المقالات

حماة الدستور.. ولكن !!

455 07:08:00 2013-07-16

محمد الحسن

«من يتحكم في الماضي يتحكم في المستقبل؛ ومن يتحكم في الحاضر يتحكم في الماضي»جورج أورويل ليس تاريخاً بعيداً , بل هو ماضٍ قريب .. لحظة تكوين صارت حقيقة , لها رجالها الذين أدركوا أخطاء التاريخ فبادروا لتفاديها , تلك هي لحظة تأسيس الدستور العراقي الجديد .من كان يعلم أن يتصدرَ المتأخرون في الطابور ؟! .. بقيادتهم للبلد ولدت المشكلات , ففاقد الشيء لا يعطيه , ولولا ماكنة الأعلام المظلِل لما وصلت الأمور إلى هنا .. مفترق طريق مؤكد قد يتحول إلى أنفصال حتمي بين أشقاء الأمس القريب , فالرئيس صار يتحكم بتاريخ العراق الجديد وبلحظة أنطلاقه ( الدستور ) , يبدو أن كل تلك الجهود لم تكن تعني له شيء , وكل الحرص تركز في كيفية الحفاظ على السلطة وأختزال كل شيء بما في ذلك منجزات الماضي التي خطتها أنامل غيرهم .مواد دستورية كثيرة تؤكد على تبني النظام اللامركزي لتقديم أفضل الخدمات عبر أشراك المحافظات بإدارة وضعها وفق أولوياتها , وقد نصت المادة (1) على أن ( جمهورية العراق دولة اتحادية واحدة مستقلة ذات سيادة كاملة ، نظام الحكم فيها جمهوري نيابي ـ برلماني ـ ديمقراطي وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق ) , ثم المادة 116 والمادة 117 لتؤكد على هذا المبنى الذي يجب أن يُنفذ من قبل المعنيين في السلطتين التشريعية والتنفيذية , وأخيراً نصت المادة (122/أولاً) على أن ( تمنح المحافظات التي لم تنتظم في إقليم الصلاحيات الإدارية والمالية الواسعة بما يمكنها من إدارة شؤونها على وفق مبدأ اللامركزية الإدارية وينظم ذلك بقانون ).وسط هذا الحديث الصريح عن اللامركزية الإدارية والصادر من أهم مرجعية في البلد , تقود السلطة التنفيذية مبادرات رافضة ومعطَلة للدستور الذي يفترض أن تعمل وفقه بعد أن ألزمت نفسها وأدت اليمين !! .. تدعو للتقسيم في مرحلة حرجة قد تقود إلى حرب أهلية , وتناقض موقفها هذا بدفاعها عن المركزية الخانقة !!.. أننا أمام حالة من الحنث والتنصل عن كل القيم السماوية والوضعية , فلا إسلاميتهم ردعتهم عن ذلك ولا تصديهم للحكم جعلهم يحترمون القانون والمظلة التي يُستظل بها الجميع .حكومة قائمة على ردود الأفعال تفتقر لأي مبادرة من شأنها الرقي بالبلد والأخذ بيد الشعب نحو العدالة المفقودة , فعند الخلاف تتراجع للمطالبة بإقليم شبيه بكردستان , المفارقة أنها سبب تعطيل قيام ذلك الإقليم , وإذا ما سارت الأمور بصفقة ما طالبت بما يضمن تسلطها على كل البلاد حتى وإن فشلت في مهامها الأمنية والكهربائية والسياسية والخدمية .. لعلها عقدة نقص تشعر بها كونها تفتقر لأي رابط يربطها بروح الدولة لذا لم تبالي بضربه عرض الجدار , ناهيك عن حمايته , فالدستور إنجاز لا يحترمه إلا أصحابه .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك