ابو ذر السماوي
انتهت الصراعات السياسية (المفاوضات لتشكيل الحكومات المحلية )على خير وطارت الطيور بارزاقها لتفصح وتكشف عن حالة غريبة وماساوية ..غريبة بان كل حديث الانتخابات والشعارات الانتخابية والمصلحة العامة والوطنية والخدمة تبخرت لتاتي معها المساوية بان تبخرت معها كل امال المواطن بان تتغير الصورة السابقة لمحافظاتهم فلو شاهدنا وبنظرة سريعة مجالس المحافظات الجديدة نجد ان الوجوه القديمة متواجدة بنسبة عالية وكبيرة مما يعني ان المال الانتخابي قد فعل فعله واتى بثماره .....واذا كان خطر هؤلاء قد قل او ربما يكون مقدور عليه كون هنالك وجوه جديدة او ان سنة التغيير قد جرت على اغلبيتهم الا انها لم تكن كذلك بالنسبة للمحافظين او السلطة التنفيذية في المحافظات وهي التي تملك الحل والعقد في تسيير وادارة شؤون المحافظة وهنا استطيع ان اخذ مثالين او اكثر في هذا الموضوع وعند هذه النقطة تحديدا (الناصرية السماوه ديالى الموصل ) وهي مثال حي على الاهمال وتغييب المواطن وخيبة الامل الكبيرة التي مني بها ابناء هذه المحافظات وقد نستطيع تعميم الامر على كل المحافظات ....ما حدث طوال الاربع سنوات الماضية في محافظاتنا هو تسلط دولة القانون في (الناصرية والسماوه) وطغيان العراقية والمطلك او النجيفي في (ديالى الموصل ) وكل الدلائل تؤكد على غياب الخدمة والاهمال الذي تعرضت له تلك المحافظات بحيث اصبح الحديث وعلى سبيل التندر والطرفة محافظات نايمه وغافية وبعيده عن الواقع محافظات تدار بالقدرة او (بالريمونت كانترول من قبل المركز ) وكأن المحافظات ضيعة وملك صرف للمركز او القيادة في بغداد مع الانبطاح والتذلل والفشل والخزي والتبعية من قبل المحافظين وانسحاب القضية على مجلس المحافظة ايضا امام المركز والقيادة ....اربع سنوات كان واقع المحافظات تراجع في تراجع ونقص خدمات استفادت كثيرا منها القنوات الفضائية والاعلام في مليء مساحات بثها وصفحاتها ومصادر الاخبار والتقارير بتغطيات مخزية تهز ضمير كل انسان غيور وربما استفزت المحافظين والمسؤولين في تلك المحافظات بلقاءات مدفوعة الثمن لتزويق وتلميع وجوههم الباهته والمخزية والمخيبة امام ابناء المحافظات ....ان واقع هذه المحافظات (الناصرية السماوه ) كان مختلف في السنوات التي سبقتها على الاقل كان هنالك عمل وحركة ونوع من الرضا وتلبية حاجات المواطن اما في (الموصل وديالى ) فان الحال بقى على ما هو عليه مما اخرج المحافظتين عن دائرة الحسابات طوال الفترة الماضية المهم ان ابناء المحافظات كان على قناعة بان استمرار على هذا الوضع والابقاء على نفس الوجوه يعني الاقرار بالدمار والفساد والخيبة والفشل مما جاء بنتائجه في صناديق الاقتراع بخسارة كبيرة لدولة القانون في (الناصرية والسماوه ) او قوى العراقية المختلفة في (ديالى والموصل ) لكن العجيب ان بقت المحافظات في اسر تلك الوجوه وتحت رحمة نفس الحكومات وتحكمها .....ففي الناصرية بقت كابينة الحكومة المحلية (المحافظ ) بيد التضامن وهو احد مكونات دولة القانون (حزب الدعوة ) كما بقت السماوه بيد نفس المحافظ مع ان اغلبية ابناء المحافظة يعرفون من هو (ابراهيم الميالي ) وكيف تعاملت حكومته مع ملفات المحافظه وواقعها ولم يختلف الامر في ديالى ولا في الموصل والتي بقت تحت رحمة النجيفي وتحالفه مع عصابات القاعدة ....هذا الواقع لم ياتي بسبب الشعبيه او قناعة المواطن او الناخب في هذه المحافظات لكن المال الانتخابي والدفع والحسابات المفتوحة والتي باتت حديث ابناء تلك المحافظات ,فشراء الاصوات ايام الانتخابات ثم الدفع للاعضاء الفائزين كي يصوتوا للبقاء في تلك المناصب كما برزت اموال التجار والمقاولين والتي جاءت داعمه للمحافظين والمنظومة القديمة وهو ما يؤشر على حجم الفساد المالي والاداري مما اسس مافيات وتعاون بين السياسة والمال وصلت قيمة الصوت داخل الصندوق في بعض المحافظات (25الف دينار الى 250الف دينار ) لتصل الى المليون في بعض الحالات اما قيمة المقعد او الصوت داخل مجلس المحافظة لانتخاب المحافظ (فمن 147مليون دينار الى 300 مليون دينار ) ناهيك عن المناصب والتعيينات والهدايا الاخرى واللجان التي سيشغلها في المستقبل والتسهيلات الاخرى .......هنا لانريد ان نقول الا من اين لك هذا اولا ؟واذا وصل الامر والحال الى هذا الحد فمن اين ستسدد كل تلك الاموال والفواتير؟؟!!!!! واذا كانت هذه المعلومات تتداول في الشارع وبات يعلمها الصغير والكبير فاين الجهات المسؤولة عن المحاسبة والتحقيق والمراقبة ؟؟!!! كما ان هذه المعلومات غير خفية عن القيادات في بغداد بل ان بعض المحافظين جاءت بجهود وسعي تلك القيادات ودخولهم في معمعة المفاوضات (المساومات )!!!!!!!! وكله على حساب المواطن والمحافظة والمشروع السياسي في العراق... فمتى سينتهي ملف الفساد في العراق اذا كان الراعي له هو نفس الحكومة بل انها تساهم به وتدفع به ليصل الى مستويات وحدود يصعب التقليل منه ناهيك عن القضاء عليه ؟؟؟ اخيرا باتت المحافظات تدرك بان شيء لن يتغير في هذه الدورة وتحت رعاية وادارة نفس الوجوه فهم يعلمون بان الاخوة في دولة القانون وحزب الدعوة ومتحدون وقوى العراقية سيمضون فترتهم ومرحلتهم بتسديد فواتير وتكاليف الحملة الانتخابية والوفاء بالوعود الانتخابية (الملزمة) وتحقيق وتنفيذ التزامات تشكيل الحكومات (الواهية والكارتونية والوهمية) يضاف الى ذلك صراع الانتخابات البرلمانية وازالة تاثيرات خسارة مجالس المحافظات فحزب الدعوة يعد العدة للعودة للواجهة والانقلاب على قوى دولة القانون والنجيفي يريد مصادرة واختصار كل قوى العراقية به وبمتحدون كما يريد ذلك المطلك ايضا .......
https://telegram.me/buratha