الشيخ حسن الراشد
هل بدأ الرأي العام العربي والعالمي يستيقظ من سباته ويدرك عن وعي ما كان ينسج له من اوهام وفبركات واكاذيب حول الاوضاع المختلفة فيالبلدان التي انفجرت فيها وبرمشة عين ( ثورات الربيع العربي ) ؟؟هل بدأت الثورة المضادة لثورات الجنون العربي ومشتقاتها تلك الثورات التي قادتها فضائيات الاكاذيب والاوهام باتجاه الاحلاف الشيطانية التي تشكلت من منظومة دول عميلة وباغية ومتخلفة داعمة للقتل والارهاب وتدمير بلاد العرب والمسلمين ؟؟هل بدأت تلك الشعوب التي ثارت بتوجيه من عناصر مجهولة من داخل غرف مغلقة خاضعة لاجندات اقليمية ودولية وبمشاركة فعالة وحاسمة لماكينة الاعلام الاخطبوطية وفضائيات تديرها اجهزة استخبارات الصيهووهابية باستعادة الوعي الذاتي ودرك الاحداث وتحليلها بعيدا عن فبركات واكاذيب الاعلام العربي والاجنبي وما يمارسه من غسيل للعقول بما يناسب اهدافه واجنداته الخبيثة ؟؟
الاحداث في مصر تشير الى ان ماسمى بثورات الربيع العربي تسير باتجاه الانهيار والسقوط كاحجار الدمينوا واكثر خاصة وان تلك الثورات كانت الدول الصهيووهابية الداعمة لها تواجه مأزقا بعد ان توقف اندفاعها على ابواب دمشق وليس فقط فقدت زخمها وانما اخذت تتكسر على صخرة صمود جبهات المقاومة والمعادية لجبهة الوهابية والسلفية التكفيرية ومثلث العمالة التركي القطري السعودي .
قناة الجزيرة كانت ومازالت تشكل رأس حربة لمشروع ما يسمى ثورة في العقل العربي والاسلامي باتجاه الطأفنة للاحداث هذا المشروع نجح في طأفنة عقول بعض العرب في مناطق الخليج والشام وسوقهم باتجاه التخندق الطائفي والمذهبي والاصطفاف مع اعداء الامة والعواهر من الحكام الذين تمكنوا من تلك العقول وزنوا بها حتى باتت لا تفقه شيئا و لا تميز الناقة من الجمل !
اليس من العار ان يكون ما يسمون انفسههم بالمثقفين والنخب وحتى قلة من المجتمع في تلك البلاد - الخليج والشام - دعاة الاصطفاف مع مشروع تدمير حضارة الامة واستعمارها وتفتيتها ونشر ثقافة القتل واكل القلوب والدفاع عنها باسم (( الجهاد ضد الظلم)) ! فيما الحقيقة تقول غير ذلك حيث تحت هذا الغطاء تم بيع الاوطان في مزاد الصهيونية العالمية والاستعمار الاجنبي وكانت الوهابية ولا نقول الاسلام السياسي زعيمة في هذا الاتجاه وهي تسوقها سوقا نحو الخراب والاقتتال المذهبي .
لماذا لم يقع السواد الاعظم من الشعوب العربية والاسلامية في فخ الوهابية وحليفتها بل صنيعتها الصهيونية فيما فئة في الخليج وبلاد الشام - مثل سورية والاردن وشرذمة في لبنان وغزة - انساقت للوقوع في هذا الفخ والمصيدة وقدموا ولم يزل خدمات كبيرة للاستعمار الاجنبي واستجلبوهم الى هذه البلاد وعبر الحروب بالوكالة لتفتيتها والهيمنة عليها وهي اي تلك الفئة مازالت غارقة في جهل الدعاية السوداء للاعلام الخليجي وفضائياته المدجنة والمروجة لثقافة الفتنة والاقتتال المذهبي ؟؟
وقد باغت المصريون باغلبيتهم اصحاب العقول الزانية وفاجأوهم بثورة مضادة تمحي عار ما تركته قناة الجزيرة من بصمات مشبوهة على ثورتهم وقاموا بتجديدها وتطهيرها من لوثة العقل السلفي والوهابي والطائفي ولعل ان صدق ان الكلام المنسوب الى السيد البرادعي بان دم الشهيد حسن شحاته ورفاقه المظلومين الشهداء هو الذي اسقط حكم المرسي والاخوان هو قائله فهو عين الصواب لان المصريين خرجوا عن بكرة ابيهم في يوم 30 من حزيران مباشرة بعد ان رأوا بام اعينهم اجرام السلفيين والوهابيين ورفعوا صوتهم عاليا في ذلك اليوم لا لحكم السلف والاخوان وبالطبع هذا لا يعني ان من تسلم الرئاسة شخص نزيه وشريف ولكن اهون الشرين!
وقد فاجأ المصريون العالم وبشكل اكثر يوم ان ثار الصحفيون والاعلاميون على قناة الجزيرة في قاعة المؤتمر الصحافي الذي دعت اليه رئاسة الجيش والداخلية يوم امس ورفضوا باجمعهم تواجد مراسلي الجزيرة في القاعة فلم يستكينوا الى ان تم طرد فريق القناة المذكورة بتصفيق من قبل الاعلاميين المصريين هذا الامر له دلالات قوية ورمزية بل ان رمزيتها تكشف عمق الاحباط الذي يلف دوائر الاستخبارات الخليجية والصهيووهابية .
اذا فهل نحن امام ثورة فريدة من نوعها تشمل العقول والافكار وتزيل الغشاوة والادران التي تعلقت بها بفعل الدعاية السوداء والصفراء لتعيدها الى صوابها ام ان مشروع ((الربيع الطائفي )) الذي يقوده دجالوا الخليج ووهابيوهم سوف يكون عنوان المشهد الراهن والمرحلة القادمة ؟؟
القرائن تقول ان مشروع الصهيووهابي يواجه الفشل الذريع في المنطقة وان الضربة القاضية هي قاب قوسين او ادنى من التحقق رغم كل الفرقعات التي تحدث هنا وهناك فهي لن تؤثر قيد انملة على ارادة المقاتلين والشرفاء في هذه الامة ، وحتى تلك العقول التي تفرح وتهلل وتصفق بالتدخل الاجنبي في المنطقة وتقبل ان يحكمها الاسرئيلي ولا يحكمها الشيعي فان تلك العقول غدت اليوم عقيمة عن تقديم اي شيئ لاتباعها سوى الاوهام وامنيات فارغة ومزيد من التخلف والتقهقر الى الوراء رغم كل التجييش المذهبي والطائفي والتحريض على الكراهية وانجرار قلة من الجهلة وعديمي الثقافة والوعي خلف تلك الحملات المشبوهة .
https://telegram.me/buratha