المقالات

الاطاحة بمرسي وتأثيرات ذلك على المنطقة !!

482 19:00:00 2013-07-07

بهاء العراقي

قد تكون المنطلقات الخاطئة التي انطلق منها الاخوان في مصر ودول المنطقة التي شهدت اسقاط انظمة الحكم المتهرئة الهرمة هي السبب وراء انتكاستهم واعتبارهم عدوا او نظاما غير مرغوب فيه وربما ان المشروع القادم الذي يراد له ان يجتاح هذه المنطقة سيكون اكثر عدوانية وتطرفا في تعامله مع الاسلام والقوى الاسلامية التي تسمى بقوى الاسلام السياسي كما كانت الاوضاع سابقا ولربما يعتبر البعض ان الاخفاق الذي صاحب الانظمة الحاكمة التي خلفت الديكتاتوريات كان سببه افتقارها واندفاعها بلا مشروع يدعمها ويقوي وجودها في اوساط المجتمعات التي سقط بنظرها المثال وانتبهت ان لاشيء تغير بواقعها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي عدا استفحال الخلافات وعجز هذه الانظمة عن الاتيان بالحل بل ان بعضها لجا الى نفس ممارسات الانظمة السابقة وزاد عليها وهو يتعامل مع معارضيه ولعل ما قام به الاخوان وهم يقصون حلفائهم من الليبراليين والقوى العاملة الصاعدة والنقابات في انتخابات العام الماضي عندما وقفوا بوجه عودة رموز نظام مبارك كان الخطأ الاكثر فداحة وهو ما دفعهم للتفكير باسقاطهم بنفس الطريقة ومع وجود تكهنات واقاويل هنا وهناك تتحدث عن ارتباط قادة الثورة الجدد بانظمة واجهزة مخابرات اجنبية وهذا ليس بمستبعد كما انه اسلوب متعارف عليه وقد عمل الاخوان بمقتضاه وهم يزيحون مبارك ونظامه حتى سقوطهم فشكلوا محورا مع كلا من قطر والسعودية وتركيا لتصدير ثورتهم الى بلدان اخرى كالجزائر التي فشلوا في اثارة الاوضاع فيها والسودان التي لازالت في دائرة الاهتمام كما انهم تلقوا ضربات موجعة في سوريا التي تعاملت مع القعقعة الاعلامية وجماعات التطرف بحزم ولو مع دعم كبير من قبل روسيا والصين ودول اخرى حليفة للاسد فضلا عن حزب الله وقوى شعبية وجدت في امتداد حكم الاخوان الى سوريا بداية لفتنة لاتبقي ولاتذر لان فكرة التحكم بمقدرات السوريين والتمدد من سوريا شرقا وغربا بنيت على اسس طائفية لا يمكن معها ان يسود التعايش والاختلاف الاثني والمذهبي والقومي سيما وان القوى الداعمة لفكرة ازالة النظام هناك اتبعت اساليب اقل ما يقال عنها انها اجرامية فالترهيب والقتل والتطرف والتكفير ناهيك عن اعمال السلب والاغتصاب والفضائح الاخلاقية والممارسات المتحجرة كلها اسهمت في اندحار هذه الجماعات البائسة القادمة من كل حدب وصوب مدعومة بالمال وفتاوى القتل ليس الا والهدف كان واضحا وازداد اتضاحا يوما بعد اخر وصولا للحظة اعلان مرسي وجماعته والقرضاوي واسياده حربهم على حزب الله ووعيدهم بتصفيته ومن ثم قتل الشهيد حسن شحاته ورفاقه في تلك الواقعة المؤلمة وكل ذلك من دون ان يحرك كثير منهم ساكنا فاستشعر الجميع الخطر لان مرسي من اعلن الحرب بنفسه قافزا على مشاكل داخلية لاحصر لها محاولا بهذا الاعلان تصدير ازماته او التخفيف منها بينما غض الطرف عن افعال حلفائه السلفيين المنكرة بقتل الشيعة في مصر وهم اقلية مسالمة لم تقم بمعاداته او المناداة باسقاطه على الاقل في المرحلة الاولى من تصاعد اصوات معارضيه من هذه القوى التي كانت حليفا داعما له ولتوجهاته في انقاذ الاوضاع والخروج بالبلاد من عنق الزجاجة .. عموما ان مرحلة ما بعد مرسي ستكون مرحلة مريرة وقاسية على المصريين وشعوب المنطقة فالانقسام وعدم وجود رؤية مشتركة للشارع والقوى السياسية القادمة ناهيك عن وجود قوى وجماعات فوضوية متغلغلة في المجتمعات كل ذلك سيدفع بالامور نحو تعقيد المشهد لا حله فمنهم من يرى ان الامر مبرر لان الاخوان ونظامهم كانوا السبب في اشعال الاوضاع وتدهورها بينما يرى انصارهم والمتعاطفين معهم ان الذي حدث كان انقلابا وتنكرا للشرعية واغتيالا للاستحقاق اما البعض الاخر فيرى ان الاخوان ليسوا جديرين بالحكم ولكنهم اليوم جزء من نظام شرعي انتجته الانتخابات ولا يمكن ازالته الا عبرها فهم لايرون في التغيير الذي حصل الا انقلابا عسكريا ولا يمكن تسميته باسم اخر غير الانقلاب وهو ما يفتح الباب امام اسقاط الانظمة المنتخبة التي جاءت بتصويت وتفويض شعبي عبر الانتخابات وقد يكون ذلك كله استفزاز لقوى اسلامية حاكمة سيدفعها لان تكون اكثر حذرا وتمسكا بالسلطة ستقوم بتجييش انصارها وعسكرتهم لئلا يتكرر الوضع وتخرج من المشهد السياسي بلا هيبة واحترام وستعود المنطقة لحكم العسكر وقيادات مرتبطة بالغرب تتآمر بامره على حساب الوطن والشعب وحتى مع دعوات امريكية باعادة السلطة في مصر الى المدنيين من جديد وليس للاخوان حتما فأن المشهد سيبقى غامضا وستكون الحكومة القادمة تحت رحمة وسائل الاعلام وقيادات عسكرية تتحكم بايقاع الحياة السياسية في مصر وفي غيرها ان تجرأ العسكر للقيام بمغامرة جديدة في بلدان اخرى لانتمنى لها عودة انظمة مغلقة يصفق الشعب فيها مجبرا للقائد ولثورته ومجلس قيادة الثورة واعضائه من الاغبياء منتفخي الكروش لان ذلك سيكون انتكاسة وعودة مرة للماضي المليء بالاكاذيب ومصادرة الحريات واغتيال المعارضين والشرفاء .. ختاما للاخوان نقول انتم السبب في كل ذلك لانكم اتبعتم نفس اساليب من سبقكم وتعاملتم مع المواطنين باستعلاء وللعسكر سنكرر نفس الكلام انتم لاتصلحون للسياسة وعليكم ان تفكروا مليا قبل ان تفتحوا ابواب جهنم على هذه الجماهير المسكينة ولهذه الجماهير ينبغي علينا القول لهم احسنوا الاختيار مادام الامر بايديكم حتى الان والا فانكم ستترحمون على حسني ومرسي والقذافي وغيرهم من المتاجرين بالشعارات وان لم تحسنوا الاختيار فليس لكم الا الجلوس في ميادين مصر للتعبير عن رفضكم لمن تختارونهم واحدا بعد الاخر ولكن ليس كل مرة تسلم الجرة كما يقال وربما سيسيطر عليكم اصحاب الشعارات للابد وتضطرون للتسليم والقبول بالامر الواقع بعد ان يكون قد فات الاوان للتغيير !!! ....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك