شاكر حسن
سعادة الانسان وراحة باله وضميره لا تتحققان الا بمحبة واحترام اخيه الانسان بغض النظرعن انتمائه القومي او الديني او المذهبي، وكلما ازدادت محبة واحترام الاخرين، ازدادت سعادة الانسان وحبه للحياة والطبيعة والجمال. هذا الشعور الانساني السامي النبيل تجاه اخوتنا في الانسانية يمكن ان يغير حياتنا جذرياً ومعها حياة المحيطين بنا في العمل والبيت والمدرسة والشارع، بل يمكن ان يغير العالم على المدى البعيد إن اردنا وصممنا على ذلك.ان تكون انسانياً يعني ان تتحمل مسؤولية كبيرة وان تواجه تحديات كثيرة تجاه اخوتك في الانسانية، احياناً تنجح واخرى تفشل ولكن لا تستلم ابداً وحاول ان تتعلم كيف تصنع من فشلك واخطائك النجاح.العالم ملئ بالفرص العديدة لعمل الخير تجاه اخوتنا في الانسانية، ولكن احياناً نغمض اعيننا عن هذه الحقيقة الواضحة. بعمل او مجهود بسيط نستطيع ان ندخل البهجة والسعادة للمحتاجين اليها. ومن الامثلة على ذلك: ابتسامة في وجه اخيك او انحنائة بسيطة ، او زيارة مريض راقد في البيت او المستشفى، او مساعدة رجل او امرأة مسنّين في عبور الشارع، كلمات تشجيع لرفع معنويات شخص يائس ومحبط ، او قضاء حاجات الآخرين قدر المستطاع ، مساعدة طالب او طالبة في عمل الواجبات المدرسية بدون مقابل... وهكذا.ان سلوك الانسان وتصرفه تجاه الآخرين يحدد اي نوع من البشر هو وفي اي طريق يسير، فهل هو طريق الخير او طريق الشر. فعندما يسير الانسان في طريق الخير يجني سعادة الدنيا والاخرة مهما كان دينه او مذهب. فجوهر الاديان كلها هو التأكيد على العمل الصالح والاخلاق الحسنة تجاه اخوتنا في الانسانية ، اما العبادات والشعائر الدينية فهي الوسيلة لتحقيق هذا الهدف النبيل.منذ بضع سنوات عندما كنت اسير في احد شوارع المدينة التي اسكن فيها في السويد لاحقتني نظرات شاب في العشرينيات من العمر وهو يبتسم. فدنوت منه وبعد ان سلمت عليه سألته: هل تعرفني؟ ام هل التقينا سابقا؟ فأجاب بالنفي واضاف: ولكنك تشبه كثيراً والدي والذي لم اره منذ فترة طويلة وقد اشتقت اليه كثيراً وهو يسكن بعيداً في دولة اخرى. فأجبته: لا يهمك اعتبرني اباك وبالمقابل سوف اعتبرك ابناً لي. ومنذ ذلك الوقت ونحن نلتقي بين فترة واخرى ونسعد كثيراً بهذا اللقاء الانساني الرائع.اعتقد اننا نستطيع ان نجعل حياتنا مبهجة واكثر سعادة ولها طعم ومعنى عندما نعتبر ونعامل كل الناس بمشاعر الابن والبنت والاخ والاخت والام والاب والصديق والصديقة بحسب اعمارهم... وهكذا.ان اي نوع من الشعور يحمله الانسان تجاه اخوته في الانسانية يعود عليه بالمثل، فعندما يشعر الانسان بالمحبة والاحترام للآخرين ويتمنى لهم الخير، يشعر بالاطمئنان والبهجة والراحة والهدوء، وعلى العكس من ذلك حين يشعر الانسان بالحقد والكراهية ويضمر لهم الشر والحسد، يشعر بالتعاسة والتوتر والقلق.واخيراً اقول لأخوتي في الانسانية ان الحياة قصيرة وقصيرة جداً، فعلينا استغلالها في عمل الخير ومساعدة اخوتنا في الانسانية قدر المستطاع وخاصة الايتام والارامل وكبار السن والمرضى والمعاقون والمحتاجون، وزرع الاخوة والمحبة والتسامح بينهم. فكما تقول الحكمة كل انسان يحصد ما يزرع.
https://telegram.me/buratha