حميد الموسوي
في اول زيارة اربعين تقام بعد سقوط سلطة البعث في 9 / 4 / 2003 وقد تصادفت بعد عدة شهورحيث خرجت الجموع المليونية بلهفة وشغف متوجهة الى كربلاء الحسين مشيا على الاقدام في موجات بشرية من جميع محافظات العراق ،احدى هذه الموجات كانت تقطع الشارع الذي يفصل مدينة اليرموك عن مدينة القادسية في بغداد ..حشد لايرى له اول ولا يرى له آخر شباب وشيوخ ،رجال ونساء من مختلف الاعمار ومن مختلف المناطق ، بعض سكان المدينتين البغداديتين ( القادسية واليرموك ) اصطفوا على جهتي الشارع يتفرجون ، ويرقبون المشهد بتأثر ارتسم على وجوههم .. بعض النسوة كن يكفكفن الدموع .صاح رجل من بين المتفرجين ..رجل خمسيني وقرالهيئة انيق الهندام يوحي منظره بانه من كبار الضباط السابقين - خاصة وان المدينتين خصصتا لضباط الجيش الكبار قبل ان تصبح سكنا للمدنيين من الاثرياء والميسورين - صاح :- ( لو توجهتم بحشودكم المليونية هذه الى الاميركان لهزمتموهم خلال ساعة ولفروا من العراق بلارجعة ) !.ردت عليه اصوات نسائية ورجالية بمعنى واحد ولهجات مختلفة:- ‘‘ والمن نسلمها..للبعثيين.. لليدفنونا احياء.. للمقابر الجماعية..لليمنعون الزيارة..لليعاملون العراقيين مثل ا لعبيد ؟!!. ،، ادار الرجل وجهه واختفى بين الجموع.تذكرت هذه الحادثة وانا اسمع لبعض الاصوات النشاز التي تفح سما زعافا وتنعق نعيق بوم الخرائب . و اقرأ لبعض( الكتاب) المشبوهين من الذين يكتبون باسماء مستعارة .. نسائية ورجالية،وبعضهم يعيشون خارج العراق معتاشين على دراهم مشبوهة مثلهم ،اقرأ مقالات تحرض العراقيين مرة ليكونوا مثل جيش النصرة والجيش (الحر )في سوريا ،ومرة ليكونوا مثل الليبيين،والتونسيين ،وآخرها وليس نهايتها ان يكونوا مثل المصريين !!. خاب مسعاهم وشل تفكيرهم ويالجهلهم المطبق وبداوتهم الغليضة..العراق شمال له طبيعته الجغرافية وتركيبته السكانية اللتان لاتمتان لطبيعة الجنوب الجغرافية وطوبوغرافية سكانه بصلة.وشماله وجنوبه لايمتان لغربيته جغرافية وتركيبة سكانية بصلة.عربه ، واكراده، وتركمانه،وآشوريوه...مسلموه ،ومسيحيوه،وصابئته ،وشبكه ،وآيزيديوه.شيعته وسنته وكلدانه وآثوريوه .. تنوع وخصوصيات،وان جمعها وطن واحد ،وان وحدها مصير مشترك،لكنها مختلفة تحمل كل مقومات التباين والاختلاف ،اضافت لها سلطات الاحتلال العثماني العنصري الطائفي وجندرمته التي جثمت قرونا وقرونا، والاحتلال البريطاني وسياسته العدوانية ( فرق تسد ) والذي عشش عشرات السنين..اضافت لهذا المجتمع بخليطه العجيب عناصر وفايروسات الطائفية والاثنية وجذرتها في الاجيال جيلا بعد جيل، ثم زادتها سلطة البعث تفرقة ، وتجزئة ،وتهميشا،واقصاءا،وتقريبا، وتمايزا لطرف،واذلالا وامتهانا لأطراف اخرى... وزرعت في صفوفه احقادا ادت الى تفاقم سوء الظن وانعدام الثقة بين جميع الاطراف .فعن اي تشابه يتحدثون ..واية مقارنة يعقدون ؟!!.
https://telegram.me/buratha