المقالات

تغيير القادة الأمنيين اكذوبة مفخخة

534 22:23:00 2013-07-09

هادي ندا المالكي

شهدت الفترة السابقة حالة تراجع كبير في الملف الأمني على مستوى بغداد والمحافظات ترتب على أثرها سقوط العشرات من الشهداء والجرحى بصورة يومية دون ان تتمكن الأجهزة الأمنية الكثيرة من وقف تسابق السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والاسلحة الكاتمة والجرائم المتنوعة لان تحصد ارواح الابرياء وعلى مدار الساعة.ويمكن وصف ما يحدث يوميا في بغداد والمحافظات "باستثناء إقليم كردستان "من قتل وتدمير وتفخيخ وتهجير وتهديد بحرب ابادة لان معدل الشهداء والجرحى الذين تنالهم يد الغدر والإرهاب يتجاوز المائة شهيد وجريح وهذا الرقم حالة استثنائية في دولة تدعي ان لديها مؤسسة عسكرية ولديها قوانين نافذة ولديها قيادة عليا للقوات المسلحة ولديها وزراء أمنيين حتى لو كانوا بالوكالة وقد لا يحدث مثل هذا الانهيار في دول ليس لديها ربع إمكانيات العراق المادية والبشرية ولديك الصومال مثلا فهذه الدولة لا توجد فيها حكومة حقيقية لكن الوضع الامني يكاد يكون مستقرا وقد يمر شهر او أشهر دون ان يتم ذكرها في الإعلام اما العراق وأبناءه ودمائه فهما مانشيت عريض يومي للصحف ومادة غنية بالمتفجرات والصور المروعة للفضائيات والمواقع الالكترونية.ورغم ان ما يحدث من خروقات أمنية يمثل أسوء حالات الخرق لانه يحصد أرواح العشرات بل المئات من الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال الا انه لم يحرك من حمية الحكومة والقادة الأمنيين على مدار السنوات الماضية بل ان الامر تجاوز حتى الاهتمام والشجب وأصبح امر مقتل العشرات من العراقيين امر طبيعي وقد يكون خبر فقدان خمسة خراف في محميات نيوزلندا الطبيعية اهم من استشهاد عشرات العراقيين بدليل ان المؤسسة العسكرية العراقية لم تغير اسلوبها او قادتها مع كل ما يحدث من جرائم وحرب ابادة وكان العراق قد خلى من الرجال ولا يوجد غير الغنام والفتلاوي وصاحب شهادة الماجستير الاوحد الامجد عدنان الاسدي.بل ان الاسوء من القتل والتفجير والتفخيخ هو ما قامت به الحكومة والقيادة العسكرية على وجه التحديد من محاولة ذر الرماد في العيون واعلانها عن جملة من الاجراءات الوهمية تمثلت بتغيير وتبديل عدد من القادة الامنيين الا ان هذه الاجراءات لم تكن الا وصفة مهدئة ومخدرة تتماشى وطبيعة تفكير مجتمع لا يفرق بين الحياة والموت لان واقع الحال ومن خلال شهادة لجنة الامن والدفاع النيابية يقول ان ادعاء الحكومة بتغيير القادة الامنيين لم يكن الا كذبة مفخخة وضعتها الحكومة العسكرية خبر مقدما للضحك والاستهزاء بارواح العراقيين.ان القائد العام للقوات المسلحة عليه ان يصدر مرسوما يوضح فيه من هم القادة الامنيين الذين تم تبديلهم ومن هم الذين تم تغييرهم ومن بقي بمكانه وعلى هؤلاء القادة الجدد ان يبينوا ما هي الخطط التي يرمون تطبيقها ولو بشكل اجمالي حتى لا تستفاد منه المجاميع الارهابية وان كان المعتاد ان الخطط هذه تصل الى هذه المجاميع قبل ان يتم تطبيقها على ارض الواقع من خلال العمولات الجيدة والتي تحقق الاستمرارية للقادة الاشاوس الماسكين بمواقعهم بقوة الدولار.ان الخلل الحقيقي ليس في النقل والتغيير بل في قمة الهرم العسكري الذي فشل في مهمته خلال سبع سنوات والذي يستهين بدماء العراقيين حتى وصل به الحد الى الضحك على هذه الدماء الشريفة من خلال اكذوبة التغيير والنقل والتبديل وحتى لو كانت حقيقية فهذا النقل والتغيير سيبقى قاصرا وقاتلا طالما بقيت العقيدة العسكرية فاسدة ومخترقة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك