المقالات

التهديد بالعشيرة أخر انجازات دولة القانون

677 21:45:00 2013-07-13

هادي ندا المالكي

الوضع الأمني لا يبشر بخير ويسير من سيء الى أسوء دون وجود بوادر لوقف هذا التراجع بل ان الأجهزة الأمنية وقياداتها لا تدخل على خط الأزمة وكان الأمر لا يعنيها مع تساقط عشرات الضحايا يوميا في بغداد والمحافظات نتيجة لانفجار المفخخات والعبوات اللاصقة والناسفة والاستهداف المباشر بواسطة الأسلحة الكاتمة مع الإشارة إلى تنوع الأساليب والأهداف خاصة بعد إضافة النساء والأطفال والأطباء وشيوخ العشائر.ونتيجة للتردي الأمني المفجع وتراخي الأجهزة الأمنية وعجزها التام عن حماية العراقيين فضلا عن حماية نفسها فقد تعالت أصوات المواطنين مطالبة بتوفير الامن من قبل الحكومة ،ومثل هذه المطالب مشروعة لان المسؤول عن توفير الامن هي الدولة ممثلة بوزارة الداخلية او الدفاع إضافة الى الأجهزة الأمنية الأخرى الساندة الا ان مثل هذه المطالب قد لا تجد لها اذان صاغية عند الحكومة اما بسبب عجزها وفشلها او بسبب عدم شعورها بالمسؤولية وعدم مبالاتها بحياة واراح المواطنين ومثل هذا العجز ربما يسبب ردة عكسية ،اي ان المواطن عندما يشعر ان الدولة عاجزة وغير قادرة على توفير الحماية لابنائها يكون المواطن هنا في حل من التزاماته وعليه المبادرة لان ياخذ دور الدولة وهنا تحدث الطامة الكبرى لان اخذ هذا الدور سيتسبب بحدوث انفلات وفوضى وحكم الغاب وانعدام القانون وفقدان هيبة الدولة.ويبدوا ان الوضع في العراق يسير باتجاه سيطرة سطوة القبيلة والعشيرة مقابل عجز تام للدولة واجهزتها الامنية وقد يكون الامر اكثر سوءا عندما يصدر مثل هذا الاحتماء من برلماني او مسؤول كبير فاحتماء مثل هذا المسؤول بالعشيرة وتنكرة للدولة امر مفجع واذا دل على شيء انما يدل على ضياع الهوية وفقدان العنوان ولكن علينا التسليم بالحقيقة المؤلمة والتي تقول ان الامن خارج نطاق تغطية السلطة واجهزتها الامنية وبالتالي فان فقدان السلطة هو من دعا نائب من اهالي البصرة وينتمي الى بني تميم هذه القبيلة الكبيرة والعريقة والممتدة على مساحة كبيرة من العراق والدول الخليجية والعربية للتهديد بعشيرته لحماية ابناء العشيرة.وانفاك عرى الولاء للوطن ومن ثم انفكاك عرى الجهة او الكتلة او الطائفة التي ننتمي لها والوصول الى العشيرة امر خطير جدا فهذا التفكك قد يتبعه حلقات اقل من التفكك وبالتالي يكون كل بيت حكومة مستقلة ومملكة قائمة بذاتها وعندها سيتخندق كل شخص في بيته باتجاه الشخص الاخر حتى لو كان من عشيرته ومن ابناء عمومته طالما ان الولاء المقدس للوطن قد تلاشى واضمحل وليس مستبعدا ان نصل الى هذا الحال في ظل التراجع الامني وفي ظل عدم وجود خطوات حقيقية لوقف هذا التداعي وفي ظل تصاعد صيحات اللجوء الى العشيرة من اجل توفير الحماية والامن.ان على الحكومة والقادة الامنيين واصحاب الشان تتدارك الاوضاع الامنية قبل خراب بغداد لا سامح الله لان اعلان النائب التميمي اليوم التهديد بعشيرته يفتح الباب للعشائر الاخرى لان تطالب بانتهاج هذا الطريق وعندها لن يكون بمقدور الدولة الوقوف بوجه العشائر وبالتالي سنكون جيش في الف جيش وحكومة في الف حكومة وبعدها حدثني اذا استطعت الخروج من بيتكم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك