المقالات

البعث والإحتلال والبند السابع

459 21:05:00 2013-07-07

عبدالله الجيزاني

عندما تكتب عن التأريخ ينبغي أن تبحث عن كل الزوايا، لتُحرز الأمانة فيما تكتب، وتعزز ماتذكر بمصاديق من أرض الواقع.وهذا خلا منه التاريخ الإسلامي في معظم مراحلة، بسبب كتابة التاريخ بنفس الحاكم لنيل رضاه، لهذا اختلط الحابل بالنابل، فضاعت حقوق ودثرت مأثر، وجُمل القبيح وقُبح الجميل، والمؤلم أن هذا التشوية لم يستثني شي، بفضل وعاظ السلاطين وكتاب ديوان الحاكم. وامتنا الإسلامية اكثر ماعانى من ذلك، وبيت الرسالة اكثر من تعرض للدس، نجد الزاما أن يدون التاريخ على شكل يوميات ومراحل تتضمن الوقائع كما هي، خاصة ونحن الأن شهود العصر ونجد من يحاول أن يغير الحقائق، ويبحث عن زوايا ليغير منها ويحرفها عن صورتها الحقيقية. فقد سمعنا من حاول أن يبرء البعث الصدامي من جرائمه، فالمقابر الجماعية مثلاً، يقول قائلهم انها لجنود تم قتلهم من قبل الثوار في الإنتفاضة الشعبانية.وتارة لجنود ايرانيين دخلوا الأراضي العراقية ابان الحرب الظالمة ضد الجمهورية الإسلامية، وكذا الإعدامات التي كان يقوم بها النظام هي لجواسيس أو هاربين عن الخدمة..! ومع الزمن نخشى أن تتمكن الأقلام المجندة أن تجعل هذا الأمر يرسخ في بعض العقول لتأتي السنوات وتصبح حقيقة ماجرى محط نقاش وجدال وبحث عن دلائل لإثبات حقيقة الحقيقة. لتضيع حقبة من الدماء والتضحيات التي بذلها هذا الشعب لغرض التحرر من نير الديكتاتورية والتسلط. وهذا هو الأخر يهدد انجازات وتضحيات المقاومة الإسلامية للإحتلال الامريكي، التي دفع خلالها الشعب دماء طاهرة زكية اجبرت المحتل على الخروج فضلاً عن المقاومة السلمية. ومانخشاه أن تأتي مرحلة لتجير تلك التضحيات أو تغير حقيقتها، لسلب الشعب العراقي تضحياته التي تعددت أشكالها، وتنوعت صورها. وكذا صمود وصبر الشعب العراقي، الذي أفشل كل المحاولات الإقليمية لتنفيذ مشروع الإحتلال الأمريكي في العراق، والقاضي بتغيير شكلي بنظام البعث الصدامي وإبقاء الأمور كما هي، وأستخدم كل الأساليب لتحقيق هذا الهدف من تفجيرات وطائفية وضغط لإفشال مشاريع إعادة الإعمار ونقص الخدمات ونشر الفساد المالي والإداري.للنيل من إصرار هذا الشعب على مشروعه الوطني، وبناء عراق جديد تسودة العدالة بين كل مكونات الشعب العراقي العرقية والأثنية. ولما يأس المستكبر الغربي وذنبه الأقليمي من النيل من هذا الشعب أضطر لإجراء ترتيبات أخراج العراق من تحت طائلة البند السابع، التي صوت عليها مجلس الأمن في نهاية الاسبوع المنصرم. وهنا نثبت حقيقة أن الشعب العراقي أستطاع وباداء مذهل من هزيمة الديكتاتورية البعثية المسنودة دوليا. وايضاً هزم الجبروت الأمريكي ليُجبره على سحب فلولة المهزومة من الأراضي العراقية. وسخرَ هذا الشعب كل مالديه من صبر وصمود، ليدفع الاُمم المتحدة والدول المعنية على إخراج العراق من تحت طائلة البند السابع، وعلى التاريخ ومن يهتم بشأنه ان يثبت هذه الحقيقة للاجيال، قبل ان يتصدى لتشويهها وتغييرها كتاب البلاط.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك