عبدالله الجيزاني
اتخيل الايام التي مرت، كنا فيها اقوياء رغم كل الم الجراح، التي خلفها البعث الصدامي فينا.كنا نتخطى العقبات الواحدة تلو الاخرى، فيكفي ان الضامن المضمون موجود، ويكفي ان الابوة توزع حنانها على المتخاصمين ليعود القطار الى سكته الامنه، صعب ان تجد هكذا اب يحظى بثقة الجميع لانه يوزع الحنان بينهم وبالتساوي.لذا خشاه الاعداء، ومن يسعون لوضع عصيهم في دولاب مسيرة البناء، فالوضوح والالتزام بالعهود والسير على نهج واحد، والمكاشفة والصراحة، والشفافية، كانت سمات يصعب على صاحب اي اجندة ان يتجاوزها، او يتصرف على خلافها، فالحق هو الحق له كان او عليه. والتضحية بكل شيء لاجل ان تستمر المسيرة للوصول الى شاطيء الامان، الذي يمنح الجميع بكل الاشكال والالوان والاطياف حقوقهم.فكم مرة خفقت القلوب وكادت ان تتفجر الصدور، بسبب وصول الامور الى حافة الهاوية بين الفرقاء والشركاء، حتى يعود غائب العراق ليعيد الامور الى نصابها. كم مرة استوحشت الاغلبية وكادت ان تفقد استحقاقها، حتى عاد الامين المؤتمن ليعيد قطار المسيرة الى سكته، كم من مرة عقد المحتل العزم ليجعل مشروعه في الصدارة على حساب المشروع الوطني. لكن كان هو وهو وحده لهم بالمرصاد ليهدم كل بنائهم، ويشتت جمعهم، ليبقى مشروع العراق هو الاول وهو المتصدر، مرات ومرات، كان الخوف والوجوم هو سيد الموقف.لكن كان دائما الحل بيد سيد الحلول وفارسها، نعم هذا هو عزيز العراق وفقيده، كان امان وقدوة وقدرة وضمان، كان فيض من الحنان، فمن يتنكر ان وجوده الشريف على راس قائمة الاغلبية، صمام امان صعب على كل اصحاب الاجندة المعادية تجاوزة. قوة وقدرة وحنكة وحكمة، شمولية للجميع يريد من الكل ويعطي للكل، لذا عندما فقده العراق الجديد فقد الكثير من مقومات استمرارة. وكثرت من بعده المطبات والمخاطر، وكل مطب منها يكفي ليقتلع المشروع الوطني من جذورة، ومنذ رحيله الى اليوم لم يشهد الوضع العراقي وعمليته السياسية اي استقرار او ثبات. هكذا كان فقيد العراق وعزيزة، يجود بالامن والامان على الجميع، فبوجودة كان الجميع مطمئن الى استحقاقه، فكل الاقليات التي فقدت تمثيلها بعده كانت تحصل على حقها في التمثيل، ولم يستثنى اي مكون من التمثيل في الحكومة ومؤسسات الدولة،وكانت المراة حاضرة في كل السلطات. وكانت الاغلبية هي الاب الذي يوزع على اخوانه وشركائه في الوطن حقوقهم واستحقاقهم، لذا قطع العراق الجديد شوط كبير وكبير جدا على طريق الاستقرار والانطلاق، حيث ضيقت حكمة عزيز العراق على الساعين لتهديم المشروع الوطني من الداخل والخارج فرص استمرار وجودهم، فقد قل انصارهم في داخل الطيف العراقي الذي بدأ يقطف ثمار العراق الجديد، تلك الثمار التي كانت يتحسر عليها في زمن حكم البعث الصدامي. وبعده حتى الاغلبية فقدت موقعها حيث قسمت الى كتلتين انتجتا بأتحادهما وليد مشوه، سمي التحالف الوطني، واصبح اضعف الكتل بسبب صراع المواقف المتباينة بينهما، وهكذا حق للعراق ان يسمي السيد عبدالعزيز الحكيم عزيز العراق فقد استوعب العراق بكل مكوناته، وكان اب للعراق وبكل مكوناته.......
https://telegram.me/buratha