عبدالله الجيزاني
عندما تكتب عن التأريخ ينبغي أن تبحث عن كل الزوايا، لتُحرز الأمانة فيما تكتب، وتعزز ماتذكر بمصاديق من أرض الواقع.وهذا خلا منه التاريخ الإسلامي في معظم مراحلة، بسبب كتابة التاريخ بنفس الحاكم لنيل رضاه، لهذا اختلط الحابل بالنابل، فضاعت حقوق ودثرت مأثر، وجُمل القبيح وقُبح الجميل، والمؤلم أن هذا التشوية لم يستثني شي، بفضل وعاظ السلاطين وكتاب ديوان الحاكم. وامتنا الإسلامية اكثر ماعانى من ذلك، وبيت الرسالة اكثر من تعرض للدس، نجد الزاما أن يدون التاريخ على شكل يوميات ومراحل تتضمن الوقائع كما هي، خاصة ونحن الأن شهود العصر ونجد من يحاول أن يغير الحقائق، ويبحث عن زوايا ليغير منها ويحرفها عن صورتها الحقيقية. فقد سمعنا من حاول أن يبرء البعث الصدامي من جرائمه، فالمقابر الجماعية مثلاً، يقول قائلهم انها لجنود تم قتلهم من قبل الثوار في الإنتفاضة الشعبانية.وتارة لجنود ايرانيين دخلوا الأراضي العراقية ابان الحرب الظالمة ضد الجمهورية الإسلامية، وكذا الإعدامات التي كان يقوم بها النظام هي لجواسيس أو هاربين عن الخدمة..! ومع الزمن نخشى أن تتمكن الأقلام المجندة أن تجعل هذا الأمر يرسخ في بعض العقول لتأتي السنوات وتصبح حقيقة ماجرى محط نقاش وجدال وبحث عن دلائل لإثبات حقيقة الحقيقة. لتضيع حقبة من الدماء والتضحيات التي بذلها هذا الشعب لغرض التحرر من نير الديكتاتورية والتسلط. وهذا هو الأخر يهدد انجازات وتضحيات المقاومة الإسلامية للإحتلال الامريكي، التي دفع خلالها الشعب دماء طاهرة زكية اجبرت المحتل على الخروج فضلاً عن المقاومة السلمية. ومانخشاه أن تأتي مرحلة لتجير تلك التضحيات أو تغير حقيقتها، لسلب الشعب العراقي تضحياته التي تعددت أشكالها، وتنوعت صورها. وكذا صمود وصبر الشعب العراقي، الذي أفشل كل المحاولات الإقليمية لتنفيذ مشروع الإحتلال الأمريكي في العراق، والقاضي بتغيير شكلي بنظام البعث الصدامي وإبقاء الأمور كما هي، وأستخدم كل الأساليب لتحقيق هذا الهدف من تفجيرات وطائفية وضغط لإفشال مشاريع إعادة الإعمار ونقص الخدمات ونشر الفساد المالي والإداري.للنيل من إصرار هذا الشعب على مشروعه الوطني، وبناء عراق جديد تسودة العدالة بين كل مكونات الشعب العراقي العرقية والأثنية. ولما يأس المستكبر الغربي وذنبه الأقليمي من النيل من هذا الشعب أضطر لإجراء ترتيبات أخراج العراق من تحت طائلة البند السابع، التي صوت عليها مجلس الأمن في نهاية الاسبوع المنصرم. وهنا نثبت حقيقة أن الشعب العراقي أستطاع وباداء مذهل من هزيمة الديكتاتورية البعثية المسنودة دوليا. وايضاً هزم الجبروت الأمريكي ليُجبره على سحب فلولة المهزومة من الأراضي العراقية. وسخرَ هذا الشعب كل مالديه من صبر وصمود، ليدفع الاُمم المتحدة والدول المعنية على إخراج العراق من تحت طائلة البند السابع، وعلى التاريخ ومن يهتم بشأنه ان يثبت هذه الحقيقة للاجيال، قبل ان يتصدى لتشويهها وتغييرها كتاب البلاط.
https://telegram.me/buratha