لم تعد السياسة مهارات وملكات وتوظيف للنفوذ فحسب، السياسة اليوم علوم معقدة ومقعدة أيضا..مقعدة بقواعد احد أهمها في الممارسة السياسية هي ثقافة رجل السياسة ، فرجل السياسة الناجح يحتاج إلى أن يمتلك وعاءا معرفيا عميقا ليس فقط بمعرفة الأحداث بل بامتلاك ذاكرة تاريخية قوية عن القضية التي يعمل من أجلها وما يرتبط بها ، وهو كذلك بحاجة إلى وعاء معرفي متسع من العلوم التي تساعده على اتخاذ القرار الرشيد ، ومن أهم الضروريات التي يجب أن يتعرف عليها رجل السياسة ، هي جوهر العملية السياسية وهى القوة والسلطة والنفوذ ، وسيكولوجية الجماهير فيعلم كيف يستثيرهم ويحمسهم ويهدئ منهم ،ويعرف المدخل إلى ما يريدون ، وثقافة المجتمع فيتحدث عما يدور بخواطرهم ويعلم كيف يبدأ وكيف يسكت ويناقش ، والظواهر العالمية المؤثرة في اتخاذ القرارات، وينبغي أن يتسلح رجل السياسة بعدد من المهارات مثل مهارات التفاوض ، والتخطيط ، والخطابة ، والتحليل السياسي . غير أن أهم ما يتعين على رجل السياسة التميز به هو الخطاب السياسي ، وهو مسألة بالغة الأهمية لا ينبغي التهاون بها ، إذ أن الخطاب السياسي يعبر عن نمط التفكير والتوجه السياسي ، وهو على مستويات تقسم إلى خطاب داخلي ضيق مثل المخاطبة داخل أروقة الحزب ، وخطاب محلى مثل مخاطبة الدولة التي يعيش فيها، وخطاب إقليمي ويمثل المحيط الذي يحيط بالدولة التي يتحرك منها ، وخطاب عالمي كأن يوجه خطابه إلى قوى عالمية تدخل في المعادلة الدولية مثل خطاب أوباما ، وعلى رجل السياسة في خطابه ضرورة مراعاة وقع رسالته على المستويات الأربعة . هذا كلام أكاديمي توصل اليه قادة فكر ورجال معرفة سياسية أفنوا عمرهم بالتحصيل العلمي بغية خدمة البشرية في ميدان قيادة المجتمعات سياسيا، راجعوا معي واقع السياسة والساسة عندنا وخصوصا رجال الصف الأول، وستجدون أننا في كارثة سياسية!!
كلام قبل السلام: السيف يقص العظام وهو صامت.. والطبل يملأ الفضاء وهو أجوف ...!
سلام...
https://telegram.me/buratha