المقالات

من يحكم الشارع العراقي ؟!!!!

503 14:19:00 2013-07-14

محمد حسن الساعدي

في تقرير صادر من مفوضين النزاهة العراقية ، حيث يؤكد التقرير أن نسبه الفساد في مؤسسات الحكومة العراقية بلغت 70٪ اذ يوكد التقرير ان العراق من الدول التي يستشري فيها الفساد الاداري والمالي. ان الفساد الذي انغمس فيه المسؤلون فساد جديد وشامل وممتد من الفروع والى الجذور في "العراق الجديد". فساد رفع العراق الى اعلى القائمة في مصاف الدول الفاسدة بدل رفعه الى اعلى القائمة في الدول المتطورة ديمقراطيا او حضاريا او اقتصاديا كما وعدنا المسؤلون عن العراق الجديد ممن ساهموا في صنعه او ممن وجدوا الفرصة سانحة فالتحقوا به معرضين مصداقيتهم ومصداقية من يمثلونه من فكر ودين ومذهب وطائفة وحزب ووطن وشعب الى خطر جعلهم اضحوكة من قبل جميع القرى للواقع السياسي العراقي 0ولا يخفى ان الفساد المالي والاداري هو السبب الاعمق في كل المشاكل التي يعاني منها العراق اليوم امنيا ، واقتصادياً وحتى سياسياً والذي يعد أخطر من الارهاب ومن الاحتلال ومن التهميش ومن التدخلات الاقليمية وغير ذلك مما يشكو منه العراقيون ولو اختلفوا على درجة اولويته، فكل هذه الاخطار لا تجد لها منفذا الا عن طريق الفساد، فضل الارهاب يشتري ذمم الفاسدين وينفذ مآربه عن طريقه ، سواء كانت هذه الادوات المشتراة اشخاصا واحزابا، أم وزراء فبدون المال السياسي لا يمكن لاي مشروع ارهابي ان ينجح، ولا يقف امام مشاريع الاحتلال والارهاب ، اما الجدل حول علاقة الارهاب بالاحتلال وايهما العلة وايهما المعلول فقد يحل المشكلة لصالح افلاطون وارسطو في اثينا واسبارطة، لكن عبد الحسين أوعبد القادر يبقى الضحية الذي يدفع الثمن في الرمادي وكربلاء بينما الفاسدون جالسون في فنادقهم او الدول التي تؤويهم او تمد اكفها من جيوبهم لتنفيذ ما براد منهم بالضبط 0مشكلة الفساد الكبرى تكمن في العلاقه المشتركة بين الفاسدين ومن يحميهم في الحكومة ، وهو سكوت الفاسدين بعضهم عن بعض فهناك عقد بين الطرفين يقضي بان يسكت الوزير الفلاني اوالمدير الفلاني اوالنائب الفلاني عن فساد غيره ليسكت الغير عن فساده، لان قيام أي طرف بكشف الاخر يعرض الكاشف الى نقمة المكشوف، النقمة التي تؤدي الى تحويل الكاشف الاول الى مكشوف ثان، والثاني يخلق مكشوفا ثالثا وهكذا...وهو امر يسري الى الغالبية العظمى من المسؤولين ويكشف المسافة الفلكية بين المبادئ والقيم التي دعوا اليها والواقع الذي وصلوا اليه، وكأنهم يقولون بلسان الحال:" لقد وصلت الى هدفي بنفسي وبجهدي، وعلى الشعب العراقي ان يصل الى هدفه بنفسه وبجهده".وفي ظل كل ما ذكر يبقى الوضع الامني هو الهاجس الوحيد لأبناء هذا الشعب ، والذي يأكل الأرهاب يومياً منهم بالعشرات ،ونفس المواقف المنددة التي تخرج باستحياء لانها تعرف أنها كانت مقصره بحق امن هذا الشعب الجريح الذي ينتظر ممن اختارهم ليحفظوا أمنه وسلامته ويقدموا خدمه له ليعيش كباقي دول المنطقة على الأقل الفقيرة منها ولكن بهدوء وطمأنينة .نبقى نقدم الضحايا ، وتبقى بيانات الاستنكار تصدر من هنا أو هناك ، ويبقى الشارع العراقي لا نعرف من يسيطر عليه إلارهاب ام الحكومة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك