المقالات

ورقة عمل تسلط الضوء على إنشاء وتجهيز غرفة عمليات لإدارة الأزمات في محافظة ألبصره

811 18:37:00 2013-07-08

حمودي جمال الدين

ألمقدمه:يعيش العراق وسط حركة دأبه في عالم يتصف بعدم الثبات والاستقرار, فيخضع جميع مفاصل وعروق حياتنا ألاقتصاديه والسياسية والاجتماعية والثقافية ,تحت تأثير متغيراته وتطوراته السريعة والمتلاحقة, بفعل الكوارث والأزمات ألاقتصاديه والسياسية أو الحروب المصطنعة, أو بفعل الكوارث الطبيعية والصحية التي تخرج عن إرادة الإنسان, ونظرا للاحتكاك المباشر والعلاقة الجدلية التي تربط شعوب العالم ودوله يبعضها, والتي كان للثورة المعلوماتية والتطور التكنولوجي الهائل الذي شهده العالم في أواخر القرن العشرين والذي كان له الأثر البالغ والبين في التقارب والتلاقح بين حضارات العالم ,حيث اختزل ألازمنه والمسافات وجعل من هذا العالم كقرية صغيره تتداخل وتتشابك فيها العروق في نسيج متكامل يسمع فيه حتى وجيب النبضات.ولكون مدينة ألبصره من المدن العراقية الكبرى التي تتميز بمواصفات ومؤهلات تسبغ عليها التفوق والتغلب على بقية المدن العراقية الأخرى.حيث موقعها الجغرافي على رأس الخليج العربي الذي يعتبر المدخل والمنفذ للملاحة البحرية في أعالي البحار, ووصول العراق إلى ممرات وموانئ العالم وشطئانه. ولموقعها المحاذي لثلاث دول إقليميه محيطه بها يمنحها التمتع بمركز تجاري ومنفذ اقتصادي يرد بخيراته وثرواته الكمر كيه والمالية إلى العراق ..ناهيك عن تميزها بالزراعة وإنتاج النمور حيث تتصدر العالم بنوعيته وجودته وإتقان صناعته وكثافة تصديره ,فضلا عن موقعها الدافئ على شاطئان شط العرب وكثرة قنواتها المائية وفروعها خلق من مدينة ألبصره مشتا سياحيا قل نظيره, يرد ثروات جمة للعراق لو استغل بصورة علمية مدروسة ومبرمجه . و لا يخفى ما للثروة السمكية المتنوعة التي تشتهر بها مدينة ألبصره نظرا لإطلالتها على البحر ولكثرة أنهارها .ويبقى النفط عصب الحياة وشريان العراق الاقتصادي الذي يستمد الحياة ويتنفسها من خلاله, حيث تطفو ألبصره على الكنز الهائل من احتياطيات العالم النفطي , ناهيك على ما ينتج ويصدر من خلال موانئها إلى كل الأقطار لهذا يسيل لعاب هذا العالم وتتكالب عليه الإطماع من كل حدب وصوب ولهذا أضحت ألبصره من خلاله إلى إن تكون ساحة صراع وبوابة الحروب التي تعرض لها العراق في كل حقبه التاريخية ..ولايخفى ماللمحافظه من تنوع مذهبي وديني في مجتمع مزركش جميل يفوق مثيلاتها من مدن العراق .ونظرا للعلاقة الجدلية المرتبطة سواء بالأقاليم المحلية أو بالحدود الدولية, وبالاتصالات الكونية مع بقية العالم والتي تنعكس بدورها على الحياة ألعامه في ألمحافظه, حيث تتفاعل وتتأثر بها أو تأثر عليها لذا فهي تكون على مساس وتبادل الأدوار في الأزمات التي تحدث في العالم أو في العراق أو في المنطقة العربية .والأزمات المفتعلة التي تتعرض لها المجتمعات بتنوعها وأزمنتها وأمكنتها ,ماهي إلا نوع من المؤامرات التي تتبع أسلوب الخداع والمكر والدهاء في صناعة الأزمات ,وذلك من خلال فن السيطرة والابتزاز للآخرين وسلب ممتلكاتهم ومواردهم وموارد معيشتهم وعوائلهم وتحقق الإرباح الهائلة لصناع الأزمات وتؤدي إلى الانكماش والتوتر داخل المجتمعات .وبغية تسليط الأضواء على الأزمات الحالية أو المحتملة الحدوث وخاصة في أوضاع السياسية المرتبكة والمتخلخلة التي يعاني منها العراق في الوقت الحاضر والتي تنعكس بالضرورة على مدينة ألبصره.نرتئي إنشاء غرفة عمليات للمحافظة لإدارة الأزمات المحتملة الحدوث أو الحالية وفقا للشروط والمتطلبات التي تستوجبها هذه الغرفة وبما يتناسب مع العصر الحديث وعوامل متغيراته في مواجهة تلك الأزمات .الشروط الواجب توافرها في غرفة الأزمات .31 :إن تعد هذه الغرفة في بناية محكمه رصينة يصعب اختراقها والتغلغل لداخلها من غير المنتسبين لكي تحافظ على السرية والأمان والكتمان في إعمالها وعدم تسرب أي معلومة لخارجها .2:إن تكون واسعة ومريحة تسهل حركة المنتسبين وحرية حركتهم دون معوقات ومشاكل تعيق الحركة .3:إن تجهز بأجهزة حديثه من الحاسبات الالكترونية والكومبيوترات المتطورة ونظم الاتصال كالانترنيت والراديو السلكي واللاسلكي وأجهزة الهاتف النقال والأرضي .4: تزود هذه الغرفة بالخرائط ووسائل الإيضاح المصورة والملونة و ألمجسمه الضرورية لمحافظة ألبصره يبين فيها مواقع المدن والاقضيه والنواحي وكل القرى والقصبات أضافه إلى تبيان دقيق إلى طرق مواصلاتها البرية والجوية والنهرية أو البحرية انهرها والمواقع الزراعية والموانئ أو المرافق الخدمية أو مواقع المرافق السياحية أو الصحية أو حتى حقول ومنافذ تصدير الثروة البترولية والى كل المرافق الحياتية الأخرى التي تتمتع بها مدينة ألبصره..5:ترسم وتوضح معالم الحدود المحلية التي تربطها بالمحافظات الأخرى أو معالم الحدود الدولية على إن تبين فيها المراكز العسكرية والامنيه ومراكز الحدود .6 : إن تمنح هذه الغرفة لمدير الازمه والعاملين معه الراحة النفسية والأمان وعدم التعرض للضغوط والمضايقات وحتى تمكنهم من ألقدره على الاطلاع على كل المجريات التي تحدث في ألمحافظه بكل وضوح وشفافية ومن كافة الزوايا والاتجاهات وكافة الدوائر والمرافق الخدمية والاقتصادية أو السياسية والاجتماعية.ولكي تستطيع هذه الغرفة بمنتسبيها العمل على مجابهة الأزمات وحلها بالشكل الذي يؤدي إلى الاقتصاد وقلة التكاليف وبظهور بنتائج جيده تتوخاها ألمحافظه لكي يعم الإنتاج والاستقرار والهدوء ولكي تنشط الحركة ويعم الازدهار والنمو الاقتصادي لهذه ألمحافظه يستوجب إن تتوفر المستلزمات والتجهيزات الأخرى لهذه الغرفة توفر نظم اتصال فاعله ومتطورة تحاكي التقدم التكنولوجي المعاصر والسريع في وصول المعلومات والبيانات إلى غرفة العمليات ومن جميع الاتجاهات والمرافق في ألمحافظه وذلك باستخدام الوسائل الاتصال المرئية والمقروءة والمسموعة ناهيك إلى أجهزة الانترنيت والحاسبات المتطورة .2: تواتر المعلومات والبيانات وتدفقها بشكل دقيق و سريع وانسيابي إلى غرفة العمليات وخاصة في المناطق التي تتعرض للتوتر والأزمات أو المحتملة الحدوث ومن ثم تصنيف هذه البيانات والمعلومات وترميزها وتوصيفها وضخها في الكومبيوترات لتحليلها والر بط بين مكوناتها والوقوف على أسبابها وصانعيها والظروف التي أدت إلى نشؤها والمسببات أو الجهد المتعاون مع خالقي ألازمه ثم وضع الحلول والأساليب الكفيلة بمعالجتها بأقصر وأسرع الطرق واقلها كلفة من الناحية ألاقتصاديه والبشرية وذلك من خلال وضع السيناريوهات سواء الحالية أو وضع سيناريوهات البديلة التي يمكن توقع حدوثها وتجنب ألمحافظه تكاليف وأعباء المعالجة .3: تهيئة وسائل النقل والحركة لمدير ومنتسبي الازمات بشكل دائمي ومستمر سواء كانت هذه الوسائل نهريه أو جويه أو بالسيارات والمركبات كما يستوجب وضع الوسائل التعبوية الاحتياطية لكي يتسنى استخدامها في حالة حدوث ألازمه أو وضعها في الاحتياط وعلى أهبة الاستعداد للازمات المحتملة الحدوث .استخدام الحملات الاعلاميه بالوسائل المرئية والمقروءة والمسموعة لبثها للجمهور البصري لكي يكون على بينة عن كل أزمة تحدث أو محتملة الحدوث على إن تتوفر في تلك المعلومات الاعلاميه الصدق والدقة حتى لاتكون عرضة للطعن بها وانعدام المصداقيه من قبل الجمهور ولكي تتواصل الثقه بين غرفة العمليات في ألمحافظه والجمهور .وثمة جوانب مختلفة للإعلام تتبعه غرفة العمليات في أوقاتها وأزمنتها المناسبة ووفقا لمتطلبات الحاجة إليها فإما إن تكون على شكل ضخ كامل للاخبار المتعلقة بالازمه أو إن يراد التعتيم عليها وعدم ابرازها وتوجيه أنظار الجمهور إلى اموراخرى بعيدا عن الازمه الحاليه أو المحتمله وبالتالي يمكن القضاء علبيها بهدوء دون معرفة من الجمهور أو إن يكون تعتيما جزئيا للازمه وإخفاء بقية الأجزاء المتصلة بها وذلك بالتركيز على هذا الجزء من ألازمه وعدم لفة أنظار الجمهور إلى البقية الأخرى وربما تكون الأهم من ألازمه .5 : توفير أدوات الصدام من قبل غرفة العمليات والتي تلجئ إليها في حالة عدم توافر الهدوء والاتزان والتعقل من قبل إطراف وصانعي ألازمه وعندما تعجز الغرفة من إتباع جميع الوسائل والطرق في معالجتها بهدوء وحكمه دون خسائر وإضرار لذلك تستوجب إتباع هذه الأدوات بمعالجة ألازمه كان يستخدم البطش والقوه في تفتيت ألازمه أو التصفية الجسدية أو إتلاف الممتلكات وحرقها وإهدارها أو يستخدم التحقير والتسفيه وإذلال صانعي ألازمه وكشفهم على حقيقتهم وأهانتهم إمام الجمهور البصري بحيث يجعلهم يتخبطون بقراراتهم ويفقدون اتزانهم وسيطرتهم مما يؤدي إلى تلكؤهم وبعثرتهم ثم القضاء عليهم .6. إعداد أدوات لامتصاص ألازمه الحالية من خلال تشكيل اللجان لغرض التفاوض مع صانعي ألازمه أو من خلال التحري وإرسال البعثات لتقصي الحوادث والأسباب ومن يقف وراء ألازمه والمتعاونين معها أو تشكيل الوساطة وتبنيي الحلول الوسط بمعالجتها أو الاعتماد على إطراف خارجية أخرى محايدة أو من خلال المعايشة التامة وسط ألازمه من قبل المنتسبين داخل الغرفة أو من قبل العناصر التي عينتها الغرفة للتعاون معها والتي تزرعها الغرفة في مواقع الإحداث حيث تستطيع هذه العناصر من التغلغل والانتشار بين قوى صنع ألازمه بحيث تستطيع إفشال مخططاتهم وأهدافهم أو تؤدي إلى الخلخلة وعدم التوازن بين صفوف صانعي ألازمه .كل ذلك يتأتى من تفويض السلطة لفريق العمل في غرفة العمليات بحيث تكون سلطة استثنائية وخاصة ولديها الصلاحيات والمسؤوليات الكاملة للتعامل مع الأزمات أو المتوقعة الحدوث بحيث تتجاوز هذه السلطات والمسؤوليات بقية أقسام ودوائر ألمحافظه التنفيذية .كيفية التعامل مع الأزمات والخطوات الواجب على غرفة العمليات في ألمحافظه على إتباعها1 :تقدير الموقف وذلك من خلال تحليل التصورات والتصرفات التي تقوم بها عناصر صنع الأزمات أو التي اصطنعت ألازمه الحالية لمعرفه تحليليه للأشخاص والعناصر التي قامت وافتعلت ألازمه والعناصر المتعاونة والمساعدة لها أو الاحتياطي التي تتأمل الوقوف والمساعدة له وتحديد لماذا وكيف صنعت ألازمه والدوافع الحقيقية وراء صنعها .2: تحليل الموقف الازموي أي تحليل العناصر والمكونات وتحليل علامات الارتباط والمتغيرات والثوابت الخاصة بالموقف الازموي وتحليل أسباب التوتر على أساس المعلومات التي توفرت وتم الحصول عليها تحليل مواقف القوه والضعف لدى كل طرف من إطراف صانعي ألازمه كذلك تحليل الخطر الذي ستشكله ألازمه على الواقع البصري وبعد تحويل كل هذه الأجزاء إلى عناصر كميه ورمزيه تزود بها الحاسبات الالكترونيه في غرفة العمليات .3:ثم يأتي دور التخطيط العملي من قبل العاملين في غرفة العمليات للدخول في الازمه والتدخل في مجرياتها ومساراتها التي خطط لها مسبقا وفق المنظور العلمي الذي اعد في الدراسات والبحوث التي زودت بها الحاسبات أو العناصر العامله في غرفة العمليات .-وهناك عدة طرق للتعامل مع الأزمات على غرفة العمليات إلا قتداء بها منها الطرق التقليدية كإنكار ألازمه وعدم الاعتراف بها أو كبت الازمه ,أو تشكيل لجان لبحث الازمه لمعرفة منهم الذين أدو إلى حدوثها ,أو تميع الازمه وتفتيت قوة الدفع التي تدعمها ,أو بخس الازمه أي التقليل من اهميتها وخطورتها والاهداف المتوخاة من ورائها ,أو اجراء تنفيس للازمه من جميع جوانبها وبالتالي اضمحلالها وتفككها .كما يمكن تفريغ الازمه من محتواها عن طريق الصدام أو صنع البدائل .وهناك طرق غير تقليديه بإمكان غرفة عمليات ألمحافظه سلوكها لحل الأزمات والقضاء عليها .كطريقة فرق العمل على شكل خبراء ومتخصصين وذلك على شكل فرق دائميه أو مؤقتة .أو طريقة الاحتياطي التعبوي للكيانات الانتاجيه كالمعامل والمصانع ومناطق الاستخراج البترول .أو عن إتباع أسلوب احتواء الازمه أو امتصاصها اعتمادا على الخبره والحنكه الإداري التي يتمتع بها فريق غرفة الأزمات .وقد تتبع طريقة تفريغ الازمه من محتواها كالازمات التي تجابه المحافظه من الناحيه الثقافيه والاجتماعيه أو الدينيه أو السياسيه أو ازمات اقتصاديه .-أو طريقة تفتيت ألازمه وتدميرها من الداخل بالمواجه المباشرة والصدام عندما تعجز الوسائل السلمية والمتزنة تفتيتها وإخمادها .وهناك طريقة الوفرة الوهمية التي تستطيع بموجبها غرفة العمليات توجيه أنظار الناس إلى ركاكة وهزال ألازمه وعدم أهميتها كالأزمات التموينية حيث تغرق الأسواق بالمادة التي تشح في السوق وتوفيرها بكميات كبيره أو الأزمات التي تواجه المصارف من حيث ألسيوله النقدية وذلك بتوفير النقد بكميات كبيره امام المشتركين والعملاء .طريقة احتواء الازمه وتحويل مسارها عن طريق العناصر المزروعه وسط الازمه ومكانها وذلك بالعمل على تغير اتجاهها وهدفها ثم القضاء عليها تدريجيا خصوصا الازمات السياسيه .المناهج التي تتبعها غرفة العمليات في المحافظه والتي تعتبر الموجه الحقيقي للعمل وسهولته وتيسره .1: المنهج الوصفي والتحليلي في دراسة الحاله موضوع البحث الازموي وذلك من حيث تحليل مظاهرها ال8عامه وتحديد ملامحها والنتائج التي افرزتها ومدى تأثيرها على جمهور المواطنين في المحافظه أو على الكيان الادراي في جميع مرافق المحافظه ,2 :إتباع المنهج التاريخي للازمه وتحليلها بالرجوع إلى جذور الازمه ونشأتها ومسببات حدوثها لان الازمه ربما لم تكن وليدة الساعه والزمان الذي حدثت به وإنما ترجع إلى عوامل واسباب أدت إلى حدوثها كازمة الحرب العراقية الايرانيه التي لم تكن وليدة اليوم الذي حدثت به وإنما كانت نتيجة تراكمات من احداث واجزاء صغيره تراكمت سواء بفعل عوامل مصطنعه أو بعوامل خارجه عن الاراده إلا انها بالتالي سببت حربا طويله الأمد كانت نتائجها وخيمة ومؤثره على العراق عموما وعلى البصره بالأخص لكونها كانت الساحه للصراع الدموي والاقتصادي الذي اثقلها سنينا من الخراب والدمار والذي لازالت تئن من أثاره إلى يومنا هذا .منهج الدراسه البيئيه المحيطه بالازمه الحاليه ومدى تأثير هذه البيئة على سير ومجريات الازمه وقد تكون هذه العوامل البيئية ممكن السيطره عليها والتأثير عليها وتوجيهها بالشكل الذي لايسمح لها التأثير على المحافظه أو قد تكون خارجه عن ارادة البشر فلا يمكن السيطره والتحكم بها ولكن يمكن توجيهها والتخفيف من أعباء تأثيرها على المحافظه كالكوارث الطبيعيه والفيضانات والاوبئه .4 :منهج دراسة كل حاله على حده أي تجزئة الازمه إلى عدة حالات واجزاء وتحليل كل جزء وتشخيصه وارجاعه إلى اصله في الماضي والحاضر والمستقبل فرغم تشابه الازمات إلا انها لايمكن لها إن تتماثل كليا لذلك يعتمد هذا الأسلوب المنهجي في التحليل من قبل غرفة العمليات .5 .المنهج المقارن والذي يعني مقارنة الازمه المراد دراستها وتحليلها بما سبق من الناحيه الزمنيه إن حدث مشابه لها أو من ناحية المساحه الجغرافيه التي حدثت بها أو على أساس النشاط الاقتصادي أو السياسي المشابه للازمه الحاليه أو من حيث الحجم والمكون الذي حدثت به .وهناك منهج الدراسه المتكامله الذي تتبعه غرفة العمليات وذلك بدمج جميع هذه المناهج مع بعضها التي تمت دراستها في السابق ومن ثم تحليل وتشخيص الازمه الحاليه على ضوئها .واخيرا على متخذ القرار الإداري في غرفة العمليات في المحافظه والعاملين معه وضع السيناريوهات اللازمة للتعامل مع الازمات سواء كانت اصيلة الحدوث أو المحتمله الحدوث ووضع السيناريوهات البديله لها والتي يتحدد بها رسم الأدوار وتوزيع المهام والواجبات على منتسبي غرفة العمليات ولكل العناصر المتعاونه والمشاركه في المحافظه ودوائرها لمعالجة الازمات ولكل عنصر أو عضو يعرف دوره في مواجهة الازمه المحتملة الحدوث أو الانيه أو التي لايعلم بها احد متى وكيف تحدث والقوى الكامنة والمسببة لها وأهدافها ومن ورائها على إن يتضمن السيناريو أدوات التنفيذ وإمكانيات التنفيذ والتوقيت الزمني وكيفية التعامل مع الازمه وحجم النتائج التي تم التوصل لها في ما يخص الازمه الحاليه .واذا ما استعرضنا بعض الامثله التي تعرضت لها المحافظه أو التي يحتمل بها الحدوث من تلك الازمات كالازمات التي حدثت في الموانئ والمنشئات البحريه أو المصانع والمعامل التابعه لمحافظة البصره ,والتي سببتها الاضرابات والمظاهرات العماليه نتيجة للمطالبه بزيادة الأجور أو توفير الخدمات للعمال ولعوائلهم ,والتي تأتت من إهمال ألدوله لمتطلباتهم وتوفيرها مما أدى إلى توقف العمل وتلكؤه لأيام في تلك الموانئ وانعكس بالتالي على اقتصاد العراق والمحافظه, نتيجة لتعطل العمل بتلك المرافق وخاصة وقد وجدت هذه المظاهرات والإضرابات من القياديين ذوي الخبرة والمعرفة والمهارة في توجيه وقيادة تلك الجموع العمالية وتوجيههم في التأجيج والاستمرار .ولكي تتم معالجة هذه الازمه يأتي دور غرفة العمليات في المحافظه لتحليلها ودراسة هذه الظاهرة على انفراد ومعرفة مسبباتهات ومن يقف ورائها واهدافها ,ثم تأتي معالجتها بصوره ذكيه وحكيمه بحيث ترجع الحق إلى نصابه وترضي العمال المضربين من خلال تحقيق مطالبهم وتوفير الخدمات الضروريه والنفسيه لهم وبالتالي إبعادهم عن الإطراف التي كانت تقف وراء تأجيج ألازمه وبواعثها.وهناك ازمة الطاقة الدائمة والمستمرة ,التي تعاني منها المحافظه كشأن العراق جميعا, على غرفة العمليات دراسة وتحليل هذه الازمه والتعاون مع الخبراء والفنين في المحافظه والمختصين بهذا الشأن ومخاطبة الجهات العليا والمسؤله سواء في المحافظه أو اعلى سلم في ألدوله العراقية لمعالجة الازمه المزمنه. من خلال رصد الأموال والإمكانيات التي تؤهل فريق العمل المختص لتوفير الكهرباء للمواطنين مع المتابعة المباشرة في المراحل التي توصلت إليها تلك الإجراءات ومراقبة سير العمل وكيفية الصرف وعدم التبذير وإهدار الأموال المرصودة عن طريق الإهمال أو التلاعب أو الاختلاس .وهناك مثلا ما يحدث من أزمات نتيجة لقيام احد التجار الاحتكاريين للمواد الغذائية أو السلع الضرورية للمستهلك البصري عن طريق خزن تلك المادة أو السلعة واشاعةاخبارها إمام الناس بانها فقدت ولم تتيسر لهم بيسر مستقبلا مما يؤدي إلى تعطش المستهلك للبحث عنها بأي طريقه وتوفيرها بكميات كبيره تفوق احتياجاته ألبيتيه والاسريه وهنا يقوم التاجر بعرضها سرا وبالتقصيد فيبيعها بأسعار خياليه ويحقق الربح الكبير من خلال هذا البيع متناسيا إن لها ردود انعكاسيه على إنتاج تلك المادة أو المتاجرة بها نضرا إلى توجه المستهلك إلى الماده التي يمكن الاستعاضة عنها بالماده الاصليه والتي تضر المنتج الذي يخسر صنع هذه الماده لتوجه الطلب على الماده البديله .فيأتي دور غرفة العمليات بمراقبة حركة السوق التجاريه ومحاسبة المحتكرين والمسببين للازمات الغذائيه والسلعيه أو توفير تلك المواد بكثره حتى يقل الطلب عليها نتيجة زيادة عرضها وبالتالي تضر التاجر المحتكر .الأزمات السياسية التي تخلقها بعض الأحزاب السياسية, وعدم تطبيق النظم الديمقراطية في ألمحافظه واحتكار السلطة من قبل الأحزاب المتنفذه وكتم الأفواه وانعدام الحرية في البوح بالرأي والمعتقد, وعدم توفير صحافه حرة تتيح للناس جميعا التعبير عن أرائهم ومكنوناتهم .كلها تشكل ازمات داخل المحافظه كما يأتي دور الاغتيالات والسلب والنهب من قبل العناصر الارهابيه والانتهازيه التي تؤدي إلى الاضطراب وعدم الاستقرار نتيجة لفقدان الأمن والأمان للموطنين في محافظة ألبصره, مما يؤدي إلى الكساد والتوتر الاقتصادي والأمني والاجتماعي وبالتالي يخلق ازمات تنؤ بثقلها المواطنين في المحافظه .واذا ما كانت غرفة العمليات التي أسست في ألمحافظه وأعطيت الصلاحيات والمسؤوليات والسلطة لمعالجة هذه الظواهر سيكون لها الأثر القويم الذي يؤدي إلى الانتعاش الاقتصادي وتوفير الخدمات الضرورية والمريحة التي يصبو لها شعب ألمحافظه ونمو الحركة وتطور البنى التحتية والاقتصادية في عموم ألمحافظه .

المصادر(الدكتور محسن احمد الخضيري : إدارة الازمات)

.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك