علي لطيف الدراجي
كثيرون هم الذين تحدثوا عن الثورة وكل مايحيط بها فهذا الاديب الالماني جوته يقول ان الثورة الناجحة لاتقوم بسبب أخطاء الناس بل نتيجة لآخطاء الحكومات والسياسي الفرنسي اليكس دو توكوفيل يقول في الثورة كما في الرواية ان أصعب مرحلة هي الخاتمة اما الفيلسوف الاميركي ايريك هوفر فيقول كنا نعتقد أن الثورات هي المسببة للتغيير والحقيقة هي عكس ذلك فان مايمهد الطريق للثورات هو التغيير اما فيديل كاسترو فيقول ان الثورة هي صراع بين الماضي والمستقبل ، والطريق الى انجازها ليس مفروشا بالورود ، ولكن الشعب المصري وضع تعريفاً اخر للثورة وهي ان الثورة التي لاتبدأ بالحب تنتهي بكارثة واي حب هذا الذي يجعل الشباب يتسابقون الى الشهادة ويجعل الامهات تذرف الدموع فوق جثث ابنائها ويجعل السماء تمطر رايات انها بحق ثورة الحب. كان يجب ان يقف العالم بأسره ليشهد غضب البركان وهو ينفض عن نفسه ركام الزمن ويلقي بحممه في كل جانب بعد صراع مرير مع السنة وعقول وافكار ومخططات لاترقى الى تاريخ ضرب بعنفوانه جذور الارض.ان الشعب المصري لم يقم بثورة كان وقودها الغضب العارم في الميادين فحسب وانما غير ابجدية المنهج الديمقراطي الذي تتتباهى به الولايات المتحدة والغرب وخلق حلما وردياً لايروق الا لصناع الحرية وفي الوقت نفسه يقلق مدمنوا الخلود فوق الكراسي.فالغرب هم من ابتدع الصناديق وهم من تحدثوا مراراً وتكراراً عن مايعرف بـــ(pallots instead of pullets) أي اوراق الاقتراع بدلاً من الرصاص وان كانوا هم حكماء الخديعة في هذا المجال الا انهم يقولون وعلينا ان نسمعهم لا ان نتعلم منهم.ويوهمون العالم بشئ اسمه الديمقراطية والسلام وهم في حقيقة الامر رعاة للأرهاب بدرجة امتياز.وكل هذا لم يعد له مكان ولا قيمة ولا حتى جزء من الواقعية امام ثورة المصريين التي الهمت المستضعفين واجبرت الكل على الصمت حيال قوة التصميم على التغيير.واللحظة الاهم التي عبرت عن واقعية الثورة هو دعوتها لما يسموا بــ(الاخوان) للمشاركة في العمل على النهوض بمستقبل البلد وطي صفحة الماضي والتحدث بلهجة الحكمة وهذا مالم يحصل في أي بلد ولن يحصل ابداً.المصريون الان لايكتبون التاريخ بل انهم في قلب التاريخ لأنهم يخوضون تجربة حياة جديدة لم تعهدها اية امة وهذا مااربك حتى صناع الديمقراطية الكاذبة من خلال التخبط الواضح في تصريحاتهم فبعضهم يؤيد والاخر يعارض ومنهم من تحفظ وكلهم عاجزين عن وضع وصف ملائم للشارع المصري ولسان حالهم يقول .. ماذا حصل ؟سؤال يبدو عقيماً ولكن رحم الثورات التي تولد الانتصارات تجيب بصراحة عن فهم خاطئ للديمقراطية بأن الحاكم ليس من حقه ان يبقى في الحكم اربعة او ثمانية سنوات لأن هناك عقد مبرم بين الحاكم والمحكومين لابل عليه ان يدرك بأن تماديه في الحكم واخلاله بالمسؤوليات وابداعه في الاكاذيب يعني ان الشعب سيقول له(out) لقد انتهى الدرس وفي الوقت الذي يختاره المظلومون.وربما يقولون له كما يحلو للمصريين (game over) فقد حان وقت الرحيل وهذا ليس وفق مزاجيات الحاكم لابل وفق مزاجيات القائد الاعلى وهو الشعب.ان الوقت قد ازف وحان موعد الصفاء والبحث عن الذات وعلى الجميع ان يصمت وان ينصت لأن الكلام الان فقط للشعب الذي قهر المستحيل وكبل نوايا الجلادين وهو شعب مصر العريق وهم وليس غيرهم من حقهم ان يقولوا هذا هو التاريخ كما يجب ان يكون.
https://telegram.me/buratha