المقالات

الأمة التي تخلد عظمائها أمة واعية

1126 00:38:00 2013-07-15

حسين الركابي

ان كثير من الأمم والشعوب والطوائف والقوميات، بل جميع الطبقات المثقفة والعقول الناضجة والمتقدمة في المجتمعات العربية والإسلامية والغربية، نجدها تعظم عظمائها وتستذكر مسيرتهم وانجازاتهم وأفعالهم وتفتخر بذكراهم على الآخرين في المحافل الدولية والإقليمية، والكثير شيده عليهم بنيانا شاهقا يناطح السماء علوا وشموخا، وإحاطة قبورهم الذهب والفضة، وركع في بيبانهم الفقير والغني الملك والسايس الحر والعبد. كيف لا ونحن خير امة أخرجت للناس حيث قال تعالى ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ )) بلا شك ان ذكر الأولياء والعظماء يعطي دافع كبير لمواصلة التقدم والبناء نحو قمم الجبال الرواسي، وينير العقول التي حاولوا إطفائها الظلاميين، والمتخلفين عقليا، وإنسانيا، وأخلاقيا، ان حضارات الشعوب تقاس بمدى استمراريتها وقوتها وتطورها فى مواجهه مختلف العصور والحقب التي مرت عليها، ومواكبتها لكل عصر بكل تحدياته لتخرج من عصر لأخر بشيء جديد ومتطور بدون ان تتأثر او تضعف ولكنها هي التي تؤثر فيها، وأعظم الحضارات التي قامت عبر ألازمنه هي الحضارة الإسلامية، لأنها استندت على ركائز صحيحة ومهمة وقادتها قامات شامخة ويدركون مدى أهميتها في حياة الأمم والشعوب والإفراد، ان ذكر مثل هؤلاء يعد جزء مهم في حياتنا وثقافتنا وحضاراتنا على مر التاريخ. بلا شك ان الاحتفاء بذكرى وفاة السيد (عبد العزيز الحكيم (قدس) المصادف في الخامس من شهر رمضان المبارك، هو استذكارا الى قامة شامخة على مدى أكثر من أربع عقود، ومشروع كبير في وجه الاستكبار والاستبداد العالمي، حيث حمل الراية والأمانة التي أعطيت له وهو جدير بحملها منذ نعومة إظفاره من العالم الجليل والفيلسوف الكبير أية الله السيد (محمد باقر الصدر(قدس) صاحب الدرس العظيم والمقولة الشهيرة ( لو كان إصبعي بعثي لقطعته ) إشارة منه إلى مواجهة الداء الذي بدا يسري في جسد الأمة آنذاك (حزب البعث) نستذكر رجل تحمل حرارة الصيف، وبرد الشتاء، وشرب أسين الماء، أكثر من ثلاثة عقود ونصف في اهوار وقصبات الجنوب، وتحمل فراق الأهل والأحبة ومدينة العلم والعلماء ومرقد جدة أمير المؤمنين (عليه السلام) ليعود بعد كل هذا الفراق الطويل والشاق إلى بلدة الذي أخذت منه الأيام والسنون مأخذ الرحة من الدقيق، ليكون نصيبه ان يتحمل وحدة التركة الثقيلة بعد استشهاد أية الله السيد (محمد باقر الحكيم (قدس) حيث جمع تحت ردائه وطن متهالك وأشلاء شعبا متناثرة ووقف بوجه كل مشروع يريد ان يعيد عقارب الساعة، وتعكز على سهام وكابر على جرحه من اجل ان يضع دستور دائم للبلاد ويمنع عودة الدكتاتورية والنظام الشمولي الذي جثم على صدورنا أكثر من ثلاثة عقود ونصف، وسد كل نوافذ الطائفية والحزبية والقومية وجعلها جميعها تجلس تحت قبة واحدة (البرلمان) لتشكل حكومة منتخبة تمثل جميع أبناء الشعب بكل قومياته وأطيافه، وكان همه الوحيد ان الحكومة العراقية تحقق العدالة وجميع ما يصبوا إليه ابنا الشهداء والمهجرين لكن أمر الله حال بينه وبين ذلك...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك