جعفر العلوي..
ذكريات قد تحمل بين طياتها الكثير من المواقف والصور الجميلة برغم صعوبة الموقف وحركة المجاهدين والضغط الإعلامي والنفسي المرافق لهم في تلك الفترة.لكن العزيمة والإصرار على تحقيق الأهداف والأمل المنشود في عراق حر مزدهر موحد فدرالي,كل تلك الأماني والأحلام عند نظر البعض والتي كانوا ينظرون إليها بعين قريبة إلى المستحيل وضرب من ضروب الخيال,هي أحلام أريد لها أن تصبح حقيقة واضحة المعالم والأهداف والرؤى ,فالذي يراه العامة من الناس بعيد كانوا هم يروه قريبا, لشعورهم المطلق وإيمانهم الواضح بأن للأعمال الصادقة والنوايا الحقة خواتيم مثمرة يرعاها الله ويبارك من سعوا إلى تحقيقها ,وعلى الرغم من كل الصعوبات كما أسلفنا ..والألم.ومرارة فقد الأحبة الواحد تلو الأخر كل ذلك كان حافزاً لهم ونوراً يضيء لهم طريق الأمل والحرية, فالأهداف الجسام لابد لها من تضحيات كبيرة وأسس صلبة وغرس عظيم, لنرى شجرة الحرية وقد أتت آكلها وانتفع بها أهلها ...وبرغم كل المتغيرات والظروف نراهم ثابتي الجأش ,وقوة الإصرار دافع لهم لتحقيق الأهداف والمعاني السامية.ومرت الأيام والسنون بما تحويها من غصة الغربة وفراق الأهل والأحبة ...لكن طريق الحرية يتوق إلى الدماء والى الصبر كي يثمر بأشجاره,واتت ساعة الخلاص وشمر الأبطال عن سواعدهم التي لم تكل ولن تمل في تحقيق الأمل. وكانت العودة المحمودة إلى ارض الأجداد والآباء ارض الأولياء والصالحين ارض (علي والحسين والعباس)عليهم السلام, ارض الحضارة والشموخ ومهبط الأنبياء, فقرت الأعين بكل تلك المعاني وما سبقها من إزاحة كابوس الظلام ليحل محله الأمل المنشود,ولم ينتهي طريق الجهاد والدفاع عن المظلومين والمستضعفين فقد بدأت حقبة أخرى وجهاد بصور الواقع وترسيخ الديمقراطية وبناء أسسها.وطبعاً لم تنتهي سلسلة العطاء لتتبعها بفقد كبير على قلوبنا وقلوب العراقيين,فقد أحسوا من كان لهم أن يرسموا ويشكلوا عراق الحرية على أهوائهم ,الخطر العظيم من هذا القائد المفعم بروح الشباب والحيوية ,والذي زاد في حيويته وشبابه تحقيق ما كان يصبوا له...فقتلته يد الإثم والرذيلة لتمنع تلك الثلة من تحقيق أهدافها المشروعة.وما أدركوا بأن قتلة كان بمثابة ولادة جديدة لتلك النخبة الخيرة فجاء من بعده عضده وشقيقه وصاحب الذكرى ليكمل من حيث انتهى أخيه قسراً ,وكان نعم القائد ونعم المدافع عن قضية بلده, كيف لا وهو من تحمل الأمرين في سبيل هذا الأمر الجسيم .فكان خطره كسابقه وشعور أعدائه لم ينتهي بقتل الرمز والملهم فاغتيل هو الأخر بلحاظ القضية والمبدأ,ومع كل ذلك لن ولم تتوقف عجلة الدفاع عن المبادئ, ولم تذهب تلك الدماء الطاهرة سدى,وهناك من يكمل طريق الخلود فالعراق والحمد لله ولود بالقادة الأفذاذ وتلك الأسرة لم تبارح الدفاع عن بلدها ومعتقداتها في العيش الرغيد لكل أبناء البلد. وفي الختام لا يمكن أن نقول عزائنا ,بل هو طريق خط بأيديهم وهم يعرفون إلى ما يسفر عنه المسير..(فليرحمك الله يا أبا عمار )ونم قرير العين, فالأمل بيد أمينة وقادرة ببركة الله على تكملة المشوار.
https://telegram.me/buratha