هادي ندا المالكي
خلال زيارته الى بغداد ولقاءه رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي اعلن رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ان الحوار طريق مضمون لتحقيق النجاح والاستقرار والتعايش السلمي وتطبيق الدستور وهذا المعنى اكد عليه السيد المالكي وزاد عليه انه "اي الحوار" مدعاة للفخر والمحبة والاخوة والتقدم والازدهار وما اعلنه مسعود بارزاني والسيد المالكي لم يكن اكتشافا خارقا للحجب والنواميس الطبيعية بل هو حقيقة واضحة يعرفها الصغير والكبير وليس للسيد مسعود والسيد المالكي فخر في الوصول الى هذا الاكتشاف الذي بامكان الجميع الاستفادة من اثاره الايجابية السريعة.ومثل هذا الاكتشاف يعلن عنه بعد كل مناسبة رئيس مجلس النواب السيد اسامه النجيفي وكذلك نائب الرئيس ومشعان الجبوري وصالح المطلك واحمد العلواني وكل من له صلة بالحكومة وبالقرارات التشريعية والتنفيذية الا ان السؤوال الملح والغير بريء هو اذا كان جميع من في الحكومة سواء في بغداد او في اربيل يعترفون باثار الحوار الايجابية لماذا اذا هذه القطيعة وهذا الانكفاء والتمترس وراء الحزب او الطائفة او القومية ولماذا يحرق الزمن وتضيع الاحلام ويقتل الناس وتعطل الحقوق،واذا كان الجميع يعترف باهمية الحوار وقدرته على علاج المشاكل لماذا اذا يسعون الى تعميق هذه المشاكل وتعقيدها واستفحالها وهل للمشاكل علاقة بالحصول على المكتسبات واذا كان لها علاقة فاين دور الدستور والمواطنة والدفاع عن حقوق ابناء الشعب العراقي الواحد.ان الواقع الحقيقي يقول ان اول من نادى باهمية الحوار وضرورة اللجوء اليه في حل المشاكل ومنع استفحالها وتغليب مصلحة المواطن هو تيار شهيد المحراب وتحديدا زعيم المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم بشرطه وشروطه ودعا الى طاولة مستديرة تجمع الفرقاء على حب العراق والخوف على مستقبله ومستقبل ابناءه في كل نازلة وفي كل ضيق وشدة خاصة الفترة التي اعقبت الانتخابات النيابية والتي افرزت تقاربا كبيرا بين القوائم المتنافسة انسحب هذا التقارب كمشكلة تسببت بتاخير تشكيل الحكومة لمدة تسعة اشهر الا ان دعوة السيد الحكيم رفضها البعض واستهان بها البعض الاخر لكن طاولة السيد بارزاني جمعت الفرقاء فكان تشكيل الحكومة وهذا التشكيل الحكومي ثمرة من ثمرات الحوار والتفاهم وان جاءت حكومة مصالح وصفقات وحكومة عرجاء لم يكتب لها الشفاء حتى هذا الوقت ،وقد يكون السبب هو خبث النوايا ومحاولة البعض الالتفاف على العهود والمواثيق،ومع كل توقف وازمة تنطلق مبادرات السيد الحكيم الحقيقة لتغليب الحوار والركون الى العقل والمنطق وعدم اضاعة الزمن الا ان من له علاقة بهذه الدعوة يتجاهلها حتى اذا ما جاء زمن تحقيق مصالحه لجا اليها وتمسك بها واعتبرها فتحا لم يسبقه احد اليه.ان الحوار صفة انسانية وهي كرامة للانسان عن غيره من المخلوقات الاخرى لهذا فمن الضروري استثمار هذه الفضيلة في كل زمان ومكان لا ان يتم تجميدها في اوقات وتحريكها متى ما اقتضت الضرورة ومتى ما قربت الانتخابات.لم تبق حجة بعد الان للفرقاء السياسيين في اضاعة الوقت وافتعال الازمات خاصة اؤلئك الماسكين بالمناصب التنفيذية والتشريعة والقانونية لانهم توصلوا الى الحقيقة الكامنة في الحوار ومن يتوصل الى الحقيقة عليه ان يتمسك بها ويعمل من اجلها لا ان يدعوا لها ولا يعمل بها.
https://telegram.me/buratha