المقالات

الحزب الواحد والحاكم الاوحد

589 00:44:00 2013-07-13

مديحة الربيعي

أن سياسة التفرد بالسلطة والاستئثار بالمناصب والوزارات مشكلة تعصف بالواقع السياسي في العراق, فقد أدخلت البلد في دوامة من الصراع بسبب تهميش معظم الاطراف التي من المفترض ان تكون شريكة في العملية السياسية ,وحسب حكومة الشراكة التي تم ألاتفاق بعد عام 2003 والتي كان من المفترض ان تمثل بداية لحكومة تشترك فيها اطراف عديدة تمثل كتلا" مختلفة في صنع القرار وتسيير امور البلاد , ألا ان فكرة حكومة الشراكة بدأت تتحول تدريجا" الى حكومة الحزب الواحد بعد أن أفرغت العملية السياسية من محتواها وأصبحت اغلب الوزارات والمناصب العليا من نصيب حزب واحد وكتلة معينة , وهذا ينبئ بأن العراق مقبل على تكريس الدكتاتورية وأعادة العراق الى حكم الحزب الواحد, وخير دليل على ذلك كتلة القانون التي بدأت تستأثر بالسلطة وتسعى للحصول على اكبر قدر من المناصب والأكثر من ذلك أن اغلب الوزراء والنواب التابعين لدولة القانون باتوا يرفضون الحضور للاستجواب عند استدعائهم الى مجلس النواب رغم أن الاستجواب لا يعد مخالفا" للقوانين بل يتم وفق السياقات المتعارف عليها في البرلمان , علما" أن اغلب الوزارات يشوبها فساد مالي واداري بالإضافة الى ان معظمها وزارات امنية تمس حياة المواطن بشكل يومي , فلماذا لاتخصع الوزارات التي تدار من قبل اعضاء في دولة القانون لرقابة البرلمان؟ اليس الاولى بأعضاء دولة القانون ان يحذو حذو الوزراء الاخرين من الكتل الاخرى في الحضور للاستجواب ؟ وماهي مبررات عدم الحضور للاستجواب من قبل الوزراء التابعين لدولة القانون؟ ان عدم الحضور لجلسات البرلمان ووضع الشروط والعراقيل امام محاولات الاستجواب تمثل مؤشرا" جديدا" على عودة العراق الى زمن التمسك بالسلطة وضرب القوانين عرض الحائط وعدم الاهتمام برغبات الشارع العراقي الذي يسعى لمعرفة الحقائق وكشف ملفات الفساد , واصبحت سياسة التهميش والاقصاء سمة من سمات دولة القانون التي تطمح للوصول الى المناصب على حساب المواطن الذي يحلم بالحصول على ابسط الخدمات ان فكرة تكريس الدكتاتورية والتمسك بالمناصب لتصبح حكرا" لحزب واحد وتصبح البلد تحت سيطرة الحاكم الاوحد تمثل بداية جديدة لدكتاتورية مابعد عام 2003 وقد تجعل البلد يدخل في صراعات ودوامات من العنف لها بداية وليس لها نهاية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك