حمودي جمال الدين
ما ارخص الدم العراقي عندما يساوم عليه السياسيون والقادة العراقيون, مقابل الهدوء والسكينة, عن التجاذبات والمهاترات والمزايدات والتصاريح المتشجنجه والمتطرفة, وكيل الاتهامات بالخيانة الوطنية والضلوع بالإرهاب والتعاون مع الارهابين,و التي طغت مجملها على الساحة السياسية في الأشهر التي سبقت محافل القبل المصطنعة .فضلا عن تعالي الأصوات والضجيج في قاعات البرلمان و أروقته وغرفه المغلقة من نبرات الدعوات لاستدعاء الوزراء الامنينين والقادة العسكريين وامتراء القواطع والميادين للوقوف واستجلاء حقيقة ماجرى من انتهاك صارخ لأرواح المواطنين العراقيين ومحاسبة المقصرين والمتهاونين في أداء واجبهم الموكل إليهم, وكيف جوبهت هذه الدعوات والأصوات الفارغة بالرفض, وعدم المبالاة والتمنع عن الاستماع أو تلبية أي طلب برلماني بحجج تعلقها بقضايا امن البلد وسلامته .ولإذابة ذلك الضجيج وخرس الالسنه وتميع صراخها , ادعت القيادة في حينها بأنها قررت استبدال القادة الأمنيين التي حدثت الخروق في قواطعهم ومحاسبة المقصرين منهم ومعاقبة كل من تحدث خروق أمنيه في مناطق عملهم مستقبلا ,إلا إن هذا لم ولن يحدث على ارض الواقع لان الإرهاب مستمر وبلا انقطاع ويتنقل على راحته بين القواطع والأماكن بلا قيد أو حرج, والنتيجة التي تسفرعنها التنقلات والعقوبات للقادة الميدانين وضباطهم, لا تثني الإرهاب أو تكبح جماحه عن اقتراف جرائمه , ولا تردع المتقاعسين والمهملين في أداء واجبهم .لان اغلبهم يفتقد إلى البراعة والمهارة وحسن الأداء والحذق والى روح الوطنية والإخلاص, فهل تبعث العقوبات والتنقلات في تركيبتهم ونفوسهم الانصهار والتلاحم والإحساس بأبناء شعبهم ومايلحقهم من بلاء وقتل وتدمير؟؟؟ فحصاد القبل كان ثمنه السكوت المطبق عما يفتك بالعراق هذه الأيام ,من استباحة مفرطة بالأرواح والدم للمواطنين الأبرياء , تحت مرآي ومسمع من القادة والمسئولين وأحزابهم , فلا يوخز ضمائرهم ويحرك مشاعرهم هدير المفخخات ودوي الانفجاريات, البكاء والعويل ونصب المأتم واتشاح الشوارع والازقه بمظاهر العزاء والحزن لما يخلفه ويحصده الإرهاب اليومي الذي يضرب العراق يمينا وشمالا وبلا تميز بين مناطقه الجغرافية والمذهبية فهو يقرر ويختار حسب مزاجه وتوجهه, ويوزع ظلمه وقتله بالعدل والمساواة, دون تفريق بين سني وشيعي أو احتساب لقوة رادعة مجيشة بعدتها وعديدها تغطي مساحة العراق عموما لكنها في نظره هيلمان صوريا لايمتلك إلا الهشاشة والخواء في تنظيمه وتركيبه وتفككه وسهولة اختراقه ,لهذا يتحكم بحركتها ويقض مضاجعها على هواه وبمشيئته فيطنب هنا وهناك وكيف ما يشاء.وإذا ما كان النظام قد شرعن الفساد واوجد له مداخل ومخارج في مكافئته المسيء والسارق وشجعه على ارتكاب كل معصية بحق وطنه وشعبه.وريثما تفوح نتانة المفسدين والحراميه وتزكم عفونتها الأفاق ,جردت حكومتنا الموقرة حسامها الأصيل ,وسرحتهم بمعروف جميل تثمينا وعرفانا لما قدموه من خدمات يندى لها الجبين خجلا واستحياء, لما حملوه معهم من أرصدة وأموال السحت, التي اختزنوها طيلة سنين الحرمنه والفساد, التي أدمنوا على سرقتها في غفلة وسبات من مالكها, وليتمطوا بها ظافرين منتشين ضامنين بقية العمر لهم ولأجيالهم اللاحقة .ولكن كيف يتساوى المال والدم ؟؟وأي عرف ديني واجتماعي وأخلاقي يجيز المتاجرة والمساومة على دماء الناس الأبرياء؟؟فأين الوجدان والضمير الذي يحفز الإنسان على الشعور بالألم لأي تصرف شاذ ومسيء لايستجيب لمتطلبات وتطلعات المجتمع استجابة ايجابيه تغطيها الرقة والرأفة والوفاء, وينسج خيوطه الأخلاق والاستقامة والنزاهة والرحمة؟؟
https://telegram.me/buratha