المقالات

عز العراق وعزيزة

432 19:05:00 2013-07-12

عبدالله الجيزاني

اتخيل الايام التي مرت، كنا فيها اقوياء رغم كل الم الجراح، التي خلفها البعث الصدامي فينا.كنا نتخطى العقبات الواحدة تلو الاخرى، فيكفي ان الضامن المضمون موجود، ويكفي ان الابوة توزع حنانها على المتخاصمين ليعود القطار الى سكته الامنه، صعب ان تجد هكذا اب يحظى بثقة الجميع لانه يوزع الحنان بينهم وبالتساوي.لذا خشاه الاعداء، ومن يسعون لوضع عصيهم في دولاب مسيرة البناء، فالوضوح والالتزام بالعهود والسير على نهج واحد، والمكاشفة والصراحة، والشفافية، كانت سمات يصعب على صاحب اي اجندة ان يتجاوزها، او يتصرف على خلافها، فالحق هو الحق له كان او عليه. والتضحية بكل شيء لاجل ان تستمر المسيرة للوصول الى شاطيء الامان، الذي يمنح الجميع بكل الاشكال والالوان والاطياف حقوقهم.فكم مرة خفقت القلوب وكادت ان تتفجر الصدور، بسبب وصول الامور الى حافة الهاوية بين الفرقاء والشركاء، حتى يعود غائب العراق ليعيد الامور الى نصابها. كم مرة استوحشت الاغلبية وكادت ان تفقد استحقاقها، حتى عاد الامين المؤتمن ليعيد قطار المسيرة الى سكته، كم من مرة عقد المحتل العزم ليجعل مشروعه في الصدارة على حساب المشروع الوطني. لكن كان هو وهو وحده لهم بالمرصاد ليهدم كل بنائهم، ويشتت جمعهم، ليبقى مشروع العراق هو الاول وهو المتصدر، مرات ومرات، كان الخوف والوجوم هو سيد الموقف.لكن كان دائما الحل بيد سيد الحلول وفارسها، نعم هذا هو عزيز العراق وفقيده، كان امان وقدوة وقدرة وضمان، كان فيض من الحنان، فمن يتنكر ان وجوده الشريف على راس قائمة الاغلبية، صمام امان صعب على كل اصحاب الاجندة المعادية تجاوزة. قوة وقدرة وحنكة وحكمة، شمولية للجميع يريد من الكل ويعطي للكل، لذا عندما فقده العراق الجديد فقد الكثير من مقومات استمرارة. وكثرت من بعده المطبات والمخاطر، وكل مطب منها يكفي ليقتلع المشروع الوطني من جذورة، ومنذ رحيله الى اليوم لم يشهد الوضع العراقي وعمليته السياسية اي استقرار او ثبات. هكذا كان فقيد العراق وعزيزة، يجود بالامن والامان على الجميع، فبوجودة كان الجميع مطمئن الى استحقاقه، فكل الاقليات التي فقدت تمثيلها بعده كانت تحصل على حقها في التمثيل، ولم يستثنى اي مكون من التمثيل في الحكومة ومؤسسات الدولة،وكانت المراة حاضرة في كل السلطات. وكانت الاغلبية هي الاب الذي يوزع على اخوانه وشركائه في الوطن حقوقهم واستحقاقهم، لذا قطع العراق الجديد شوط كبير وكبير جدا على طريق الاستقرار والانطلاق، حيث ضيقت حكمة عزيز العراق على الساعين لتهديم المشروع الوطني من الداخل والخارج فرص استمرار وجودهم، فقد قل انصارهم في داخل الطيف العراقي الذي بدأ يقطف ثمار العراق الجديد، تلك الثمار التي كانت يتحسر عليها في زمن حكم البعث الصدامي. وبعده حتى الاغلبية فقدت موقعها حيث قسمت الى كتلتين انتجتا بأتحادهما وليد مشوه، سمي التحالف الوطني، واصبح اضعف الكتل بسبب صراع المواقف المتباينة بينهما، وهكذا حق للعراق ان يسمي السيد عبدالعزيز الحكيم عزيز العراق فقد استوعب العراق بكل مكوناته، وكان اب للعراق وبكل مكوناته.......

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك