في معظم الأحوال تخلق الاحداث والازمات السياسية بيئة سياسية فاعلة، وتبعا لإتجاهات الأزمات وحركتها تنشط البيئة السياسية أما سلبا أو إيجابا..
يتمثل الأتجاه الأيجابي بالتعامل مع الأزمة جماهيريا، بمساندةالجماهير للقوى السياسية التي تواليها، وعادة ما تكون الأيجابية نتيجة لإستشعار الجماهير أن تلك القوى على حق في موقفها، أو أن تلك القوى إستطاعت وبحنكة سياسية مشفعة بإخلاص ونكران ذات، أن توجه الجماهير بالأتجاهات التي ترغبها، وذلك نتيجة لمعرفتها نقاط الضعف في الجماهير، كنوازع الطائفية والحرمان الأقتصادي، والعوز الخدماتي..
ويتمثل الأتجاه السلبي بأن تقف الجماهير موقفا سلبيا من تلك القوى، وتعاقبها بعدم التعامل معها أو رفضها على الرغم من وشائج الأنتماء المشترك، وعلى الرغم من أن الجماهير قد قدمت دعما لتلك القوى في مواقف كثيرة..وذلك لشعورها بالخيبة من أداء تلك القوى السياسي. مثل هذا الموقف العقابي فعله الشعب المصري مع الأخوان المسلمين، فقد وجد "أن الاخوان معارضين جيدين وحكاما فاشلين"..
وسبب ذلك هو أن تكوينهم الفكري مشوه ومرتبك بل وموبوء، على الرغم من كم الأدبيات التي أصدروها على مدار ثمانين عاما ، هي عمر تجربتهم السياسية،فهم تنظيم للتعبئة العقائدية وليس للحكم والسياسة، لذلك لا يجدون في ادبياتهم ما يفسر كثير من متطلبات السياسة، ولا اجابة مقنعة لكثير من المستحدثات خصوصاُ وأنهم قد إئتلفوا مع السلفية المكفرة فأصبوا جميعا وجها واحدا لعملة ساقطة من التداول...!..
مثلما حصل مع الأخوان في مصر، سيحصل هنا ولكن مع قوى سياسية لا يتوقعها المحللون السياسيون..! سيحصل ليس فقط مع القوى الرافضة للعملية السياسية أو مع القوى التي " آذت " الشعب العراقي، بل سيحصل مع قوى تسيدت المشهد السياسي العراقي منذ أن زال نظام القهر الصدامي، وستسقط لأن تفكيرها موبوء، والعيش في البيئات الموبوءة ليس له من نتيجة إلا الوفاة المبكرة..
وأنتظروا وسترون..!
https://telegram.me/buratha