بقلم . محمد المياحي
لم يكن السيد عبد العزيز الحكيم شخصيه طارئة على المشهد السياسي العراقي ما بعد 2003م ولم يكن من القيادات التي جاءت بها الصدفة والفراغ السياسي, بل هو امتداد طبيعي لمرجعية والده زعيم ألطائفه الإمام محسن الحكيم وأيضا له صولات وجولات في معارضة النظام البائد وكان متصديا لمواجهة البعث الكافر بكل وضوح في وقت اختبئ الآخرون عن تلك المواجهة وذهبوا للعيش في الفلل والفنادق الفخمة في لندن وغيرها من الدول الغربية والأوربية, لكن عزيز العراق ضل صامدا صابرا يتلذذ بالعيش في ساحات الجهاد بين الاهوار والجبال لم يكن من الذين يستسلمون للظروف, ولن يقبل المساومة على الوطن والشعب ,وبعد تحقيق الحرية التي كان يتطلع لها وقف كالجبل الشامخ بوجه البعثيين الصدامين ومنعهم من العودة الى السلطة وكان مقاوما للاحتلال مقاومة سياسية منعت الاحتلال من تمرير أجنداته التي عمل البعض ممن يدعون الوطنية اليوم كانوا خدام للاحتلال في تحقيق اهدافة من اجل مصالح معينه ,نعم ونحن نعيش الذكرى الخامسة لرحيل عزيز العراق علينا ان نتذكر دوره في بناء وتأسيس المشروع الوطني المتمثل في بناء دوله يعيش فيها الجميع دون تمييز او إقصاء دولة تحترم المواطن وترتكز على الدستور فبادر بوضع مرتكزات تلك الدولة فكان أول من نادى بالحرية والاستقلال وعدم التبعية لأي دوله ورفع لواء كتابة الدستور بأيدي عراقية وملبي لكل توجيهات المرجعية وهو من أسس لمشروع العراق الجديد وفق الحقوق والواجبات ووقف بوجهة الإرهاب والتكفير,وكانت لعلاقاته الدولية الأثر الكبير في تغيير معادلات الرأي العام الدولي وجعلهم يعترفون بالعراق الجديد والعملية السياسية ,و عمل على تقوية القوات الأمنية ودعم استقلالية مؤسسات الدولة ووحد الصف الشيعي تحت لواء الائتلاف الوطني الذي فتته المتأسلمين الذين تنازلوا عن مبادئهم من اجل مصالحهم وكراسيهم, فنحن اليوم مع وقفة ضمير في تشخيص من أسس لمشروع سليم يحقق الازدهار والوئام وبين من عمل على حرف ذلك المشروع عن مساره الطبيعي وجعل الأزمات والانقسام والمشاكل الخدمية والسياسية والأمنية هي من تسود في عراق اليوم لذلك نقول يا سيدي يا عزيز العراق ياليتك كنت موجودا اليوم لترى بعض من تستر بالدين كيف همه الكرسي والمال لترى الفساد الإداري والمالي لترى الشقاق والنفاق لترى بعض من تأسلموا قد ماتت ضمائرهم. ويحاولون اليوم بشتى الطرق النيل من مشروعك ومشروعيتك ينصبون المكائد يغيرون الحقائق استخدموا كل الوسائل الغير شريفه في سياستهم. ورغم كل ذلك مازال رجالك الذين ربيتهم مستمرون وثابتون على النهج والمشروع ولا تتوقع سيدي يا عزيز قلوبنا انك تركت "عمارا" واحدا بل ثق يا سيدي ان لك في العراق عماريون كثر وان من ترك الحكيم عمار من اجل السلطة والنفوذ لن يؤثر على خطك وأهدافك بل زادنا قوة وإصرار وتحدي , فمشروعك بخير ورجالاتك مازالت وفيه والشباب الذين تعلموا منك القوة والصبر أصبحوا حماة المشروع والمدافعين عنه بكل صلابة وأراده, نم قرير العين سيدي فمازال في العراق شرفاء وطنيون سيستمرون في تحقيق مشروعك الذي كنت تتطلع إليه ولابد لليل إن ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر.
https://telegram.me/buratha