عبد الخالق الفلاح كاتب واعلامي
لقد احس الشعب المصري مبكراً انه ارتكب خطاءً تاريخياً في اختياره في الانتخابات الاخيرة والتي سبب في وصول الاخوان المسلمين الى سدة الحكم مما ولد الكثير من الكوارث للشعب رغم قصر مدة الحكم الذي ادار فيه الدولة وحكم الشعب المصري بكل اساليب البطش وقد خرج الشعب الى الشوارع ليصحح المسار من جديد في 30 حزيران وسطر ملحمة جديدة تضاف الى تاريخ المشهود في الوقوف بوجه الظلم مطالباً بزوال نظام لحزب اكل عليه الدهر وشرب لايستطيع قيادة نفسه فكيف يستطيع ادارة بلد مثل مصر الكنانة.نعم ان ابناء مصر الحضارة والعلم ةالتاريخ والثقافة والازهر الشريف خرجوا بنبرة واضحة مدوية وهم يهتفون بتصحيح مسارة الثورة التي انحرف بها الاخوان وقال كلمته ((لايمكن اختطاف ثورته )). ثورة شعب يتطلع الى الحرية والانعتاق والعدالة الاجتماعية وروح الديمقراطية التي قدم لها عشرات من الشهداء...الرسالة المصرية تؤكد انه لامجال للعودة الى الوراء لعصور ما قبل التاريخ والاستهتار بحقوقه وارادته ولايمكن السكوت والسماح للقوة الظلامية اوالشمولية للسيطرة على الحرية التي ضحى من اجلها حتى نالها. ان القوة المحركة لهذه الثورة هي الجماهير (انقلاب وارادة شعبية)صمدت سنوات طويلة تحت ظلم حكم حسني مبارك وقد اسهمت وبشكل بطولي وفعال لاسقاطه وهي تظم عشرات من الاحزاب والحركات المعارضة ويقف في مقدمتهم (جبهة الانقاذ الوطني) و قوى كبيرة من الاحزاب المختلفة اليسار واليمين من مصر وشخصيات سياسية معروفة بتاريخها ونضالها ولهم برامج واضحة في حين ان الاخوان المسلمين لم يكن لديهم اي برنامج عمل واضح لانقاذ البلاد من ازاماته التي عصفت به وفي مقدمتها الازمة الاقتصادية الحادة التي ازدادات وتفاقمت كثيراً مع استلام الاخوان ادارة الدولة ولم ينحج الاخوان في المجال السياسي ولم يكم له رؤية استراتيجية واضحة وعجزت لاعادة دور مصر المحوري في الخارطة العربية الذي كان له مشوار طويل ويلعب بالاحداث في المنطقة بشكل مؤثروقطع العلاقات مع سورية مؤشر مهم لفشلهم في ادارة الملفات وارتباطهم بالسياسة الامريكية في المنطقة كما استبدوا بقراراتهم والامتناع عن الحوار مع المعارضة بشكل حقيقي مما ازداد غيض تلك القوى للاستخفاف بهم وتاريخهم واعتبرته انتهاكاً لحقوق الانسان والحريات الاساسية ولقد خالفوا ابسط القيم والمبادئ الاسلامية والانسانية بعد ان تسلطوا على رقاب الشعب وتسلموا الحكم وانكشفت حقائق الافكار السلفية الهدامة التي تستروا تحت عباءتها وارتكبوا الجرائم البشعة التي لايمكن السكوت عنها واثاروا الطائفية الخطرة التي بدأت بواكيراها بقتل عدد من رجال الدين الشيعة مثل العلامة الشيخ حسن شحاته وعدد من انصاره بصورة يندى لها الجبين وعدم اكتراثهم بعواقب تلك الجريمة وعدم اصدار بيان واضح لاستنكار هذه الجريمة من قبل الحكومة مما يؤشر استخفاف الدولة بالجريمة النكراءوالسكوت عنها ولم تبالي بعواقب الامور.لقد خرجت الجماهيرالمصرية بكل اطيافها الى الشارع وصمدت ليلاً ونهاراً حتى استجاب الجيش لصيحات تلك الافواه المتوحدة ليقف مع ابناء الوطن ويعلن ايقاف العمل بالدستور وعزل الرئيس محمد مرسي من منصبه ووضعه تحت الاقامة الجبرية وعلى لسان وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي واستلام رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصورادارة البلد وفق الدستور لحين اجراء الانتخابات وهكذا صحح الشعب المصري مسار ثورته من جديد في 30 من حزيران ...
https://telegram.me/buratha