وإذا أصيب القوم في أخلاقهم ـ فأقم عليهم مأتما وعويلا) جندوا أنفسهم للعدو الصهيو أمريكي الذي يحركهم أينما يشاء وحيث ما يريد يحركهم باسم الدين لتنفيذ ما يا مرهم أسيادهم في البيت الأبيض وتل أبيب من تأجيج الصراع الطائفي والمذهبي وإثارة الفتن وغيره ولم يقتصر الحال إلى هذا الحد بل ظهر من يفتي بالجهاد ويحارب بالنيابة ويعمل على تنفيذ مخططات الأعداء على أكمل وجه تغذي الصراعات وتشحن الأجواء التي تقود إلى الاقتتال يتآمرون علينا ويتاجرون بقضايانا..
مساجدهم تصدر الفتن وتدرس الحقد والغل والكراهية ورسالتها الهدم والخراب يعبدون المال باعوا سيادتنا وكرامتنا وسلموا مصيرنا لمن يريدون تدمير وطننا وتحويلنا إلى عبيد مسخرين لخدمتهم هؤلاء هم أصحاب الصلف الصهيوني الجديد الذي يُمارس من خلاله حالة النهم المفرطة للقتل والإجرام بدم بارد دونما اعتبار لحرمة الإنسان هدفهم الوحيد زرع الفتنة وإشعال الاقتتال والصراع بين اليمنيين تحت لواء الطائفية والمذهبية من اجل إن يتمكنوا من تنفيذ أهدافهم ومشاريعهم الشيطانية التي تهدف إلى جر البلاد إلى نفس السيناريو الحالي في سوريا خدمة للمشروع الأمريكي في الشرق الأوسط .
فأمريكا عندما طرحت مشروع الشرق الأوسط الجديد لم يطرح ترفا ولا عبثا حينها فمشروع الإخوان كان من أهم أقطاب هذا المشروع الذي أرادت أمريكا من خلاله إعادة إنتاج الديكتاتورية بغطاء ديني إخواني وهذا هو الغزل الذي تلعبه أمريكا عبر الثورات فالاسلام السياسي هو حليف الديمقراطيين الحقيقي منذ بداية السبعينيات والذي لا يهمه محاربة الاستعمار الاستراتيجي للدول العربية بل يسعى إلى جلب الاستعمار .
وهذا ما شهد به التاريخ وأظهره الواقع ولنعد قليل إلى الوراء وبداية ظهور الفكر الوهابي وحركة طالبان التي تمثل روح الفكر الوهابي التكفيري والذي كشف إلى حد ما علاقتها القوية بالأمريكان فعندما غزت أمريكا أفغانستان وأعلنت الحرب على ما يسمى بالقاعدة وطالبان ظهروا جبناء أذلاء انكمشوا وانهزموا ذابوا وتلاشوا ثلاثمائة ألف مقاتل لم يخوضوا ولا معركة واحدة ولا وقفوا موقف مشرف ولم يعيقوا التقدم الأمريكي ولا لحظة واحدة لم يقدموا أي نكاية بالعدو وهزموا من البداية ظهروا( أعزة على المؤمنين أذلة على الكافرين) أذا لماذا لا نقرا التاريخ لنصوغ المستقبل ومن يملك خارطة طريق المستقبل فما من امة في التاريخ رضيت بنقل رأس ابن نبيها من دولة إلى أخرى إلا التكفيريون ففكر تكفير الآخرين وإثارة النعرات الطائفية فكر يخدم أمريكا وربيبتها إسرائيل مع أن هذه الجماعات الظلامية التكفيرية الإجرامية التي تحمل أفكارا سوداوية هدامة لها سوابق عده في العمالة والارتهان للخارج فقد كانت في مصر مرتهنة لبريطاني قبل دخول الأمريكيين إلى المنطقة وهي أيضا من قامت بتسليحهم بغية اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر والانقلاب على الناصرين كما رفضت هذه الجماعة الدفاع عن مصر أيام العدوان الثلاثي في عمالة واضحة ومكشوفة مثلها هنا في اليمن فقد ظهر حزب الإصلاح على علاقة قوية بأمريكا وظهر التدين خدعة منهم وقدموا النص الديني على الأولويات الاجتماعية والاقتصادية وأرادوا إقصاء كل الأصوات الأخرى ليبقى صوت الإخوان فهم من يقدمون كل التنازلات من موقعهم في الحكم لبناء قواعد ومطارات قدموا البلد برخص وباعوه بثمن بخس ولم يكونا فيه من الزاهدين.
كذلك الحال في سوريا ليس بأحسن حال إذ ظهر أصحاب الإسلام السياسي والفكر الاخواني التكفيري العصا الأمريكية المشرعة في وجه السوريين فأبى الأخوان في سوريا إلا أن يكون حاضر مشهد الدماء فسفك الدم السوري لا لذنب إلا أنهم رفضوا أخونة سوريا والارتهان للغرب فمن لم يريد حكم الإخوان المسلمين معناه انه لا يريد أي وصاية أمريكية وهذا هو ما أثار حفيظة الأمريكيين لتدفع بالجماعات التكفيرية إلى بلاد الشام لقتال السوريين في حرب قذرة وفي جبهة تأويدها أمريكا وإسرائيل ودول الغرب علنا إلى جانب المنظومة الخليجية الراعية الرسمية لهذا الفكر التكفيري والتي ترسم سياستها في البيت الأبيض لتصبح قطر الحامي للمشروع الاخواني بينما تحضي السعودية بحماية المشروع الوهابي القاعدي ومشتقاته.
فأمريكا تقف الآن مع أصحاب مبدءا الإسلام السياسي كما ظهر في مصر واليمن وسوريا لا مع الشعب ولا الحكومات ولا الجيش تقف كما أن المصالح الأمريكية النفطية في المنطقة واضحة ومن أهم ما تسعى إليه إضافة إلى امن إسرائيل والمصالح الاقتصادية الأخرى فالمشروع الاخواني ليس مشروعا إسلاميا ولا عربيا وهذا ما ظهر من خلال تاريخهم الحافل بالأجرام فأمريكا من تقتل وتدمر وتنتهك السيادة وتعمل ما تشاء في أي بلد عربي بدون أن تكلف نفسها تبرير ما تعمله مع وجود هذه الجماعات التي جعلت من أهدافها تدمير العرب لمصلحة الغرب أو حسب ما قال شيخ الفتنة ما بين سوريا ومصر واليمن مصلحة الغرب أولا وهذا ما حدث في مصر فبعد عام على حكم الإخوان قدموا لأمريكا ما لا يقدمه الريس مبارك على مدى ثلاثة وثلاثين سنة وبدأت الأكاذيب الاخوانية التي بنيت على مدى 82 عام تتساقط من أنهم سيحررون القدس وأنهم ماضون لتدمير إسرائيل ليتجلى العكس وعلى لسان الريس مرسي المحسوب على هذه الجماعة (صديقي العزيز وغيرها من عبارات التقدير والاحترام لرئيس الوزراء الإسرائيلي )وأننا سنحافظ على اتفاقية كامب ديفيد كذالك قطع العلاقة مع سوريا والتماهي بعلاقتهم مع إسرائيل وظهر فشلهم في إدارة أوضاع البلاد في كلا من مصر واليمن.
إذ لا يوجد لهم معالم واضحة الأهداف في خدمة المجتمع فاوجدوا مشكلة الأمن الغذائي والأمن الاجتماعي وعملوا على تفكيك النسيج الاجتماعي للمجتمع إلا أن هذا المشروع الاخواني بات يحتضر ويلفظ أنفاسه ولا يستطيع إعادة تاريخه وان بقائه صار مرهون بعدة عوامل باتت في عداد المستحيل كانجاز الحرب في سوريا ونجاحها واستقرار انقره وبقاء الإخوان في سدة الحكم في مصر إلا أن الثورة على الثورة في مصر أو الثورة المضادة أحيت الأمل في قلوب اليمنيين لتجديد الثورة معلنين ان الثورة مستمرة واليأس خيانة وانه لا بد من استرجاع الثورة من أحضان الوصاية الأمريكية التي اختطفتها وأعادتها إلى أحضان نظام المبادرة واسترداد البلاد من لصوصها وان الصراع الوجودي للإخوان جعل الغرب يتوصل بشكل علني إلى أن كل الأوراق التي بيدها قد فشلت وأصبحت منتهية الصلاحية ولا يمكن الاستفادة منها .
46/5/13714
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha