محمد الحسن
دأبت الحكومة على تلميع صورتها في أي قضية تُفتضح , ولا يهمها إذا بقيت تلك القضايا مستورة مهما كبرت .. المهم أن تبقى الصورة الملائكية لتلك التشكيلة الشيطانية عامرة دون أي تشوّه , لذا فهي لم تسعى في أيجاد الحلول الناجعة لأزمات البلد .. أكتفت بأستنساخ التجارب الصدامية وأهمها إيكال المهام المتنوعة لأشخاص محدودين جداً , لتطويق الكفاءات القادرة على الأبداع وأبعادهم عن الأضواء من جهة , ولتدجين وأفشال من توكل لهم تلك المهام من جهة أخرى .. ليس منطقياً أن يكون نائب رئيس الوزراء ومسؤول ملف الطاقة ( بكل أنواعها ومصادرها ) , رئيس اللجان العشائرية والأمنية والرياضية (حسين الشهرستاني ) متعدد الهوايات والمواهب لدرجة تجعله قادراً على أنجاز كل تلك الملفات , لا الوقت يسمح له بتفكيك المشاكل لكثرتها , ولا طبيعتها تمكنّه من القيام بدور المنقذ.الكهرباء نور يبتعد كلما تعمقنا في مغارة الصيف اللاهبة , ورجلها الأول مشغول أو أشغله رئيسه بمصائب أخرى .. ضاعت الكهرباء ولا زال الشهرستاني مصراً على تصديرها , وتفاقمت حدة المشاكل التي زُجَ بها نائب الرئيس .أن الرجل مختص بعلم الذرة , ويفترض أن يكون قادراً على التلاعب بذرات الماء والهواء ليحولها إلى كهرباء .. لعل سبب الفشل الذي رافق مسيرة الشهرستاني الحكومية كان بفعل فاعل , يبدو أن أرباكه بملفات كثيرة يهدف إلى أضعاف الجنبة العلمية من عقليته دون أستثمارها كي لا يفكر بمنافسة الرئيس , سيما أن الرجل كان أسماً مطروحا كبديل للمالكي .. المشكلة أنه أرتضى السير بركب الفشل طالما حفظ له مناصبه وإن كانت وهمية !نائبا دولة الرئيس وحليفاه (المطلك والشهرستاني) يملكون شهادات عليا ومن دولة متقدمة , وهذا يمثل هاجس رعب للسيد المالكي الذي يربط كل شيء بشخصه , وما توكّله لجميع الوزارات والمؤسسات الأمنية إلا مصداقاً على ذلك !!العقلية التي يفكر بها الحاج (أبو إسراء ) لم تفارق عقلية رجل القبيلة المشدود لأساطير أنصاف الآلهة , وأي مساحة حرة من العمل لمعاونيه يعتقد أنها تخل بنظام الربوبية !!
https://telegram.me/buratha